عشبة الاشواجندا، عشبة استخدمت قديمًا في أغلب الحضارات ولازالت تستخدم حتى الآن وذلك لتأثيرها الطبي الذي يحتاجه الانسان وبشدة، فماذا يكون هذا التأثير؟ وهل هناك ضرر منها
هي عشبة تنمو في قارتي أفريقيا وخاصة الجنوب وكذلك جنوب آسيا فهي تنمو في المناخات الحارة.
استعملها البشر منذ القدم لما لها من أهمية كبيرة وفوائد طبية مهمة.
وعلى الرغم من أنه لا يوجد حتى الآن تفسير علمي لفهم تأثيرها على جسم الإنسان، لكن لا يمكن أبدًا التغاضي عن دورها الفعال في تحسين بعض وظائف الجسم.
فما عرف عن الاشواجندا أنها تعمل بصورة كبيرة وفعالة على تقليل الإجهاد وزيادة التركيز والنشاط.
حيث أنه تم تصنيف عشبة الأشواجندا ضمن مقللات الإجهاد Adaptogens التي تعمل على تقليل التوتر والقلق.
ويعزي العلماء هذا الأثر من جراء تناول الاشواجندا على كون الاشواجندا تقلل من نسب هرمون الكورتيزول في الجسم والذي يعد المسؤول الأكبر والأول عن التوتر والقلق وذلك بناءا على الدراسات العلمية التي تم إجراؤها على هذه العشبة.
وعلى صعيد آخر؛ تم ملاحظة أنه مع إستخدام عشبة الأشواجندا قد تحسَّن كثيرًا نوم مستخدميها وقلت نسب الأرق وصعوبة النوم.
الإجابة على ذلك السؤال هي النفي، لأن لعشبة الأشواجندا فوائد كثيرة ومهمة أخرى عدا الفائدة السابقة.
وما يلي هو أهم وأبرز فوائد عشبة الاشواجندا :
على الرغم من قلة الدراسات العلمية في هذا الصدد، لكنه تم بالفعل ملاحظة دور فعال للأشواجندا في تقليل نسب الجلوكوز في الدم لمرضى السكري وغير المرضى على حد سواء.
و السبب في هذا التأثير أن الاشواجندا تعمل في شقين؛ الشق الأول وهو زيادة قابلية الخلايا لإدخال الجلوكوز من مجرى الدم إلى داخل الخلايا والشق الثاني زيادة إفراز هرمون الأنسولين وزيادة فعاليته.
فتكون النتيجة الحد من زيادة سكر الدم وزيادة حساسية الخلايا لهرمون الإنسولين وتحفيز إفرازه.
ولكن لا يمكن الحزم بالجرعة المثالية للحصول على هذا الأثر، فقد يحدث أن تتسبب في هبوط حاد في سكر الدم.
لذلك توخى الحذر واستشر طبيبك قبل تناولها.
عن طريق زيادة معدلات هرمون التستوستيرون وزيادة حجم السائل المنوي وعدد وسرعة الحيوانات المنوية، لكن المزيد من الدراسات لا زالت ضرورية لإثبات هذا الأثر.
تحتوي عشبة الأشواجندا على مواد فعالة جدا في تخفيف الإلتهابات ومضاد للأكسدة والوقاية من بعض السرطانات.
من آثار عشبة الأشواجندا الطبية وليس ذلك فقط بل زيادة التركيز والإدراك الأمر الذي يجعلها على قائمة المكملات الغذائية المفيدة والمُوصى بها.
لها دور كبير وهام في علاج بعض المشاكل الصحية للعقل مثل تحسين أعراض الإكتئاب والتوتر والأرق لمرضى الشيزوفرينيا أو الفصام وتحسين الإدراك لمرضى الاضطراب ثنائي القطب.
تم التوصل لهذا الأثر عن طريق دراسة علمية تم إجراؤها على مرضى الفصام ومرضى إضطراب ثنائي القطب، حيث تمت ملاحظة أن المرضى الذين تناولوا عشبة الاشواجندا تحسنت حالتهم الإدراكية وكذلك قلت أعراض الإكتئاب وتحسنت حالتهم المزاجية عن المرضى الذين لم يتناولوا عشبة الأشواجندا.
والذي يجعلها من المكملات الغذائية التي يُنصح بها للرياضيين، فما تفعله عشبة الأشواجندا هو زيادة معدل استهلاك الاوكسجين داخل الجسم للبالغين والرياضيين.
تزيد عشبة الأشواجندا من معدل إستهلاك الاوكسجين أثناء القيام بمجهود وهذا المعدل هو ما يقاس به مدى كفاءة القلب والرئتين.
