اضطراب قلق الانفصال عند الكبار
الشعور بالقلق على من نحبهم هو أمرٌ طبيعي سواءً على أطفالنا، أو على الأشخاص المقربين، هو جزء من حياتنا.
ولكن هل هناك من القلق ما يفسد الحياة؟ نعم، إنه ما يعرف بـ اضطراب قلق الانفصال عند الكبار.
وهو عندما يتحول القلق الصحي إلى كابوس دائم يحيط بالمصاب ومن حوله وينغص عليهم ملذات حياتهم ويصبح عبئاً على عاتقهم.
وسوف نستعرض في هذا المقال تفاصيل هذا الاضطراب ونتعرف على أسبابه وكيف يمكن للمصاب أن يتعايش معه.
اضطراب قلق الانفصال هي حالة صحية ذهنية تؤثر على الأطفال وكذلك البالغين وتتسبب في حالة من الخوف والقلق المفرط لدى الشخص عند الانفصال عن شخص قريب أو حتى مجرد توقع الانفصال عنه.
يكون القلق مفرط بشكل لا يتناسب مع الموقف مما بسبب الأذى النفسي البالغ للشخص ولمن حوله.
وفي حالة الأطفال، تحدث تلك الحالة عند خوف الطفل من الانفصال عن احد ابويه أو أحد مقدمي الرعاية المقربين، بينما يتركز القلق عند البالغين على أطفالهم أو شركاء حياتهم (قلق الانفصال العاطفي)، ويُصاب به حوالي ١%-٢% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية من الكبار.
تتسبب حالة القلق من الانفصال في ظهور عدة أعراض نفسية وعضوية، ويعاني المريض من ثلاثة أو أكثر منها، وتتمثل في ما يلي:
تعرف على اضطراب الشخصية الاجتنابية، قيود نفسية تمنع الحياة.
لم يتوصل العلماء للسبب الرئيسي للإصابة باضطراب قلق الانفصال عند المراهقين والكبار، ولكن من المرجح أنه مزيج من العوامل الوراثية والبيئة معاً.
على سبيل المثال، قد يولد الشخص بطفرة جينية معينة تؤثر على مستويات بعض المواد الكيميائية داخل المخ ولكن قد لا تكون تلك الطفرة كافية لإحداث الاضطراب.
ولكن يزداد تأثيرها مع وجود عوامل بيئية قاسية أو تجارب حياتية وتغيرات كبيرة مؤلمة في الطفولة.
وتؤدي هذه العوامل إلى تغيرات لا جينية في المواد الكيميائية المُنظمة لعمل بعض الجينات مما يؤثر على أدائها مثل الجينات المسؤولة عن السيطرة على التوتر والقلق.
يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة باضطراب قلق الانفصال عند الكبار إذا تعرض لبعض الحالات مثل:
عندما يواجه الشخص قلقاً مفرطاً مبالغاً فيه بشكل لا يتناسب مع الموقف، يصبح الأمر مؤثراً بشكل سلبي على مجريات حياته وعلاقاته الإنسانية وحتى على أنشطته اليومية.
قد يتطور الأمر إلى إلغاء العمل من أجل البقاء مع الأشخاص المقربين المحبوبين والاطمئنان عليهم.
ويجدر بالذكر أنه قد لا يلاحظ الشخص المُصاب ذلك، معتقداً كونه طبيعياً، إلا أن انزعاج من حوله من القلق المفرط الدائم عليهم والحماية الزائدة لهم قد تعير انتباهه لوجود المشكلة.
ويعتمد الأطباء في تشخيص الاضطراب على:
ووفقا للدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية النسخة الخامسة DSM-5، يمكن إثبات تشخيص اضطراب قلق الانفصال عند الكبار إذا تحقق ما يلي:
يعتمد الأطباء أيضاً على الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية DSM-5 في تشخيص الأمراض المصاحبة مثل بعض الأمراض العقلية الأخرى التي تتشابه في الأعراض وتؤدي لصعوبة التشخيص.
وعادةً ما يعاني المصابون باضطراب قلق الانفصال عند الكبار من واحد أو أكثر من الأمراض المصاحبة التالية:
ويُساهم تشخيص وتحديد الأمراض المصاحبة في إمكانية تحديد العلاج المناسب وفقاً لاحتياجات كل شخص، قد يشمل العلاج أنواع مختلفة من الأدوية والممارسات.
اقرأ أيضا: ما هو اضطراب ثنائي القطب، ما هي أشهر أعراضه وكيفية علاجه؟
ينقسم علاج اضطراب قلق الانفصال عند البالغين إلى العلاج النفسي والعلاج الدوائي ويحدد الطبيب مدى خطورة الوضع لاختيار احد النوعين أو كليهما معا.
