يعد التهاب الأمعاء أحد أشهر الأمراض التي تُصيب الجهاز الهضمي، وهو مصطلح يتضمن كلًا من مرض كرون ومرض التهاب القولون التقرحي، ويؤثر ذلك المرض بشدة على حياة المريض
طبقًا للإحصائيات فإن تقريبا 396 شخصًا من كل 100 ألف شخص على مستوى العالم يعانون من الإصابة بما يُسمى التهاب الأمعاء، و لتبسيط هذه الإحصائيات يمكننا القول إن هناك أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم يعانون من ذلك المرض.
قد تكون سمعت مصطلح التهاب الأمعاء من قبل، وقد تعتقد أنه عبارة عن مرض واحد يُصيب الجهاز الهضمي للإنسان، لكنه في الحقيقة ليس مرضًا واحدًا بل إثنين. في هذا المقال سنلقي الضوء أكثر عليه وعلى طرق علاجه المختلفة.
التهاب الأمعاء ويُطلق عليه أيضًا داء الأمعاء الالتهابي، أو التهاب القولون هو مصطلح يتضمن مرضين وهما مرض التهاب القولون التقرحي، ومرض كرون والاثنان عبارة عن التهاب مزمن يُصيب مجرى الجهاز الهضمي ويؤدي إلى إتلافه.
لكن هناك بعض الفروقات التي تميز كل مرض عن الآخر.
يتميز مرض كرون بقدرته على التأثير على أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي بداية من الفم وصولًا إلى فتحة الشرج، لكنه في الغالب يُصيب الأمعاء الدقيقة، وبشكل أقل يُصيب الأمعاء الغليظة، ونادرًا ما يُصيب الجزء العلوي من الجهاز الهضمي الذي يشمل المعدة وما فوقها.
ما يميز مرض كرون أنه لا يُصيب مجرى الجهاز الهضمي بأكمله، بل يكون على هيئة بقعة مُصابة بجانب بقعة سليمة وهكذا على طول مسار إصابته.
يجب الإشارة إلى أن جدار الجهاز الهضمي يتكون من عدة طبقات فوق بعضها، وفي حالة هذا المرض فإنه يستطيع التأثير على أكثر من طبقة من تلك الطبقات وقد يصل إلى الطبقات العميقة في جدار الجهاز الهضمي.
هذا النوع من التهاب الأمعاء يُصيب فقط الأمعاء الغليظة التي يطلق عليها في بعض الأحيان القولون بالإضافة إلى المستقيم وهو الجزء الذي يسبق فتحة الشرج.
يتميز مرض التهاب القولون التقرحي بتأثيره المستمر على عكس مرض كرون، فهو يؤثر على جميع أجزاء الأمعاء الغليظة ولا يترك أي بقعة سليمة، وعادة ما يبدأ من أسفل ويستمر في الصعود لأعلى بمعنى أنه يبدأ في المستقيم ويمتد ليشمل الأمعاء الغليظة بعد ذلك.
وعلى عكس مرض كرون أيضًا فإنه لا يؤثر على عدة طبقات من جدار الأمعاء بل يؤثر فقط على أكثر طبقة عميقة من الجدار، ويؤدي إلى الإصابة بقرح في جدار الامعاء الغليظة ولهذا سمى باسم التهاب القولون التقرحي.
حتى الآن لم يستطع العلماء التوصل إلى السبب الحقيقي في الإصابة بالتهاب الأمعاء، لكنهم قاموا بوضع بعض الأسباب التي قد تكون هي السبب أو تساعد في الإصابة وتشمل:
هناك العديد من التغيرات والتحورات الجينية المرتبطة بالإصابة بالمرض، بالإضافة إلى أن العلماء وجدوا أن إصابة أحد الوالدين أو كليهما يزيد من فرصة إصابة الطفل كذلك، حيث وجدوا أن 1 من كل 4 حالات مُصابة بالمرض لديهم تاريخ عائلي للإصابة به.
في الوضع الطبيعي تقوم خلايا الجهاز المناعي بمطاردة والقضاء على الأجسام الغريبة التي تحاول غزو الجسم مثل البكتيريا والفيروسات، لكن في حالة التهاب الأمعاء فإنه يحدث خلل في استجابة الجهاز المناعي حيث تقوم الخلايا المناعية بمهاجمة خلايا الجهاز الهضمي، حيث تعتقد أن الطعام جسم غريب فتطلق نحوه الأجسام المضادة التي تؤثر على خلايا الأمعاء.
في بداية الأمر اعتبر العلماء أن بعض العوامل البيئية مثل الغذاء الذي يتناوله الشخص، أو التوتر الذي يتعرض له هو السبب في الإصابة، لكن اتضح بعد ذلك أنها ليست السبب الحقيقي بل عوامل تساعد في الإصابة وتزيد من شدتها.
على الرغم من عدم معرفتنا بالسبب الحقيقي في الإصابة، إلا أنه يوجد بعض العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة مثل:
العمر: غالبية الأشخاص المصابين تم تشخيصهم قبل سن الـ 30 عامًا.
العرق: يُصاب الأشخاص ذوو البشرة البيضاء بصورة أكبر من الآخرين.
التاريخ العائلي للإصابة: تزداد فرصة الإصابة بشكل كبيرة في الأشخاص الذين لديهم تاريخًا عائليًا للإصابة بتلك الأمراض.