هذا التأثير الذي يحتاجه الجميع على حد سواء وليس الرياضيون فقط، لكن يستخدمها الرياضيون من أجل أداء أقوى وقدرة تحمل أكبر.
وعلى الرغم من كل هذه الفوائد المميزة لعشبة الأشواجندا، لم يتم التوصل بعد للجرعة المثالية الفعالة والمفيدة لهذه العشبة.
إتبع دائما ارشادات طبيبك المختص إذا ما تعلق الأمر بجرعات الدواء.
ويبقى السؤال الأكثر أهمية ، هل يوجد آثار جانبية لتناول الاشواجندا كمُكمَّل غذائي؟
وهل يوجد ما يمنع تناولها على الإطلاق؟
يوجد العديد من الآثار الجانبية لعشبة الأشواجندا حيث أن الاستخدام الأمثل والأكثر أمانا للاشواجندا يكون في خلال 3 شهور فقط وأن الاستخدام على المدى الطويل غير معلوم التبعيات و التي قد لا تكون حميدة في أغلب الأحيان.
ومن ضمن الآثار الجانبية للاستخدام المكثف والمستمر لعشبة الأشواجندا:
١-إضطرابات المعدة والجهاز الهضمي والتي تكون القيء والغثيان والتهابات المعدة والأمعاء.
٢-الدوار.
٣-الاسهال.
ولذلك، يجب عليك استشارة طبيبك حال إصابتك بأي من الأعراض السابقة جراء تناولها خاصة إذا ما تعدت فترة تناولك لها 3 أشهر.
قد يرى البعض أن مفعول الأشواجندا يستحق تناولها وأن آثارها الجانبية بسيطة وغير خطيرة غير مدركين أن عشبة الأشواجندا ممنوعة وبشدة لبعض الحالات وغير متاحة للجميع.
والحالات التي تعد الاشواجندا فيها من المحظورات الطبية هي الحالات الآتية:
١-المرأة الحامل؛ لأن جرعات الاشواجندا العالية تسبب الاجهاض وحيث أن جرعة الاشواجندا المظبوطة لازالت طي الدراسة وغير معلومة، فإن الاشواجندا لا ينصح بها للحامل.
٢-المرأة المرضعة لأنه يتم إفرازها في لبن الأم.
٣-المصابين بخلل في عمل الغدة الدرقية سواء فرط نشاط أو خمول الغدة الدرقية فتأثيرها على هرمون الغدة غير معلوم وطالما يتم تناول علاج هرموني لا يمكن أبدًا تناول معه الاشواجندا.
٤-مرضى سرطان البروستاتا.
٥-مرضى الكبد.
٦-مرضى الأمراض المناعية حيث تعمل الاشواجندا على تحفيز وتعزيز الجهاز المناعي الأمر الذي قد يزيد من سوء المرض المناعي عند مرضى الذئبة الحمراء والتصلب المتعدد والروماتيزم على سبيل المثال وليس الحصر، فكافة الأمراض المناعية محظور فيها تناول الاشواجندا.
٧-أوقف تناول الاشواجندا قبل إجراء العمليات الجراحية بمدة لا تقل عن الأسبوعين.
الاشواجندا من المهدئات والتي تحفز النوم الأمر الذي يشابه التخدير الطبي.
فإن كنت تتناول الاشواجندا وستقوم بإجراء عملية جراحية، ستحصل على تأثير مضاعف للتخدير وعلى الأرجح ستعاني من مضاعفات التخدير دون الحصول على فائدته على الإطلاق.
لا تنسى أبدًا أن تخبر طبيبك أنك تتناولها قبل أجراء عمليتك الجراحية وبفترة مبكرة.
مثلها مثل الأعشاب الطبيعية، يمكن تناولها على هيئة مشروب دافئ.
كما تتواجد الاشواجندا على هيئة مكملات غذائية.
وكما ذكرنا سابقا، تؤخذ لمدة لا تزيد عن 3 أشهر، ويمكنك تناولها بصفة يومية وقتما شئت؛ صباحا أم مساءًا وسواء مع الوجبات أم قبلها أم بعدها.
و في النهاية
عشبة الاشواجندا من الأعشاب الطبية المفيدة للإنسان على الكثير من الأصعدة والتي قد تجعل حياتك أسهل وأكثر صحة ولكن بالجرعة المحددة لك من قبل الطبيب وشرط ألا تتعدى 3 شهور من تناولها.
وإن كنت تعاني من أية أمراض، إستشر طبيبك المختص قبل إدراجها في نظامك اليومي.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها ان تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المختص. بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص يجب على القارئ استشارة طبيبه لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ.
كتبته
د/ مروة رفعت
المصادر