الأدوية منتهية الصلاحية يتساءل الكثير منا عن مدى أمانها وفاعليتها إذا ما تم استخدامها من قبل المرضى سهواً أو عن قصد و هذا ما سنعرفه معا في السطور القادمة .
ما هو تاريخ انتهاء الصلاحية ؟
هو ذلك التاريخ الذي تدونه الشركات المصنعة للدواء على العبوة الداخلية والغلاف الخارجي لعلبة الدواء و ذلك التاريخ يمثل اليوم الأخير الذي يمكن فيه استخدام الدواء مع ضمان فاعليته وأمانه على المريض.
و لكن يجب علينا أن نعرف شيئا هاما أن ذلك التاريخ المدون على العبوة هو تاريخ صلاحية الدواء قبل فتح العبوة و لكن بعد فتح العبوة يصبح الأمر مختلفا نظرا لتعرض الدواء إلى عوامل عدة تؤثر على تركيبه و فاعليته كالضوء و الرطوبة و الحرارة مثلا ، و بالتالي يختلف تاريخ انتهاء صلاحيته و يصبح أقصر.
كيف تقوم الشركات المصنعة بتقدير تاريخ الصلاحية ؟
تقوم الشركات المصنعة للأدوية بعدة اختبارات على المنتجات الدوائية لتحديد تاريخ انتهاء صلاحيتها وذلك بتعريضها للكثير من العوامل المؤثرة كالحرارة والضغط والرطوبة وعدة عوامل أخرى ثم تقوم بعد ذلك بعمل اختبارات تحدد فيها التغيرات التي حدثت للمادة الفعالة وتأثير ذلك على فاعلية الدواء كما تقوم أيضا بعمل اختبارات أخرى لرصد أي تغيرات ضارة طرأت على الدواء.
هل تفقد الأدوية منتهية الصلاحية فاعليتها ؟
لقد طرح العلماء والمختصون هذا التساؤل قبل أن نطرحه نحن لذلك قاموا بالعديد من التجارب على الكثير من الأدوية و المستحضرات العلاجية لاختبار مدى فاعلية الأدوية بعد انتهاء فترة صلاحيتها بشرط حفظها في عبواتها الأصلية و عدم فتحها أو تعرضها للتلف و وجدوا أن الكثير من الأدوية(وليس جميعها) يحتفظ بفاعليته و تأثيره حتى بعد انقضاء فترة الصلاحية المدونة على العبوة.
كما أنهم أيضا لم يرصدوا أية أعراض تسممية على المرضى عند استخدام تلك الأدوية بعد انتهاء مدة صلاحيتها.
لكن رغم ذلك يبقى الأمر صعبا على المريض أو مقدم الرعاية الصحية لتحديد ما إذا كانت الأدوية منتهية الصلاحية ما زالت فعالة أم لا لأن الأمر يعتمد على محتواها من مواد فعالة و مواد حافظة و ظروف التخزين و غيرها من الأمور الأخرى التي يصعب تحديدها خارج المختبرات .
هل يمكن استخدام الأدوية منتهية الصلاحية بأمان ؟
على الرغم مما ذكرناه سابقا أن بعض الأدوية قد تحتفظ بفاعليتها بعد مضى تاريخ الصلاحية المدون عليها إلا أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لا تنصح باستخدام الأدوية منتهية الصلاحية وذلك لأن هناك عدة عوامل أخرى تؤثر في فاعلية الدواء كما ذكرنا من قبل كظروف التخزين و العوامل الأخرى التي تعرض لها الدواء قبل أن يصل للمستخدم .
ما هي الأدوية التي يجب عدم استخدامها مطلقا بعد انتهاء صلاحيتها ؟
هناك العديد من الأدوية الهامة لحياة الإنسان و التي إذا ما استخدمت بعد انتهاء مدة صلاحيتها يعتبر ذلك بمثابة تهديدا لحياة الإنسان و سلامته مثال على ذلك :
-الانسولين
يستخدم الأنسولين في السيطرة على مستويات السكر في الدم لدى مرضى داء السكري و استخدام الأنسولين بعد انتهاء فترة صلاحيته يعد مخاطرة كبيرة لأن أي ارتفاع في مستويات سكر الدم فوق النسب الطبيعية يعد تهديدا لحياة الإنسان و سلامته .
-عقار النيتروجلسرين
هو عقار هام يستخدم في الوقاية من الذبحة الصدرية ويعد النيتروجلسرين من المواد الحساسة التي تفقد فعاليتها إذا ما تعرضت لعوامل سوء التخزين لذلك لا يجب المخاطرة ابداً بتناوله بعد انتهاء فترة صلاحيته.
-الطعوم و اللقاحات و مشتقات الدم
و التي تتعرض للتحلل و التلف بمجرد انتهاء فترة صلاحيتها.
-التيتراسيكلين
هو أحد المضادات الحيوية الهامة و الذي يتحول بعد انتهاء فترة صلاحيته إلى مادة سامة تسبب تلف الكليتين لذلك لا يجب أبدا استخدامه بعد مضي تاريخ الصلاحية المدون على العبوة.
-الحقن والمحاليل الوريدية و قطرات العيون
تعبأ الحقن والمحاليل الوريدية و قطرات العيون تحت ظروف بيئية معقمة و ربما تفقد تعقيمها بعد مضي مدة صلاحيتها و تصبح مهددة لحياة المريض.
ما هي تعليمات التخزين التي يجب اتباعها للحفاظ على الأدوية ؟
كما قلنا سابقا تتأثر الأدوية بالعوامل المحيطة كدرجات الحرارة و الرطوبة و الضوء لذا عليك الاحتفاظ بالأدوية في أماكن معتدلة الحرارة و الرطوبة فمثلا لا تقوم بتخزين الأدوية في خزانة المطبخ أو الحمام لأن ذلك يعرضها للرطوبة و الحرارة المرتفعة و ذلك يؤثر على ثبات تركيبها و فاعليتها .
الملخص
لا يجب أبدا استخدام الأدوية منتهية الصلاحية حتى و إن أشارت بعض الأبحاث إلى أن بعض الأدوية تحتفظ بفاعليتها بعد مضي فترة صلاحيتها إلا أن استخدام هذه الأدوية يعد مخاطرة كبيرة خاصة في الحالات الحرجة المهددة لحياة الإنسان ، كما يجب التأكد من الاحتفاظ بالأدوية في ظروف تخزينية ملائمة حتى لا تتأثر فاعليتها أو تركيبها مما يؤثر بالتبعية على سلامة المرضى.
كتبته
شيماء مكي