متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع هو “الموت المفاجئ للأطفال أقل من عام واحد والذي يظل غير مبرر بعد إجراء تحقيق شامل في الحالة ، بما في ذلك إجراء تشريح كامل ، وفحص مكان الوفاة ، ومراجعة التاريخ السريري”.
ويقع هذا التعريف تحت مظلة الموت الغير متوقَع للرُضّع وهو مُصطلح يشمل أى موت غير متوقع للطفل في سن الرضاعة سواء كان السبب مُفَسراً أو غير مُفَسّر.
بدأ البحث في متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع منذ عام 1960 وارتبط في البداية بنوم الرضيع منبطحاً ( مستلقياً على بطنه). وفي عام 1994 أطلقت الاكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ( APP) حملةالنومعلىالظهر( Back to sleep) و نجحت الحملة بشكل كبير في تخفيض نسبة الأطفال الذين ينامون منبطحين وانخفضت نسبة الموت المفاجئ الرضع بشكل ملحوظ. ومع اكتشاف أسباب أخرى لموت الرضيع المفاجئ؛ تم إطلاق حملةالنومبأمان ( Safe to sleep) بشكل أوسع وأشمل لتركز على الأفعال والإجراءات التي يجب على أي مقدم رعاية للطفل أن يتبعها لتقليل خطر الموت المفاجئ للرضع.
لمعرفة سبب الموت المفاجئ يقوم الأطباء ومسؤلي التحقيق عن الوفاة بسؤال أهل الطفل أسئلة مفتوحة غير اتهامية تحقق في وجود عوامل الخطر مثل وضع نوم الرضيع ، والنوم المشترك ، والتاريخ الطبي للأم (قبل الولادة). يقوم المختص أيضاً بالسؤال عن أي أمراض وراثية وإذا ما كان هذا الحدث تكرر في العائلة من قبل أم لا.
تشريحالجثة
يقوم الطبيب الشرعي بتشريح الجثة لتحديد التشوهات الخلقية أو الإصابات أو العدوى أو عيوب التمثيل الغذائي. يحدد تشريح الجثة سبب الوفاة في 15% فقط من حالات وفاة متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع المشتبه بها. يشمل التشريح الفحص الخارجي والداخلي ، والتقييم الإشعاعي ، وعلم الأحياء الدقيقة ، وعلم السموم ، والدراسات المعملية. يشمل التقييم المعملي الأساسي: الشوارد ، والكشف عن الأخطاء الخلقية في التمثيل الغذائي ، والكشف عن ءالاضطرابات الوراثية.
فحصالتمثيلالغذائي
تشمل مختبرات التمثيل الغذائي الموصى بها صورة أسيل كارنيتين في البلازما ، وكمية الكارنيتين في البلازما ، والتحليل الكمي للأحماض الأمينية في البلازما ، والتحليل النوعي للأحماض العضوية في البول.
رغم أن أسباب الموت المفاجئ للرُضّع غير معروفة حتى الآن؛ إلا أن فحص الرُضع بعد الوفاة أظهر وجود انخفاض مستوى الأكسجين في الدم مع عدم انتظام التنفس أو انقطاعه أثناء النوم. فيما يلي بعض الأسباب التي قد تساعد في حدوث هذه المتلازمة
١– أسبابتخصوضعيةالرضيعأثناءالنوم
وضع الرضيع على بطنه أثناء النوم خاصة إذا كان المهد لينا.
وضع الرضيع على أغطية فراش طرية أو ألعاب محشوة مما يؤدي لاختناقه.
مشاركة الفراش مع أحد الوالدين أو المُربية؛ يُمكن أن يُسبب اختناق الرضيع أثناء النوم.
المهد المخصص للرضع قديم وغير آمن.
٢– أسبابتخصمكانالنوموالجوالمحيطبالرضيع
تعرض الرضيع لدرجات حرارة عالية سواء كان تدفئة عالية للغرفة أو ارتفاع حرارة الجو أو لف الرضيع بالعديد من الثياب أو البطانيات.
التدخين بالقرب من الرضيع يُمكن أن يُسبب له اختناق.
٣– أسبابتخصالأموفترةالحملوالولادة
إذا كانت الأم تحت سن العشرين.
إذا كانت الأم سبق لها الحمل وتُوفيّ طفل لها سابقاً بسبب متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع.
إذا كانت الأم مُدخّنة أو استخدمت أدوية خلال الحمل سببت مشاكل صحية للجنين.
