عاش العالم لحظات عصيبة أثناء وباء فيروس كورونا المستجد (COVID-19) عام 2020 حيث تسبب فيه ظهور نوع جديد من عائلة فيروس كورونا ولكن يبدو أن تلك ليست السابقة الأولى لهذه العائلة الشرسة؛ حيث تسببت في عام 2012 في ظهور متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-COV) بنسبة وفيات تصل إلي 35 % من الحالات المصابة طبقا لتقارير منظمة الصحة العالمية (WHO).
تتراوح أعراض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية من عدم ظهور أي أعراض مرضية إلى ظهور أعراض تنفسية معتدلة تشبه أعراض البرد أو الإنفلونزا الشائعة انتقالاً إلي المرض التنفسي الحاد والوفاة.
أغلب الحالات التي تم الإبلاغ عنها كانت لديها أعراض تنفسية حادة مصحوبة بارتفاع درجة حرارة الجسم والسعال وضيق التنفس، بعض الحالات الأخرى كان لديها أعراض معوية مثل الإسهال، القيء والغثيان. كما كشف مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) عن أن 3 من أصل 10 حالات مصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية تم الإبلاغ عن وفاتهم، أغلبية الحالات التي توفت كانوا يعانون من تاريخ مرضي سابق مثل مرض السكري، مرض السرطان، والأمراض التنفسية أو القلبية المزمنة.
ذكرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية هو فيروس حيواني المنشأ أي أنه ينتقل بين الحيوان والإنسان حيث ان الإنسان يُصاب بالعدوى نتيجة للاختلاط المباشر أو غير المباشر مع الجمال العربية المصابة، كذلك فإن انتقال الفيروس من انسان الى انسان هو أمر جائز كما حدث في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وجمهورية كوريا حيث انتشرت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بشكل كبير بين المخالطين للجمال العربية وبين العاملين في مراكز تقديم الرعاية الصحية، وطبقا للتقارير فإن المملكة العربية السعودية قد أبلغت عن اصابة ما يقرب من 80% من الحالات البشرية.
وفقاً لتقارير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) فإن حالتين فقط من سكان الولايات المتحدة تم إثبات إصابتهم بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ، ويعتقد العلماء أنهم أصيبوا بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية أثناء فترة إقامتهم وعملهم بالمملكة العربية السعودية كمقدمي للرعاية الصحية في المملكة.
وفقاً لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) فإن الأشخاص الذين تتزايد احتمالات إصابتهم بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية هم كالتالي :
حتى وقتنا هذا لا يوجد أي لقاح يمكن استخدامه للوقاية من الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) ولكن ننصح باتباع تلك الإجراءات الوقائية التالية لحماية نفسك من الإصابة:
يجب على الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية تجنب مخالطة الإبل العربية وكذلك تجنب شرب لبنها أو بولها قبل أن تتم بسترتها علي نحو سليم او استهلاك لحومها قبل طهيها بعناية.
ذكرت وزارة الصحة السعودية بعض الإرشادات الواجب اتباعها للحد من انتشار فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)والالتهابات التنفسية المعدية الأخرى وهم كالتالي:
أوصت منظمة الصحة العالمية (WHO) بتوخي الحذر عند السفر إلى بلدان شبه الجزيرة العربية وأوصت أيضاً باتباع إرشادات النظافة السليمة والتدابير الوقائية والابتعاد عن التعامل مع المصابين بأمراض الجهاز التنفسي. كذلك لم تقم منظمة الصحة العالمية بتطبيق أي قيود على حركة السفر أو الأنشطة التجارية عند الدخول إلى شبه الجزيرة العربية.
حتى وقتنا هذا لا يتوفر علاج محدد للقضاء على الفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-Cov) ، ولكن لا يزال العلماء والأطباء في محاولات مستمرة لإيجاد علاج لهذا الفيروس عن طريق القيام بالعديد من التجارب والدراسات السريرية.
طبقاً لوزارة الصحة السعودية ومنظمة الصحة العالمية فإن يُنصح بتقديم العلاج الداعم (Supportive Treatment) طبقاً لحالة المريض وتشخيصه للتخفيف من حدة الأعراض مثلاً عن طريق إعطاء الأدوية الخافضة للحرارة وإعطاء الأكسجين والاهتمام بتغذية المريض جيداً واعطائه السوائل الكافية.
الملخص
يتحدث هذا المقال عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسيةالتي ظهرت في عدد من بلدان شبه الجزيرة العربية، متى ظهرت وكيف انتقلت العدوى، وما هي الإجراءات الوقائية التي اتخذتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السعودية.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها أن تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المعالج، ذلك بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص.
يجب على القارئ استشارة طبيبه، لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ
كتبته :د/نورهان محمد العلي