عين السمكة في الرجل
 عين السمكة في الرجل لماذا تظهر وكيف تتخلص منها؟
5 مارس، 2025

اضطراب قلق الانفصال عند الكبار الأعراض وكيفية العلاج

اضطراب قلق الانفصال عند الكبار

اضطراب قلق الانفصال عند الكبار

الشعور بالقلق على من نحبهم هو أمرٌ طبيعي سواءً على أطفالنا، أو على الأشخاص المقربين، هو جزء من حياتنا.

ولكن هل هناك من القلق ما يفسد الحياة؟ نعم، إنه ما يعرف بـ اضطراب قلق الانفصال عند الكبار.

وهو عندما يتحول القلق الصحي إلى كابوس دائم يحيط بالمصاب ومن حوله وينغص عليهم ملذات حياتهم ويصبح عبئاً على عاتقهم.

وسوف نستعرض في هذا المقال تفاصيل هذا الاضطراب ونتعرف على أسبابه وكيف يمكن للمصاب أن يتعايش معه.

ما هو اضطراب قلق الانفصال؟

اضطراب قلق الانفصال هي حالة صحية ذهنية تؤثر على الأطفال وكذلك البالغين وتتسبب في حالة من الخوف والقلق المفرط لدى الشخص عند الانفصال عن شخص قريب أو حتى مجرد توقع الانفصال عنه.

يكون القلق مفرط بشكل لا يتناسب مع الموقف مما بسبب الأذى النفسي البالغ للشخص ولمن حوله.

وفي حالة الأطفال، تحدث تلك الحالة عند خوف الطفل من الانفصال عن احد ابويه أو أحد مقدمي الرعاية المقربين، بينما يتركز القلق عند البالغين على أطفالهم أو شركاء حياتهم (قلق الانفصال العاطفي)، ويُصاب به حوالي ١%-٢% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية من الكبار.

أعراض اضطراب قلق الانفصال عند الكبار

اضطراب قلق الانفصال عند الكبار

تتسبب حالة القلق من الانفصال في ظهور عدة أعراض نفسية وعضوية، ويعاني المريض من ثلاثة أو أكثر منها، وتتمثل في ما يلي:

  • الشعور بالضيق والتوتر عند الابتعاد أو توقع الانفصال عن الأشخاص المقربين
  • القلق من أن شيئاً سيئاً سيصبب الشخص المقربين مثل حادثة أو إصابة
  • رفض الانتقال إلى منزل جديد أو تغيير مكان العمل أو الدراسة
  • الخوف من البقاء وحيداً بدون شركاء أو أشخاص مقربين
  • عدم القدرة على النوم منفرداً
  • تراود الشخص المصاب كوابيس متكررة تتضمن الانفصال عن الشخص المقرب
  • الشعور بأعراض جسدية مثل آلام البطن، الصداع، القيء، الغثيان الدوخة، وخفقان القلب عند الابتعاد عن الشخص المقرب.

تعرف على اضطراب الشخصية الاجتنابية، قيود نفسية تمنع الحياة.

أسباب اضطراب قلق الانفصال عند الكبار

لم يتوصل العلماء للسبب الرئيسي للإصابة باضطراب قلق الانفصال عند المراهقين والكبار، ولكن من المرجح أنه مزيج من العوامل الوراثية والبيئة معاً.

على سبيل المثال، قد يولد الشخص بطفرة جينية معينة تؤثر على مستويات بعض المواد الكيميائية داخل المخ ولكن قد لا تكون تلك الطفرة كافية لإحداث الاضطراب.

ولكن يزداد تأثيرها مع وجود عوامل بيئية قاسية أو تجارب حياتية وتغيرات كبيرة مؤلمة في الطفولة.

وتؤدي هذه العوامل إلى تغيرات لا جينية في المواد الكيميائية المُنظمة لعمل بعض الجينات مما يؤثر على أدائها مثل الجينات المسؤولة عن السيطرة على التوتر والقلق.

العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة

يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة باضطراب قلق الانفصال عند الكبار إذا تعرض لبعض الحالات مثل:

  • فقد شخص عزيز ومحبوب
  • إصابة شخص عزيز بمرضٍ ما
  • التغيرات الحياتية الكبيرة مثل الدخول في علاقة عاطفية أو إنجاب الأطفال
  • إذا تم تشخيص الشخص باضطراب قلق الانفصال في طفولته
  • الخجل الشديد في الطفولة
  • الحماية الزائدة من الأبوين في فترة الطفولة أو عدم تلقي الرعاية والتفاعل منهم
  • التشخيص بأي من الأمراض الذهنية الأخرى 

تشخيص اضطراب قلق الانفصال عند الكبار

اضطراب قلق الانفصال عند الكبار

عندما يواجه الشخص قلقاً مفرطاً مبالغاً فيه بشكل لا يتناسب مع الموقف، يصبح الأمر مؤثراً بشكل سلبي على مجريات حياته وعلاقاته الإنسانية وحتى على أنشطته اليومية.

