سرطان الثدي، ذلك المرض الخفي الذي يطرق باب العديد من السيدات حول العالم مسبباً الهلع سواءً من المرض أو العلاج.
لذلك فإن معرفة معلومات عامة عن سرطان الثدي وفهم كيفية حدوثه هو أمر يستحق الوقت والجهد.
وبما أن سرطان الثدي هو مرض العصر الحديث وسبب الألم
لملايين النساء حول العالم، يجب علينا الوقوف عنده والتمعن في كينونته ومعرفة أسبابه المختلفة للتوصل لطرق علاجه المناسبة ورفع الألم عن جميع نساء العالم.
لذلك، إذا كنت مهتماً بالمرض وتريد التعمق في عالمه بشكل أكبر، ففي هذا المقال سوف تجد غايتك.
تكمن الخطوة الأولى في التصدي للمرض في إثراء المجتمع بمعلومات عامة عن سرطان الثدي، تلك الحالة المرضية الخطيرة التي تحدث عندما تتطور خلايا الثدي وتتكاثر بسرعة غير طبيعية فتصبح خلايا سرطانية وتؤدي لحدوث الأورام كما ينتشر في أنحاء الجسم في حال عدم اكتشافه ويصبح مرضاً قاتلاً.
يُعتبرسرطان الثدي من أكثر أنواع مرض السرطان انتشاراً ويكون من النوع الغازي بنسبة ٨٠%، مما يعني قدرة المرض على الانتشار وغزو أماكن أخرى من الجسم.
عادةً ما يصيب النساء بعد عمر الخمسين عاماً وأكثر ولكنه قد يصيب النساء في مختلف الأعمار، بل إنه قد يصيب الذكور أيضاً.
يستخدم الأطباء عدة طرق في العلاج منها التدخل الجراحي لإزالة الورم أو استخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي بناءً على حالة المريضة.
وتعتمد سرعة انتشار المرض حسب نوعه ومرحلة المرض وعمر السيدة المصابة.
تعمل منظمة الصحة العالمية على توفير معلومات عامة عن سرطان الثدي سواء الإحصاءات أو كيفية المشاركة المجتمعية لتخفيف العناء والسعي للعلاج، ومن ضمن الإحصاءات الخاصة بالمرض ما يلي:
و المطمئن في الأمر أنه على الرغم من كون سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعاً وقد يكون منها الانتقالي أو القاتل، إلا أنه يسجل نسب شفاء عالية خصوصاً إذا تم اكتشافه مبكراً.
يُعتبر هذا هو السؤال الشائع والذي ينم عن قلة وجود معلومات عامة عن سرطان الثدي، والإجابة القاطعة هي لا.
لا يظهر سرطان الثدي فجأة فقد يستغرق الأمر سنوات حتى تشعر المرأة بتغير في ثدييها وتكتشف الأمر مثل وجود كتل أو الشعور بالألم، لذلك فإن المتابعة الدورية تضمن لك الاكتشاف المبكر والذي لا شك يجعل خطوة العلاج أكثر سهولة وفاعلية.
ويجب التنويه أنه لا يعني وجود كل كتلة ضرورة وجود سرطان، لذلك توجهي للطبيب فوراً للاطمئنان على حالتك أو لسرعة اتخاذ الإجراء المناسب.
نعم، لا يقتصر سرطان الثدي على النساء فقط بل إنه يصيب الرجال أيضاً.
أثبتت الإحصاءات التابعة لمنظمة الصحة العالمية أن مرض سرطان الثدي يصيب ٢,٦٠٠ رجل في الولايات المتحدة الأمريكية سنويا بنسبة ٠.٥% إلى ١% من إجمالي الحالات.
لذلك فإن توافر معلومات عامة عن سرطان الثدي سوف يجنب المجتمع رجالاً ونساءً خطر الإصابة بذلك المرض اللعين.
اقرأ أيضا كل ما تود معرفته عن مراحل سرطان البروستاتا.
قسم الأطباء سرطان الثدي إلى عدة أنواع أساسية وفرعية من أجل الوصول للعلاج المناسب قدر الإمكان وبأقل أعراض جانبية ممكنة.
يبدأ هذا النوع في القنوات اللبنية وينتشر لباقي أنحاء الثدي، ويُعتبر هو النوع الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية.
تكون الغدد اللبنية هي العضو المستهدف وينتشر الورم منها لباقى أنحاء الثدي الأخرى، ويحتل هذا النوع المركز الثاني في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث نسبة الانتشار بين النساء.
