يُعاني ملايين من البشر حول العالم ارتفاع ضغط الدم، وهو حالة مزمنة تنتشر بين كبار السن غالبًا، وربما لا تعلم أنك بالفعل مصاب بارتفاع ضغط الدم ما لم يخبرك الطبيب بذلك؛ إذ لا توجد – غالبًا – أي علامات ملحوظة تدل على الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ولذا يُعرف ارتفاع ضغط الدم باسم “القاتل الصامت“. ويُعد ارتفاع ضغط الدم الانقباضي (Systolic hypertension) أحد أنواع ارتفاع ضغط الدم الشهيرة، وفي هذا المقال نقدم بين يديك كل ما تودّ معرفته بخصوص ارتفاع ضغط الدم الانقباضي؛ بما في ذلك أسباب ارتفاع ضغط الدم، وطريقة خفض ضغط الدم المرتفع، وغير ذلك مما هو مسطورٌ بين ثنايا المقال.
يُعد ارتفاع ضغط الدم الانقباضي أحد أخطر تغيرات ضغط الدم، إذ تزداد القوة التي يضغط بها الدم على جدران الشرايين حال انقباض القلب؛ وهو ما يُطلق عليه “الضغط الانقباضي”، في حين تظل قوة ضغط الدم على جدران الشرايين حال انبساط القلب “الضغط الانبساطي” كما هي بلا أي زيادة، وتُعرف هذه الحالة بارتفاع ضغط الدم الانقباضي المنعزل.
وكما لا يخفى؛ فإنَّ ضغط الدم الطبيعي يتم تحديده بمعرفة النسبة بين ضغط الدم الانقباضي والانبساطي؛ وهي في الحالة الطبيعية 120/80، أما حال زيادة ضغط الدم الانقباضي عن 130، مع ثبات ضغط الدم الانبساطي عند 80؛ يُشخَّص المريض بارتفاع ضغط الدم الانقباضي المنعزل.
كما سبق وذكرنا؛ يُعرَف مرض ارتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت نظرًا لغياب أيَّة أعراض ذات دلالة واضحة على الإصابة به، وخصوصًا في البداية، ولذا يُفضل إجراء فحص طبي شامل من حينٍ لآخر للاطمئنان على حالتك الصحية عمومًا، وضغط الدم خصوصًا؛ لتفادي أي أضرار محتملة قبل وقوعها، كما يُنصح كذلك باقتناء جهاز قياس ضغط الدم في المنزل للمتابعة المستمرة.
يُعد التقدم في العمر هو العامل الأبرز في ارتفاع ضغط الدم، غير أن هناك عددًا من العوامل الأخرى التي يُمكن من خلالها توقع الإصابة بضغط الدم المرتفع مستقبلًا، ومنها على سبيل المثال:
مع التقدم في العمر؛ تفقد الأوعية الدموية مرونتها الطبيعية، وتقل كفاءتها في التعامل مع اندفاع الدم على جدرانها، ولذلك تُعد الزيادة الطفيفة في ضغط الدم الانقباضي مع تقدم العمر أمرًا مقبولًا بخلاف الزيادة المبالغ فيها، كما تتعدد بالطبع أسباب ارتفاع ضغط الدم الانقباضي، وقد يجتمع أكثر من سبب معًا ما يزيد من خطورة ضغط الدم المرتفع، وإليك أبرز تلك الأسباب:
حال لم تتدارك ضغط الدم الانقباضي المرتفع لديك، فمن المحتمل – وبشدة – التعرض لعدد من الأمراض الخطيرة، وإليك أخطر مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الانقباضي:
تلك بعض المضاعفات الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم الانقباضي، ويتضح لكم مدى خطورتها على جملة من أهم الوظائف الحيوية، ما يستلزم تدارك ضغط الدم المرتفع بالعلاج الفعال في أقرب وقت.
تتعدد مراحل علاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي وفقًا لدرجة الخطورة، والحالة الصحية العامة للمريض، فقد يحتاج المريض إلى ضبط النظام الغذائي فقط للتخلص من ضغط الدم المرتفع باكرًا، وقد يتطلب الأمر تناول أدوية خاصة لخفض ضغط الدم المرتفع وفق حالة المريض، وبالطبع يتم تحديد الخيار الأنسب وفق رؤية الطبيب المختص.
هل حقًا هناك طريقة لخفض ضغط الدم الانقباضي دون تناول الأدوية مدى الحياة؟ بالطبع يُمكنك خفض ضغط الدم بعدة طرق أولية، إلَّا أنها تصلح غالبًا مع ارتفاع ضغط الدم المرتفع المكتشف مبكرًا، قبل حدوث تلفيات مزمنة في الجهاز الدوري، وذلك عبر اتباع النصائح الآتية:
على الرغم من الدور الفعَّال للأعشاب في خفض ضغط الدم، إلا أنها وحدها لا تصلح خيارًا كُفءً لعلاج ضغط الدم المرتفع، إذ يُمكن علاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي بالأعشاب مع اتباع النصائح السابقة، أو في حال اضطر الطبيب لوصف أدوية معينة؛ فيُكمن أن تلعب الأعشاب دورًا مساعدًا كذلك في خفض ضغط الدم، ومن أبرز تلك الأعشاب:
وفق دراسة طبية أُجريت عام 2016، وُجِد أن أفضل دواء لعلاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي، باعتبار الكفاءة في تقليل المخاطر المحتملة على القلب، ما يلي:
وبالطبع لا يُنصح بتناول أي دواء إلا تحت إشراف طبي، والطبيب وحده هو المسؤول عن تحديد الجرعة العلاجية المناسبة تجنبًا لأية مخاطر قد تنتج من اختيار علاج غير مناسب لحالتك الصحية، وخصوصًا كبار السن.
خاتمة