يُعد مرض السكري عند الاطفال من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا، ويومًا بعد يوم، يزداد عدد الأطفال المصابين بالسكري في مختلف بقاع العالم، ويستمر السعي الدؤوب من الأطباء للقضاء على تلك الظاهرة؛ باكتشاف طرق علاجية أكثر كفاءة، مع الاهتمام بالتشخيص المبكر للسكر لدى الأطفال، ونقدم بين أيديكم في المقال الآتي أنواع مرض السكري وأسبابه عند الأطفال وطرق علاجه كذلك.
من المعلوم أن مرض السكر ينقسم إلى نوعين؛ يكثُر وجود النوع الأول منهما في الأطفال، في حين يحظى النوع الثاني بانتشار أوسع بين البالغين دونًا عن الأطفال، إذ يقل ظهور هذا النوع لديهم، ولذا فإن أنواع مرض السكري عند الاطفال كالآتي:
يُعد مرض السكر النوع الأول عند الأطفال الأكثر شيوعًا، إذ وُجِد أن أكثر من ثلثي الحالات المصابة بالسكري دون البالغين كانت من النوع الأول، وفي هذا النوع من المرض السكري يكون البنكرياس عاجزًا عن إفراز هرمون الأنسولين الضروري لعبور الجلوكوز أغشية الخلايا، وبالتالي تظل نسبة الجلوكوز في الدم مرتفعة عن الحد الطبيعي.
على الرغم من ندرة مرض السكر النوع الثاني عند الأطفال؛ إلا أن انتشاره ازداد بصورة ملحوظة بين الأطفال والمراهقين في الآونة الأخيرة، مقرونًا بزيادة نسبة السمنة لدى الأطفال والمراهقين، وأظهرت بعض الدراسات الطبية انتشار هذا النوع تحديدًا بين المراهقين ما بين 15-19 سنة.
وفي هذا النوع من داء السكري يتراكم السكر في الدم وتزداد نسبته؛ وذلك بسبب مقاومة الخلايا للأنسولين المسؤول عن دخول الجلوكوز إليها.
تختلف أسباب الإصابة بمرض السكري عند الاطفال تبعًا لاختلاف نوع السكري المتعرِّض له الطفل، ولذا يجدر بنا تقسيم الأسباب إلى القسمين الآتيين:
يرجِّح عددٌ كبير من الأطباء أن السبب الرئيسي لمرض السكري النوع الأول يكمن في رد الفعل المناعي -غير الطبيعي- تجاه خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين ما يسبب تلفًا دائمًا فيها، في حين يرى البعض الآخر أنَّ السببَ راجعٌ في الأصل إلى عوامل وراثية تؤدي إلى خلل في إفراز الأنسولين، غير أن آلية حدوث هذا الخلل ما تزال غير واضحة إلى الآن.
تتعدد أسباب الإصابة بمرض السكري النوع الثاني، ويُمكن إجمال أبرز تلك الأسباب فيما يلي:
من الصعب معرفة متى يظهر سكري الاطفال بجواب محدد، إذ يظهر السكري النوع الأول عند الأطفال بصورة غير مرتبطة بالسنِّ غير أنه لا يتأخر غالبًا في ظهور أعراضه عن 9-14 سنة، وربما يبدأ ظهور المرض في سن الخامسة لدى البعض. أما فيما يخص مرض السكر من النوع الثاني فغالبًا ما يظهر لدى المراهقين – المعرَّضين له – ما بين 15-19 سنة، كما قد يظهر قبل ذلك السن مرتبطًا بعدة عوامل كالسمنة مثلًا، لذلك يمكن توقع الإصابة بمرض سكري الأطفال في أي وقت.
تتنوع أعراض مرض السكري عند الاطفال بدايةً من ارتفاع سكر الدم دون ظهور علامات، وصولًا إلى الحماض الكيتوني السكري (DKA) في الحالات المتقدمة، وربما تظهر بعض الأعراض المرتبطة بالسكري مثل: العطش، والجوع، وكثرة التبول، وتغير رائحة الفم، بالإضافة إلى الإجهاد، وضبابية الرؤية، والعدوى المتكررة.
ويرجع الاختلاف في أعراض مرض السكري عند الأطفال إلى معدل الزيادة في نسبة السكر عند الحد الطبيعي، إذ كلما زادت نسبة السكر في الدم؛ ازدادت فرصة ظهور أعراض أكثر حدَّة وخطورة، ما يتطلب تدخل طبي أسرع.
تتطوَّر مضاعفات مرض السكري عند الأطفال تدريجيًا، مع بقاء نسبة السكر في الدم مرتفعة عن الحد الطبيعي، ومع إهمال حالة الطفل دون علاج تظهر عدة مضاعفات خطيرة، قد يؤول بعضها إلى الوفاة، وإليك أبرز مضاعفات مرض السكر عند الأطفال:
يختلف نمط العلاج الأنسب لمرض السكري عند الاطفال تبعًا لنوع السكري المصاب به الطفل، ومدى تطور الحالة المرضية لديه، وقبل عرض تفاصيل علاج كل نوع على حدة؛ دعونا نذكر الخطة الأولية التي يشترك فيها علاج كلا النوعين للحالات قليلة الخطورة:
إذ تُعد التعليمات السابقة جزءً من علاج مرض السكري بكلا نوعيه، بما لا يُمكن التغافل عنه بجانب الدور العلاجي الخاص بكل نوع.
نظرًا لعدم قدرة خلايا البنكرياس على إفراز هرمون الأنسولين؛ فإن علاج السكري من النوع الأول عند الأطفال يحتاج إلى المداومة على حقن الأنسولين مدى الحياة لتجنب ارتفاع مستوى السكر في الدم، والدخول في مضاعفات غير محمودة العواقب. كما تلزَم المتابعة المستمرة مع الطبيب المعالج، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتجنب أي مفاجآت غير مرغوبة.
تتعدد طرق علاج السكري من النوع الثاني وخصوصًا الدوائية، وإليك أبرز الأدوية المستخدمة:
خاتمة