يُصيب القنوات اللبنية مثل السرطان القنوي الغازي إلا أنه لا ينتشر.
وتشمل أنواع سرطان الثدي الاقل شيوعا ما يلي:
من أنواع السرطان العنيفة التي تعرف بانتشارها السريع.
يُعتبر سرطان الثدي الالتهابي من أقل الأنواع شيوعا ولكنه سريع الانتشار، يظهر على شكل طفح جلدي على منطقة الثدي.
للمزيد إقرأ: ما هو سرطان الثدي الالتهابي؟ وما هي أعراضه؟ وكيفية تشخيصه.
يُصيب هذا النوع النادر جلد حلمات الثدي بشكل يشبه الطفح الجلدي، يحدث بنسبة أقل من ٤% من مختلف أمراض سرطان الثدي.
تقسم هذه الأنواع بناء على حالة الخلايا المستقبلة التي تتحد مع مواد أخرى في الدم مثل الهرمونات ( الاستروجين والبروجستيرون) والتي قد تساعد في نمو الخلايا السرطانية.
يتم تحديد خطة العلاج المناسبة إذا اكتشف الطبيب وجود مستقبلات لتلك الهرمونات.
وتشمل الأنواع الفرعية ما يلي:
اعرف أكثر عن سرطان الثدي الخبيث ومراحل الخمسة؟
تختلف أعراض سرطان الثدي بشكل كبير، منها ما يكون محدداً لنوع ما ومنها ما يكون عرضاً شائعاً بين أكثر من نوع.
كما أن بعض الأنواع قد تسبب تغيراً في شكل الثدي وبعضها الآخر لا يسبب أي تغيير ملحوظ شكلاً.
ومن هنا تكمن أهمية جمع معلومات عامة عن سرطان الثدي وأعراضه المختلفة للتيقظ لأي تغيير قد يطرأ.
ومن ضمن الأعراض ما يلي:
هل سمعت من قبل عن الكيس العجائبي، ما هو وأين يوجد ولم هو عجيب؟
يُعتبر السبب الرئيسي لحدوث سرطان الثدي هو تحور الخلايا وتحولها لخلايا سرطانية بحيث تخرج عن نمط النمو الطبيعي و تتكاثر بشكل مبالغ فيه مما يؤدي إلى حدوث الأورام.
لم يتيقن الأطباء والباحثون بشأن السبب الذي يحفز حدوث هذا التغير المفاجئ إلا أن هناك من العوامل ما يجعل بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من غيرهم مثل:
يبدأ الطبيب بإجراء فحوصات جسدية على الثدي لدراسة ملمسه وحجمه والكشف عن أي تغير ملحوظ، ويوصي أيضاً بعمل أشعة الماموجرام للكشف عن علامات سرطان الثدي.
بالإضافة إلى بعض الفحوصات للتشخيص السليم للمرض مثل:
تعتبر الخطوة الأولى للتشخيص وتحديد العلاج هي تحديد مرحلة المرض بشكل مؤكد إذ يمر مرض السرطان داخل الجسم بعدة مراحل ويختلف العلاج على حسب كل مرحلة، لذلك يستخدم الأطباء أنظمة تحديد مراحل السرطان من أجل وضع خطة العلاج المناسبة.
ويعتمد تحديد مرحلة سرطان الثدي هل عدة عوامل منها نوع الورم وحجمه ومكان الإصابة وما إذا كان غازي أم لا.
وبشكل عام تتمثل مراحل سرطان الثدي فيما يلي:
ومن هنا يأتي دور الوعي والحرص على معرفة معلومات عامة عن سرطان الثدي مما يضمن اكتشاف المرض في مراحله الأولى.
يستخدم الأطباء مجموعة من طرق العلاج المختلفة للقضاء على المرض والسيطرة عليه بشكل كامل.
يعتبر التدخل الجراحي هو الحل الأولي للعلاج للتخلص من الخلايا الغير طبيعية مع مراعاة استئصال الخلايا الملاصقة للورم كهامش أمان.
ومن أنواع جراحات سرطان الثدي:
ثم بعد ذلك، يستخدم الأطباء طرق العلاج الأخرى طبقا لحالة المريضة ومرحلة المرض مثل
وهو استخدام الأدوية الكيماوية للقضاء على الورم وقد يكون:
وهو استخدام الاشعاع لقتل الخلايا السرطانية وقد يكون:
يستخدم العلاج الموجه بعض الأدوية الموجهة خصيصاً للورم بينما يعتمد العلاج المناعي على مساعدة المناعة في قتل الخلايا السرطانية، وقد يكونان قبل أو بعد الجراحة أو في حالة سطان الثدي الثانوي.
