أعراض سرطان الخلايا الحرشفية
هل لاحظت ظهور نتوءات غريبة الشكل على جلدك من قبل؟ هل عانيت من تقرحات طويلة الأجل على شفتيك أو وجهك؟
إذا كانت إجابتك نعم، إذاً عليك الانتباه عزيزي، فقد تكون تلك هي أعراض سرطان الخلايا الحرشفية الذي يصيب الجلد وقد يشمل أعضاء أخرى من الجسم أيضاً.
في هذا المقال سوف تجد كل ما يتعلق بمرض سرطان الخلايا الحرشفية وكيفية تشخيصه وعلاجه مبكراً، كما نعرض لك بعض النصائح والممارسات التي تساعدك في الوقاية من الإصابة به.
سرطان الخلايا الحرشفية أو سرطانة حرشفية الخلايا هو ثاني أكثر أنواع سرطان الجلد انتشاراً بعد سرطان الخلايا القاعدية، بمعدل حالتين من كل عشر حالات إصابة بسرطان الجلد، يتميز المرض بتسارع غير طبيعي في نمو الخلايا الحرشفية.
والخلايا الحرشفية هي خلايا مسطحة تقع بالقرب من سطح الجلد وتتساقط بشكل مستمر عند تشكل خلايا جديدة.
يُعرف سرطان الخلايا الحرشفية بالإنجليزية باسم Squamous Cell Carcinoma SCC وهو الذي يُصيب الخلايا الحرشفية في الجلد وأنحاء أخرى من الجسم مثل الفم والحلق والرئتين، بينما يُعرف باسم Cutaneous Squamous Cell Carcinoma cSCC حين يرمز إلى سرطان الخلايا الحرشفية الذي يصيب الجلد فقط.
يحدث المرض بسبب خلل جيني ينتج عن التعرض للأشعة الفوق البنفسجية أو بعض العوامل الضارة الأخرى مثل الكيماويات.
يبدأ المرض بإصابة الخلايا الحرشفية في طبقات الجلد الخارجية والبشرة وخصوصاً التي تتعرض لأشعة الشمس بشكل كبير ومتواصل مثل الرأس والأذرع والارجل، كما يمكنه أيضاً إصابة بعض الأغشية المخاطية داخل الجسم والتي تمثل البطانة الداخلية للأعضاء وتجويفات الجسم مثل الموجودة في الفم والرئتين والشرج.
وبحسب الإحصاءات، فإنه يتم تشخيص حوالي مليون شخص بسرطان الخلايا الحرشفية سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية، كما ازدادت نسبة الإصابة بنسبة ٢٠٠% على مدى الثلاثين عاماً الماضية.
اقرأ أيضاً عن سرطان الثدي الغازي المرحلة الثانية وكيفية النجاة منه.
يوجد أنواع مختلفة من المرض وبناءً عليه فإنه تختلف أعراض سرطان الخلايا الحرشفية حسب مكان الإصابة ودرجتها.
ينقسم سرطان الخلايا الحرشفية إلى خمس مراحل وهم:
يقوم الطبيب بعمل الفحوصات اللازمة لتحديد مرحلة الورم مما يساعد في استخدام طرق العلاج المناسبة للتغلب عليه والحد من انتشاره.
تتضمن أعراض سرطان الخلايا الحرشفية بعض التغيرات التي تطرأ على الجلد مثل:
قد تظهر لديك بعض المؤشرات الأولية والعلامات الغير مألوفة على الجلد والتي تُعتبر بمثابة إنذار بالإصابة بمرض سرطان الخلايا الحرشفية وتتضمن ما يلي:
إذا لاحظت أياً من تلك العلامات، يجب التوجه لطبيب الأمراض الجلدية فوراً من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل تطور مراحل المرض.
يمكن لأي شخص أن يصاب بالمرض، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد فرصة الإصابة وظهور أعراض سرطان الخلايا الحرشفية والتي من ضمنها:
ويُعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية مرتين أكثر من النساء، كما تزيد احتمالية الإصابة في جميع الأحوال فوق عمر ال٥٠ عاماً.
وللرجال: كل ما تود معرفته عن مراحل سرطان البروستاتا.