هل تعرضت الأم لعدوى أو أمراض أثناء الحمل ولم تتلقى الرعاية اللازمة.
الخداج ( الرضيع الذي يُولد قبل الأسبوع 37 من الحمل ).
عدوى مجرى التنفس العلوي للرضيع.
وقايةالأطفالمنمتلازمةالموتالمفاجئعندالرضع
أوصت حملة النوم بأمان (Safe to sleep ) التي أطلقتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ببضع نصائح للحدّ من مخاطر مُتلازمة الموت المفاجئ عند الرضع وهي:
١- توصياتتخصوضعالرضيع:
ينبغي وضع الرضع على ظهورهم أثناء النَّوم، سواءٌ أثناء الغفوات أم ليلاً. وحتى يصبح رأس الطفل مستديرًا، يجب على الوالدين ومقدمي الرعاية للرضيع تغيير وضع استلقاءه في سريره أسبوعيًّا، وتجنَّب تركه لمدّة طويلة في مقعد السيّارة أوالمقعد المحمول.
لمنع تشكُّل بقع مُسطَّحة في رأس الرضيع، يجب أن يقضي الأطفال بعض الوقت على البطن عندما يكونون مستيقظين مع خضوعهم للمراقبة.
٢- توصياتتخصمهدالرضيع:
يجب وضع الرضيع على سطحٍ مستوي قاس نسبياً عند النَّوم، مثل مراتب الأطفال المصنوعة من خشب عليه بضع طبقات من الاسفنج أو القطن.
يجب الاحتفاظُ بالأشياء الرخوة والألعاب والبطانيات وتجهيزات الفراش الرخوة الأخرى بعيدًا عن منطقة نوم الرضيع حتى لا يختنق بها.
يُوصَى بوضع مهد للرضيع بالقرب من الأبوين أو الأخوات ولكن منفصل عنهم.
وضع أجهزة مراقبة للطفل لا يمكنها منع حدوث متلازمة الموت المفاجئ للرضع.
٣- توصياتتخصالوالدينوالطفل:
يجب ألا يسمح الوالدين للآخرين بالتدخين بالقرب من الطفل أو حتى مكان نومه كما أنه من المفضل ألا تدخن الأم أثناء الحمل أو بالقرب من طفلها.
إذا سبق وتعرض الأهل لفقدان طفل بشكل مفاجئ، يجب أن يستشيروا الطبيب إذا كانوا بحاجة للفحص الجيني لمعرفة إذا كان من الممكن تجنب حدوث الموت المفاجئ في الطفل القادم.
يجب ألا يبالغ الأهل في تدفئة الطفل سواء بالملابس أو غيرها فيسبب اختناقه؛ فهذا بالأهمية ذاتها لعدم ترك الطفل بملابس خفيفة تعرضه للتهوية وتقلل من مناعته.
يُوصى باستعمال الرضيع مصاصة /لهاية ( pacifier )نظيفة وجافة عندَ النوم، فقد وُجد أنها تقي بنسبة كبيرة من متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع.
الرضاعة الطبيعية تقي بنسبة عالية من متلازمة الموت المفاجئ للرُضع، وذلك وفقاً لأحدث الدراسات التي وجدت أن انخفاض الالتهابات وزيادة المناعة عن طريق الرضاعة الطبيعية لستة أشهر فأكثر أدى إلى قلة عدد الوفيات بهذه المتلازمة.
إذا تعرض الطفل للعدوى خاصة عدوى الجهاز التنفسي يجب الحرص على عدم وجود أى إفرازات في مجرى التنفس أثناء النوم ومراقبته حتى لا يتعرض للاختناق.
يُوصى بتطعيم الطفل التطعيمات الإلزامية لأنها تقيه من العديد من الأمراض الخطرة ولا صحة لما يُتداول عنها أنها قد تكون سبباً للموت المفاجئ للرُضع.
الخلاصة:
حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع ليست له أسباب مؤكدة وواضحة ولكن توجد بعض الأسباب المشتركة بين الأطفال المتوفاة بشكل مفاجئ. اتخاذ أساليب الوقاية اللازمة يسهم بشكل كبير من هذه الظاهرة . النوم بأمان ( safe to sleep) هي حملة تتضمن عدة توصيات للحد من ظاهرة الموت أثناء النوم للأطفال.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها ان تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المختص. بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص يجب على القارئ استشارة طبيبه لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