وهو استخدام الأدوية للتحكم في مستوى الهرمونات التي تساعد في انتشار الورم مثل معدلات مستقبل الاستروجين الانتقائي SERM على النحو التالي:
ويستخدم حسب حالة المريضة إما قبل أو بعد الجراحة أو في حالة سرطان الثدي الثانوي.
ومن هنا اكتشف فوائد عشبة المورينجا وتأثيرها على الخلايا السرطانية.
لا شك أن هناك من الآثار الجانبية التي نتعرض لها مريضة سرطان الثدي الخاضعة للعلاج وتختلف الأعراض من شخص لآخر.
وتتمثل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي والإشعاعي في التعب الدائم والغثيان والقيء.
وتتشابه الأعراض الجانبية للعلاج المناعي و الهرموني والعلاج الموجه وتتمثل في الإمساك والإسهال.
كما لا يخلو التدخل الجراحي من الآثار الجانبية ولكنها أقل ضرراً مقارنة بخطر السرطان، وقد تحدث بعض المضاعفات مثل العدوى أثناء الجراحة، الجلطات الدموية التي تظهر بعد الجراحة، تلف بعض الأعصاب، الوذمة اللمفاوية ( تورم الذراع الليمفاوي).
يُعتبر سرطان الثدي النقيلي هو أكثر المضاعفات انتشاراً وشيوعاً وهو عبارة عن انتشار الورم وانتقاله لانحاء أخرى من الجسم من العظام والرئتين والكبد والمخ.
وأظهرت الدراسات أن ١ من ٣ سيدات مصابات بالسرطان في المراحل المبكرة قد تتطور وتصبح من النوع النقيلي المنتشر.
ويرجع حدوث المضاعفات إلى قلة الوعي وعدم وجود معلومات عامة عن سرطان الثدي بشكل كافي مما يؤخر اكتشاف المرض.
بعض الممارسات الصحية تساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي أو الوقاية منه بشكل كبير مثل:
وفي حالة وجود تاريخ مرضي في العائلة يجب على نسائها أخذ الحيطة والحذر والقيام ببعض الإجراءات الوقائية مثل:
ما إن تم تأكيد الإصابة بسرطان الثدي، تلتزم المريضة بفترة علاج متوافقة مع حالتها وفق خطة الطبيب وعليها اتباع بعض العادات الصحية من أجل تخفيف حدة المرض عليها وعلى من حولها، على سبيل المثال:
كما تتوفر أيضاً الرعاية التلطيفية وهي رعاية طبية تركز على تخفيف الألم ودعم الشعور بالراحة أثناء رحلة العلاج.
يعمل توفر معلومات عامة عن سرطان الثدي في المجتمع على سرعة التجاوب واتخاذ القرار بشأن التوجه للطبيب، وعليك عزيزتي المرأة سرعة التوجه للطبيب لأخذ الإجراءات اللازمة إذا لاحظتي أياً من العلامات الآتية:
ومن باب الدعم النفسي ونشر الوعي المجتمعي، تم اختيار شهر أكتوبر ليكون هو شهر التوعية بالمرض ونشر معلومات عامة عن سرطان الثدي وكيفية الوقاية منه والكشف المبكر، حتى تتمكن النساء من التصدي للمرض في المراحل الأولى.
وتهدُف المشاركة المجتمعية أيضاً إلى بث الأمل والتفاؤل وتحسين الصحة النفسية للمريضات مما ينعكس على تحسن حالتهن واستجابتهن للعلاج.
ونهاية القول، يمكننا اعتبار مرض سرطان الثدي هو من ضمن أمراض العصر التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة ما لم يتم التعامل معه مبكراً.
لذلك فإن الوعي المجتمعي ونشر معلومات عامة عن سرطان الثدي والتوعية بأهمية الكشف الدوري هم أهم الأسلحة التي بها سوف يتم السيطرة على انتشار المرض والتمكن من علاجه بشكل أكثر فاعلية.
ونذكرك عزيزتي المرأة بعدم تجاهل أي عرض غريب أو تغيير غير مألوف وسرعة التوجه للطبيب لعمل اللازم.