يمكن لسرطان الخلايا الحرشفية أن يصيب أي منطقة من الجسم إلا أنه تظهر أعراض سرطان الخلايا الحرشفية في بعض المناطق من الجسم التي تُعتبر الأشد حساسية والأكثر عرضة للإصابة به مثل:
ما هو داء المبيضات الجلدي Candidiasis؟
عادةً ما يحدث سرطان الخلايا الحرشفية بسبب طفرة جينية أو تحور في جين p53 المثبط للأورام والذي يعمل على التحكم في عمليات الانقسام والتكاثر واستبدال الخلايا عندما تصل لنهاية عمرها الافتراضي، كما يتحكم في كمية ومدى تكرار إنشاء خلايا جديدة بالمعدل الطبيعي للجسم.
إذا حدوث طفرة أو خلل في عمل p53 يعني أن آداة التحكم قد عُطلت مما ينتج عنه عشوائية في تكون الخلايا الحرشفية وانقسامها مما يؤدي إلى سهولة تكوين الأورام النتوءات الجلدية داخل أو خارج الجسم.
ويُعتبر التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية UV أو أسرة التسمير الداخلية هم أكثر الأسباب شيوعاً لحدوث هذا التحويل الحيني، حيث أثبتت الدراسات أن التسمير الداخلي يزيد من خطر إصابة المستخدمين بسرطان الخلايا الحرشفية بنسبة ٥٨%.
يكون التشخيص الأولي عن طريق الفحص الجسدي لمكان الإصابة بأعراض سرطان الخلايا الحرشفية لتعيين شكل وحجم ومكان النتوءات أو التقرحات، بالإضافة إلى بعض الأسئلة التي تساعد الطبيب على تشخيص المرض مثل طبيعة النتوءات مثل توقيت ظهورها، ونمط تغير شكلها، وإذا ما كانت تسبب الحكة والألم.
والأمر المطمئن أن نسبة النجاة من سرطان الخلايا الحرشفية عالية خصوصاً في حالة التشخيص والعلاج المبكر للمرض.
يعتمد العلاج على مكان وحجم المرض وأيضاً على حدة أعراض سرطان الخلايا الحرشفية ومدى انتشارها ويشمل عدة طرق منها:
وعلى الرغم من سهولة علاج معظم حالات سرطان الخلايا الحرشفية، إلا أنه قد يصبح مشوهاً وخطيراً ومميتاً في حال عدم العلاج، ذلك بالإضافة إلى إمكانية تحوله لسرطان غازي أي بإمكانه إصابة أماكن أخرى من الجسم.
ويجب العلم أنه تختلف فترة العلاج والتعافي من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل منها حدة أعراض سرطان الخلايا الحرشفية ومكان الإصابة وحجمه.
وبشكل عام تتراوح فترة التعافي من أسبوعين إلى أربعة أسابيع بعد تلقي العلاج، ومن الضروري زيارة الطبيب بصفة دورية للتأكد من فعالية العلاج وإتمام عملية التعافي بالشكل السليم.
ولأن الوقاية تظل دوماً خيرٌ من العلاج، فلماذا لا نأخذ حذرنا عن طريق تجنب بعض المخاطر أو اتباع بعض العادات التي تقلل من خطر الإصابة بالمرض؟
ومن ضمن العادات التي تساعد في حماية الجلد وتجنب المرض ما يلي:
وبالإضافة لتلك الممارسات الوقائية، فإن سرعة التوجه للطبيب فور اكتشاف أي تغيير جلدي هو من ضمن أفضل الطرق للحد من انتشار المرض أو تطور أعراضه.
ويُنصح المرضى المتعافين بضرورة المتابعة الطبية الدورية حتى بعد الشفاء التام، وذلك من التأكد من عدم عودة المرض مرة أخرى.
يجب على كل شخص -وبالأخص أولئك الذين يتعرضون لأشعة بشكل مستمر- أن يكون يقظاً لأي تغيير يحدث لديه أو لدى الأشخاص المقربين (سواءً على الجلد أو في الجسد عامةً).
ويجب زيارة فوراً الطبيب في الحالات الآتية:
ونود الختام بنظرة إيجابية، فعلى الرغم من كون سرطان الخلايا الحرشفية هو ثاني أكثر أمراض سرطان الجلد انتشاراً، إلا أن معظم الحالات قابلة للعلاج إذا ما تم اكتشاف أعراض سرطان الخلايا الحرشفية وتشخيصها مبكراً قبل تفاقم المرض وانتشاره.
لذلك ننصح بضرورة الفحص الذاتي للجسم واتخاذ الإجراءات الوقائية التي تساهم في تجنب الإصابة بالمرض ومن أهمها عدم التعرض للأشعة فوق البنفسجية أو الكيماويات الضارة بشكل مباشر.
كتبته: تقى مصطفى يس