قد يتطور الأمر إلى إلغاء العمل من أجل البقاء مع الأشخاص المقربين المحبوبين والاطمئنان عليهم.

ويجدر بالذكر أنه قد لا يلاحظ الشخص المُصاب ذلك، معتقداً كونه طبيعياً، إلا أن انزعاج من حوله من القلق المفرط الدائم عليهم والحماية الزائدة لهم قد تعير انتباهه لوجود المشكلة.

ويعتمد الأطباء في تشخيص الاضطراب على:

  • الاستماع للشخص المُصاب ومعرفة الأعراض التي يعاني منها
  • الاستعانة بالأشخاص المحيطين لتكوين فكرة شاملة عن حالة المُصاب

ووفقا للدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية النسخة الخامسة DSM-5، يمكن إثبات تشخيص اضطراب قلق الانفصال عند الكبار إذا تحقق ما يلي:

  • يُعاني الشخص من ثلاثة من الأعراض السابق ذكرها
  • استمرار الأعراض بشكل مُلِح ولمدة تصل إلى ستة أشهر على الأقل عند البالغين
  • يتسبب الاضطراب في قلق مفرط للمُصاب مما يعيق أداء المهام اليومية

 تشخيص الأمراض المصاحبة

يعتمد الأطباء أيضاً على الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية DSM-5 في تشخيص الأمراض المصاحبة مثل بعض الأمراض العقلية الأخرى التي تتشابه في الأعراض وتؤدي لصعوبة التشخيص.

وعادةً ما يعاني المصابون باضطراب قلق الانفصال عند الكبار من واحد أو أكثر من الأمراض المصاحبة التالية:

  • اضطراب القلق العام
  • رهاب الخلاء
  • اضطراب الوسواس القهري
  • اضطراب الهلع
  • اضطرابات الشخصية
  • اضطراب ما بعد الصدمة
  • اضطراب الرهاب أو القلق الاجتماعي
  • الاكتئاب

ويُساهم تشخيص وتحديد الأمراض المصاحبة في إمكانية تحديد العلاج المناسب وفقاً لاحتياجات كل شخص، قد يشمل العلاج أنواع مختلفة من الأدوية والممارسات.

اقرأ أيضا: ما هو اضطراب ثنائي القطب، ما هي أشهر أعراضه وكيفية علاجه؟

علاج اضطراب قلق الانفصال عند الكبار

ينقسم علاج اضطراب قلق الانفصال عند البالغين إلى العلاج النفسي والعلاج الدوائي ويحدد الطبيب مدى خطورة الوضع لاختيار احد النوعين أو كليهما معا.

العلاج النفسي

يُعتبر العلاج النفسي هو الخطوة الأولى لحل مشكلة اضطراب قلق الانفصال وخاصةً العلاج المعرفي السلوكي CBT والذي يُساعد الشخص في فهم كيفية تأثير أفكاره على أفعاله.

وهناك من وسائل العلاج الأخرى والتي تتضمن ما يلي:

  • العلاج الجدلي السلوكيDBT: يُساعد الشخص المصاب قي تحقيق التوازن بين قبول هويته والترحيب بالتغيير.
  • العلاج الأسري: يعمل على تحسين العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة و يساعد في زيادة وعي جميع الأفراد وتثقيفهم حول اضطراب قلق الانفصال.

العلاج الدوائي

يلجأ الطبيب للعلاج الدوائي في حالة عدم تحسن حالة المُصاب مع العلاج النفسي وحده.

ومن الأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب قلق الانفصال عند الكبار ما يلي:

  • مضادات الاكتئاب مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
  • مضادات التوتر مثل البنزوديازيبينات.

ولكن يجب توخي الحذر والاستخدام المقنن تحت إشراف الطبيب لتجنب الآثار الجانبية المحتملة لتلك الأدوية.

مجموعات الدعم النفسي

الدعم النفسي والمشاركة الاجتماعية هي من أنجح وسائل الاطمئنان وزيادة الوعي عن طبيعة الاضطراب وكيفية التعامل معه، لذلك يُنصح المرضى بالتواجد في مثل هذه المجموعات أو إنشاء مثلها في البيئة المحيطة به لمساعدته في تخطي القلق والشعور بالراحة والسكينة.

معلومات عن عشبة الاشواجندا كما لم تعرفها وفوائدها في علاج التوتر وتحسين النوم.

الفرق بين قلق الانفصال عند البالغين والأطفال

هل تعلم أن اضطراب قلق الانفصال يُصيب الأطفال كما يصيب الكبار أيضاً؟ بل وإنه قد يظهر في الكبار نتيجة التعرض له بشكل أو بآخر في مرحلة الطفولة وقد يكون أيضاً مستحدثاً.

يختلف بين الأطفال والكبار بناءًً على أسباب حدوثه وكيفية التعبير عنه وكذلك النتائج المترتبة عليه إلا أن هناك تشابهاً في بعض الأعراض.

