في مقالنا هذا سنتطرق لمفهوم ومميزات الشخصية الحدية، فشخصية الإنسان تعد من أبرز وأهم الجوانب التي تحدد سلوك الفرد وتفاعله مع العالم من حوله.
ومن اضطرابات الشخصية التي تصيب هذا الجانب هو “اضطراب الشخصية الحدية” Borderline personality disorde ، كما ستتناول أيضا أبرز مظاهرها بالإضافة إلى المشكلات والتحديات مع الذات والمجتمع، قراءة مفيدة وممتعة.
يعد مفهوم الشخصية الحدية من المفاهيم الحديثة التي ظهرت في القرن التاسع عشر على يد طبيب الأمراض العقلية وليم كلن William calen 1890، ويعد ستيرن Stern 1938 المحلل النفسي أول من وصف معظم أعراض الشخصية الحدية.
السمة البارزة لاضطراب الشخصية الحدية هي الاندفاع وعدم الاستمرارية في العلاقات والتقلب المزاجي بشكل حاد وسريع حيث تكون المشاعر مندفعة ومثالية الى الغضب الشديد على نحو مفاجئ وسريع، كما ان من مميزات الشخصية الحدية أيضا السلوك مدمر للذات حيث التبذير في الإنفاق المادي وتعدد العلاقات وإدمان العقاقير.
تتضمن أنماط الشخصية الحدية كلا من:
يختلف تأثير كل نمط على حياة الشخص المصاب به وعلى الآخرين.
تشمل تلك المميزات العديد من النواحي، بما في ذلك العلاقات الشخصية، والعمل، والصحة النفسية. يمكن أن يتسبب هذا الاضطراب في العديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية، مما يؤثر على جودة حياة الفرد وسلامته العقلية.
يعاني ذوي اضطراب الشخصية الحدية من تغيرات مفاجئة وغير متوقعة في إدراك ذواتهم الذي بدوره يؤثر سلبا على استقرار مشاعرهم كما يقومون بتقليل نظرتهم عن أنفسهم والتوبيخ قد يصل الامر إلى كره ذواتهم.
قد يعانون مصابين اضطراب الشخصية الحدية من الريية والانفصال عن الواقع عند التعرض لضغوطات عصبية متتالية .
تنشأ فكرة الخوف المبالغ من الهجر من ضعف القدرة على تحمل الوحدة والحاجة الشديدة للآخرين معهم، يؤدي هذا الخوف إلى بذل مجهود ومحاولات مستميتة لإبقاء الأشخاص قد تصل إلى التشبث الجسدي لمنع المغادرة والتهديد بإيذاء النفس في حال مغادرة الأشخاص .
كما تحدثنا سابقا تعد الإندفاعية السمة الأبرز، حيث يعاني ذوي اضطراب الشخصية الحدية من الإندفاع في سلوكيات متعددة وعدم القدرة على التحكم بالذات بالإضافة إلى نوبات إنفعالية حادة .
حيث إيذاء الذات وإيلامها كطريقة تعبير عن الغضب مثل الضرب وإحداث جروح متفرقة في الجسم ،الميول والمحاولات الانتحارية .
بإضافة الإندفاعية يعد تقلب المزاجية سمة بارزة أيضا،التأرجح والانتقال السريع بين سعادة عارمة إلى حزن عميق ومن حماسة مفرطة إلى إحباط .
تتفاوت شدة مظاهر سمات الشخصية الحدية من شخص لآخر، ويتأثر التشخيص بعوامل عديدة، بما في ذلك العوامل الوراثية والبيئية والنفسية.
كما هو الحال مع اضطرابات الصحة النفسية فإن الأسباب غير معروفة تماما ولكن تشير الدراسات أن اضطراب الشخصية الحدية قد يرتبط بطفولة سيئة وقاسية مثل الإهمال والصدمات ،و تاريخ مرضي للصحة العقلية
لأحد أفراد الأسرة .
في النهاية نؤكد دوما إن شخصياتنا هي بوابتنا للتفاعل مع أنفسنا ومع العالم من حولنا ربما نعاني من بعض الاضطرابات والمشكلات حينها علينا التوجه بإتجاه صحيح وطلب المساعدة من المختصين وعدم التواري فقمع الاضطراب والتغاضي عنه الذي يؤدي إلى المضاعفات .
في الختام، يظهر اضطراب الشخصية الحدية كتحدي كبير يواجه الفرد والمجتمع، ومع ذلك، فإن الفهم الصحيح لهذا الاضطراب وتوفير الدعم اللازم يمكن أن يؤدي إلى تحسين جودة الحياة والصحة النفسية ل
لأفراد المتأثرين به.
رغم تحديات علاج اضطراب الشخصية الحدية، إلا أن هناك استراتيجيات علاجية فعّالة وناجحة للغاية تشمل العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الدوائي، بالإضافة إلى الدعم الاجتماعي والتعليم المستمر للمصاب وأفراد الأسرة .
إن كنت تعاني او لاحظت اي من مميزات الشخصية الحدية المذكورة سابقا لا تتردد أن تتحدث إلى المختصين حيث الدعم و الحل والعلاج .
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها أن تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المعالج، ذلك بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص.
يجب على القارئ استشارة طبيبه، لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ
دمتم بصحة نفسية جيدة
كتب بواسطة\ د تقوى عمر ادم
مراجع
– American Psychiatry Association (2000): Diagnostic and statistical manual of Mental Disorders. Washington. D C: American Psychiatric Association.
Dobbert, D.L., (2007): Understanding personality disorders: an introduction.
Michelle pugle The Four Types of BPD .
Michelle pugle Signs and Symptoms of Borderline Personality Disorder