يُعتبر العلاج النفسي هو الخطوة الأولى لحل مشكلة اضطراب قلق الانفصال وخاصةً العلاج المعرفي السلوكي CBT والذي يُساعد الشخص في فهم كيفية تأثير أفكاره على أفعاله.
وهناك من وسائل العلاج الأخرى والتي تتضمن ما يلي:
يلجأ الطبيب للعلاج الدوائي في حالة عدم تحسن حالة المُصاب مع العلاج النفسي وحده.
ومن الأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب قلق الانفصال عند الكبار ما يلي:
ولكن يجب توخي الحذر والاستخدام المقنن تحت إشراف الطبيب لتجنب الآثار الجانبية المحتملة لتلك الأدوية.
الدعم النفسي والمشاركة الاجتماعية هي من أنجح وسائل الاطمئنان وزيادة الوعي عن طبيعة الاضطراب وكيفية التعامل معه، لذلك يُنصح المرضى بالتواجد في مثل هذه المجموعات أو إنشاء مثلها في البيئة المحيطة به لمساعدته في تخطي القلق والشعور بالراحة والسكينة.
معلومات عن عشبة الاشواجندا كما لم تعرفها وفوائدها في علاج التوتر وتحسين النوم.
هل تعلم أن اضطراب قلق الانفصال يُصيب الأطفال كما يصيب الكبار أيضاً؟ بل وإنه قد يظهر في الكبار نتيجة التعرض له بشكل أو بآخر في مرحلة الطفولة وقد يكون أيضاً مستحدثاً.
يختلف بين الأطفال والكبار بناءًً على أسباب حدوثه وكيفية التعبير عنه وكذلك النتائج المترتبة عليه إلا أن هناك تشابهاً في بعض الأعراض.
يُصاب الطفل باضطراب قلق الانفصال عند التعرض لبعض الظروف الحياتية المؤلمة مثل:
كما أن الطفل لا يستطيع التعبير عن قلقه بالكلام مثل الكبار ولذلك يظهر القلق على الطفل كالآتي:
والجدير بالذكر، أن قلق الانفصال عند الأطفال يُعد مرحلة تطورية طبيعية حتى عمر الثلاث سنوات، ولكن يُشخص اضطراباً إذا استمر بعد ذلك عند الأطفال الكبار.
كما يعتبر ظهور عرضاً واحداً لمدة أربعة أسابيع كافياً لتشخيص الطفل باضطراب قلق الانفصال بينما يلزم وجود ثلاثة أعراض على الأقل في حالة الكبار لتأكيد التشخيص لمدة تصل إلى ستة أشهر.
قد يظهر اضطراب قلق الانفصال عن الكبار ناتجاً عن صدمات الطفولة أو مستحدثاً، ويعبر الشخص البالغ عن قلقه الدائم بكثرة الاطمئنان على من يحب أو إلغاء عمله من أجل البقاء بجانبه أو رفض إجراء أي تغيير في حياته وعدم الحصول على النوم الصحي.
كما أنه دائما ما يتوقع حدوث شيء سيء لمن حوله، والذي يمثل عبئاً عليه إذ أنه لا يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي كما أنه يرهق الآخرين، وقد يدفع ذلك الشعور بالقلق المرضي صاحبه إلى الإدمان.
تعرف على ٣ حالات تدفعك لاستخدام أدوية الميلاتونين لاضطرابات النوم.
الإحساس بالقلق هو شيء طبيعي يشعر به أي شخص تجاه من يحبهم وخصوصاً في حالة المرور بتجارب جديدة، على سبيل المثال ذهاب اطفالك إلى المدرسة لأول مرة.
ولكن إذا لاحظت ان صوت قلقك الداخلي يغطي على أي صوت آخر وفقدت قدرتك على التحكم به، فاحذر عزيزي، قد تكون مصاباً باضطراب قلق الانفصال عند الكبار.
ومثله مثل أي مرضٍ آخر، يجب سرعة التوجه للطبيب وتشخيصه والوصول للعلاج المناسب لحالتك لكي لا تجعل قلقك علي من تحب يفسد كل شئ آخر.
إذا شعرت بالتوتر المبالغ فيه حيال الأشخاص المقربين أو عند حدوث تغيير ما في حياتك، عليك التوجه للطبيب النفسي الذي سوف يساعدك على فهم حالتك وتحديد العلاج المناسب لكي تتحسن الأعراض وتستطيع العيش في هدوء وسلام داخلي.
وهناك من الممارسات أيضا ما يساعد في تحسين الحالة مثل:
تستطيع التفرقة بين القلق الطبيعي وبين اضطراب قلق الانفصال إذا ظهرت لديك ثلاثة أو أكثر من الاعراض الآتية:
كتبته: تقى مصطفى يس