تدخين السجائر: يُزيد تدخين السجائر من فرصة الإصابة خاصة مرض كرون.
الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية: تزيد من فرصة الإصابة، بالإضافة إلى أنها تزيد من شدة الحالة إذا كان الشخص مُصابًا بالفعل.
على الرغم من اختلاف مرض كرون عن مرض التهاب القولون التقرحي إلا أنه يوجد بعض الأعراض المشتركة في كليهما وتشمل:
-ألم البطن.
-الإسهال، ولكن يجب الإشارة إلى أنه قد يحدث تبادلًا بين الإسهال والإمساك. بمعنى أن الشخص قد يُصاب فترة بالإسهال وفترة بالإمساك بالتبادل.
-الشعور بالحاجة الملحة للتبرز.
-الانتفاخ والغازات.
-فقدان الشهية، أو فقدان الوزن بشكل غير مبرر.
-وجود مخاط أو دم في البراز.
-انزعاج المعدة.
وهناك بعض الأعراض الأقل حدوثًا وتشمل:
-ارتفاع درجة الحرارة.
-الإرهاق.
-احمرار والشعور بحكة وألم في العين.
-آلام المفاصل.
-الغثيان والقيء.
-قرح الجلد.
-مشاكل في الرؤية.
الهدف من علاج التهاب الأمعاء هو تقليل وتخفيف الالتهاب الذي أصاب الأمعاء، وبالتالي تخفيف الأعراض الذي يشعر بها المريض. بالإضافة إلى تأخير انتشار المرض داخل الأمعاء، ويمكن تقسيم طريقة علاج التهاب الأمعاء إلى:
هناك العديد من الطريق لتشخيص الإصابة بالتهاب الأمعاء سواء مرض كرون أو مرض التهاب القولون التقرحي، وتلك الطرق تشمل:
يتم إجراء اختبار فحص الدم الكامل لمعرفة هل يعاني المريض من فقر الدم (الأنيميا) أم لا؟ بالإضافة إلى فحوصات البكتيريا والفيروسات.
كما يمكن إجراء فحص البراز لمعرفة هل يعاني المريض من أي ديدان، أو لمعرفة هل يوجد مخاط أو دم في البراز.
الهدف من استخدام المنظار هو رؤية تأثير المرض على الحقيقة، ومعرفة إلى أي مدى أثر المرض على الأمعاء. يوجد العديد من أنواع المناظير الطبية التي يمكن استخدامها في تلك الحالة، ولكن يختار الطبيب الأنسب منها.
قد يطلب الطبيب خضوع المريض للأشعة السينية (العادية)، أو للأشعة المقطعية، أو أشعة الرنين المغناطيسي وذلك تبعًا لحالة المريض.
يستخدم الطبيب العديد من الأدوية والطرق المختلفة التي تساعد المريض على الراحة من أعراض التهاب الأمعاء، وتلك الطرق تشمل:
تعد الخطوة الأولى في العلاج، ولكن لا يستخدم الطبيب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لأنها تزيد من سوء الحالة، ولكن يمكن استخدام الأنواع الأخرى لتخفيف الأعراض.
تُستخدم تلك الأدوية لتهدئة رد الفعل المناعي تجاه خلايا الأمعاء وجزيئات الطعام، وإيقافها عن مهاجمتهم، وبالتالي تخفيف الأعراض وتأخير انتشار المرض.
طريقة جديد في العلاج تستهدف البروتينات المسببة للالتهاب في الجسم، وتقوم بمنعها عن التسبب بالتهاب في الأمعاء و تخفف من الأعراض.
تستخدم بجانب الأدوية الأخرى وخاصة في حالة حدوث عدوى بكتيرية فوق الالتهاب.
يلجأ الطبيب لاستخدام بعض الأدوية لعلاج الأعراض التي يشعر بها المريض مثل الأدوية المضادة للإسهال أو الإمساك، ومسكنات الألم، والفيتامينات والمكملات الغذائية لتعويض ما يفقده المريض.
يجب على المرضى أن يتبعوا نظامًا غذائيًا صحيًا لتقليل الأعراض، بالإضافة إلى محافظتهم على الوزن الصحي لأجسامهم.
قد يلجأ الطبيب في بعض الحالات الشديدة للجراحة لعلاج مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي التي فشل العلاج الدوائي والغذائي في تخفيف أعراضها.
التهاب الأمعاء أو بالادق مرض كرون ومرض التهاب القولون التقرحي من الأمراض الخطيرة التي تؤثر على المريض، وتغير حياته بشكل كبير، بالإضافة إلى صعوبة علاجها. لكن باتباع المريض لتعليمات الطبيب ونصائحه وتناول العلاج باستمرار وانتظام، فهذا سيساعده على تخفيف الأعراض وتأخير انتشار وتطور المرض.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها ان تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المختص. بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص يجب على القارئ استشارة طبيبه لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ.
كتبه : د. محمد رأفت نصار
2- https://www.cdc.gov/ibd/what-is-IBD.htm#:~:text=What%20Is%20IBD%3F,damage%20to%20the%20GI%20tract.
4- https://emedicine.medscape.com/article/179037-overview?icd=login_success_email_match_norm#a5
.