قد يتفاجأ البعض بتغير في ملمس الجلد وتغير في شكل ذراعه بطريقة ملحوظة وقد لا يخطر بباله أنه من الممكن أن يكون بسبب مرض مناعي قد يترتب عليه العديد من المضاعفات، تماماً مثل ما يحدث في حالة تورم الذراع الليمفاوي فهو يحدث نتيجة لمرض آخر أو بسبب أمراض داخلية تصيب الجهاز الليمفاوي وتؤثر على شكل وملمس الذراع.
إذا لاحظت تغيراً بذراعك، ففي هذا المقال بالتأكيد سوف تجد ما يفيدك.
الجهاز الليمفاوي هو شبكة من الأوعية والأعضاء والأنسجة التي تحمل السائل الليمفاوي خلال الجسم بأكمله وهو من ضمن أعضاء جهاز الجسم المناعي الذي يحتوي على عدد من الأعضاء والغدد التي تعمل جميعها على ضمان حماية الجسم من العدوى والتخلص من الأجسام الخارجية و الخلايا الغير طبيعية.
يتكون الجهاز الليمفاوي من :
والجدير بالذكر أن المرض يحدث بسبب خلل في حركة السائل الليمفاوي وسريانه في الجسم بالشكل الصحيح، لذا إليك بعض المعلومات عن السائل الليمفاوي وكيفية عمله.
السائل الليمفاوي هو سائل نقي يتكون من ماء وبروتين ودهون و خلايا دم بيضاء يتجول في أنحاء الجسم لتنقيته من الأجسام الخارجية الضارة كما أنه يعمل على مد الجسم ببعض عناصر الغذاء.
بعد انتهاء رحلة السائل الليمفاوي المحمل بالخلايا التالفة والخلايا السرطانية والأجسام الخارجية مثل البكتيريا والفيروسات، يتم تجميعه في العقد الليمفاوية وهي أعضاء صغيرة تشبه حبة الفول وتعتبر مركز التجمع وتعمل على تنقية السائل من الشوائب والخلايا الضارة لما تحتويه من خلايا مناعية متعددة تعمل على ذلك ثم يمر منها بعد ذلك نقياً ليؤدي دوره في الجسم مرة أخرى.
تنتشر العقد الليمفاوية في أماكن متفرقة في جسم الإنسان منها تحت الجلد وتحت الذراع وفي الرقبة وكذلك داخل الجسم مثل المعدة.
لذلك يؤدي حدوث أي خلل في الجهاز المناعي سواء بسبب عدوى أو انسداد في العقد والقنوات الليمفاوية إلى إعاقة هذه العملية المستمرة مما يؤدي لظهور العديد من الأمراض على سبيل المثال مرض تورم الذراع الليمفاوي الذي سوف نكتشف حقائق عنه في هذا المقال.
تورم الذراع الليمفاوي الذي يعرف بالإنجليزية باسم(Lymphedema) هو مرض مزمن يحدث بسبب تراكم السائل الليمفاوي في أنسجة الذراع وعدم تصريفه بالشكل الصحيح نتيجة انسداد الأوعية الليمفاوية أو عدم وجود العقد الليمفاوية أو انسدادها مما يؤدي إلى حدوث تورم وآلام لا يُستهان بها.
يشعر المريض بعدد من الأعراض تتراوح بين البسيطة إلى الشديدة ومنها ما يلي:
قسم الأطباء أسباب المرض إلى قسمين وهما:
خلل جيني وراثي يتسبب في عدم اكتمال الجهاز الليمفاوي وبالتالي عدم القيام بدوره على الوجه المطلوب.
العديد من الأسباب يمكنها التسبب في حدوث المرض مثل:
تصنف حدة المرض على حسب المرحلة فهناك أربع مراحل وهم:
لا يوجد تورم ولكن شعور بالثقل والامتلاء بالذراع.
حدوث تورم وتصلب الذراع ، يتحسن عند رفع الذراع لأعلى.
زيادة التورم عن المرحلة الأولى وعدم التحسن عند رفع الذراع لأعلى.
زيادة التورم وعدم القدرة على تحريك الذراع بالإضافة إلى جفاف الجلد ويمكن أيضاً حدوث تسرب للسائل الليمفاوي خارج الذراع.
يمكن للمرض أن يُعالج في المراحل الأولى (المرحلة ٠ والمرحلة ١) ولكن يصعب التعامل معه في المراحل المتأخرة، لذلك يجب زيارة الطبيب المتخصص فوراً إذا لوحظ أي تغير في شكل الجلد أو ملمسه أو حجم الذراع.
لا يوجد علاج تام لمرض تورم الذراع الليمفاوي خصوصاً إذا كان المرض بسبب عملية استئصال ولكن يوجد بعض الممارسات لتحسين الحالة وأيضاً اعتماد نظام حياة صحي سوف يخفف من حدة الألم والتورم.
فإذا كنت تعاني منه، فيجب عليك تطبيق ما يلي للتمتع بالحياة بشكل أفضل:
قد يلجأ الطبيب لإجراء تدخلات أكبر في الحالات المتأخرة مثل :
( Lymphatico-venous anastomosis, LVA)
( Vascularized lymph node transfer, VLNT)
يُشخص باستخدام عدة طرق وذلك يحدده الطبيب حسب حالة المريض ومنها:
إذا شعرت بتغير في ملمس أو حجم الذراع أو وجدت صعوبة غير معتادة على تحريكه فعليك التوجه للطبيب في أسرع وقت.
في العادة يتوجب على مريض تورم الذراع الليمفاوي عرض حالته على مجموعة من الأطباء منهم طبيب الأمراض الباطنة والغدد الصماء وطبيب الأوعية الدموية ومتخصص العلاج الفيزيائي والطبيب الجراح.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها أن تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المعالج، ذلك بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص.
يجب على القارئ استشارة طبيبه، لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ.
كتبته: تقى مصطفى يس