في حالة الأطفال

يُصاب الطفل باضطراب قلق الانفصال عند التعرض لبعض الظروف الحياتية المؤلمة مثل:

  • التعرض لفقد أحد الوالدين أو أحد القائمين بالرعاية المقربين
  • انفصال الوالدين
  • كثرة التنقل بين المدارس والأماكن الجديدة
  • الانفصال غير الآمن عن الوالدين ( إجبار الطفل بشكل مفاجئ على الذهاب للمدرسة أو الحضانة غيرها دون تمهيد مُسبق)
  • وجود تاريخ مرضي في العائلة

كما أن الطفل لا يستطيع التعبير عن قلقه بالكلام مثل الكبار ولذلك يظهر القلق على الطفل كالآتي:

  • البكاء المستمر والدخول في نوبات الغضب
  • رفض الذهاب إلى المدرسة
  • صعوبة التركيز والنوم في المدرسة
  • صعوبات النوم والأرق المستمر
  • الأحلام المزعجة والكوابيس
  • الشعور بالغربة إذا ابتعد عن المنزل
  • الحساسية المفرطة

والجدير بالذكر، أن قلق الانفصال عند الأطفال يُعد مرحلة تطورية طبيعية حتى عمر الثلاث سنوات، ولكن يُشخص اضطراباً إذا استمر بعد ذلك عند الأطفال الكبار.

كما يعتبر ظهور عرضاً واحداً لمدة أربعة أسابيع كافياً لتشخيص الطفل باضطراب قلق الانفصال بينما يلزم وجود ثلاثة أعراض على الأقل في حالة الكبار لتأكيد التشخيص لمدة تصل إلى ستة أشهر.

في حالة الكبار

قد يظهر اضطراب قلق الانفصال عن الكبار ناتجاً عن صدمات الطفولة أو مستحدثاً، ويعبر الشخص البالغ عن قلقه الدائم بكثرة الاطمئنان على من يحب أو إلغاء عمله من أجل البقاء بجانبه أو رفض إجراء أي تغيير في حياته وعدم الحصول على النوم الصحي.

كما أنه دائما ما يتوقع حدوث شيء سيء لمن حوله، والذي يمثل عبئاً عليه إذ أنه لا يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي كما أنه يرهق الآخرين، وقد يدفع ذلك الشعور بالقلق المرضي صاحبه إلى الإدمان.

تعرف على ٣ حالات تدفعك لاستخدام أدوية الميلاتونين لاضطرابات النوم.

 الخاتمة

الإحساس بالقلق هو شيء طبيعي يشعر به أي شخص تجاه من يحبهم وخصوصاً في حالة المرور بتجارب جديدة، على سبيل المثال ذهاب اطفالك إلى المدرسة لأول مرة.

ولكن إذا لاحظت ان صوت قلقك الداخلي يغطي على أي صوت آخر وفقدت قدرتك على التحكم به، فاحذر عزيزي، قد تكون مصاباً باضطراب قلق الانفصال عند الكبار.

ومثله مثل أي مرضٍ آخر، يجب سرعة التوجه للطبيب وتشخيصه والوصول للعلاج المناسب لحالتك لكي لا تجعل قلقك علي من تحب يفسد كل شئ آخر.

الأسئلة الشائعة

كيف اتعامل مع اضطراب قلق الانفصال؟

إذا شعرت بالتوتر المبالغ فيه حيال الأشخاص المقربين أو عند حدوث تغيير ما في حياتك، عليك التوجه للطبيب النفسي الذي سوف يساعدك على فهم حالتك وتحديد العلاج المناسب لكي تتحسن الأعراض وتستطيع العيش في هدوء وسلام داخلي.

وهناك من الممارسات أيضا ما يساعد في تحسين الحالة مثل:

  • زيادة الوعي حول حالة اضطراب قلق الانفصال
  • ممارسة حديث النفس الإيجابي وطرد الأفكار المخيفة من أجل بعث الطمأنينة داخل النفس
  • الاسترخاء والتمتع بالمناظر الطبيعية
  • التواجد في مجموعات الدعم، والذي له بالغ الأثر في تحسين الوضع
  • الاهتمام بالجانب الروحي والتقرب من الله عز وجل

ما أعراض قلق الانفصال؟

تستطيع التفرقة بين القلق الطبيعي وبين اضطراب قلق الانفصال إذا ظهرت لديك ثلاثة أو أكثر من الاعراض الآتية:

  • الشعور بالخوف والقلق المبالغ فيه تجاه الأشخاص المقربين.
  • القيام بتعطيل حياتك من أجل البقاء بجانب من تحب.
  • الذعر إذا لم تستطيع التواصل معهم.
  • الخوف من البقاء وحيداً.
  • عدم الرغبة في تغيير بشكل عام سواءً مكان العمل أو محل الإقامة
  • عدم القدرة على النوم منفرداً.
  • تكرار الكوابيس التي تتعلق بالانفصال.
  • الشعور بأعراض جسدية مثل الدوخة وخفقان القلب والغثيان عند حدوث التغيير أو الابتعاد عن الشخص المقرب. 

كتبته: تقى مصطفى يس

المصادر