تُعد فيروسات الكبد وأعراضها من أخطر الأشياء التي يواجهها الطب والأطباء في عصرنا الحالي. فالكبد هو المعمل الرئيسي للجسم الذي يساعد على تنقية الجسم من السموم والمواد الضارة وتخزين العناصر الغذائية المفيدة للجسم. عندنا يكون الكبد متضرراً وملتهباً؛ تُصبح مهمته صعبة وتتأثر وظيفته و كفاءته الوظيفية.
يحدث التهاب الكبد إما نتيجة التعرض لبعض السموم والأدوية أو نتيجة حالة طبية أو نتيجة مهاجمة فيروس للجسم. يُعرَّف التهاب الكبد الفيروسي بأنه التهاب الكبد الناجم عن الاصابة الفيروسية. و في حين أن هناك العديد من فيروسات الكبد وأعراضها التي يمكن أن تسبب التهاب الكبد (مثل فيروس الهربس البسيط (HSV )، الفيروس المضخم للخلايا ، وفيروس إبشتاين-بار EBV) ، هناك خمسة فيروسات لها النصيب الأكبر في التهاب الكبد وهي (فيروسات التهاب الكبد A,B,C,D,E) التي تصيب فقط أو بشكل أساسي خلايا الكبد وتتضاعف بداخلها.
تنتمي هذه الفيروسات إلى خمس عائلات منفصلة تمامًا ولها خصائص متنوعة إلى حد كبير، و بعد التعرض لأي من هذه الفيروسات، هناك احتمالان واردان الحدوث؛ عدوى التهاب الكبد الحاد أو المزمن.
المصابون الذين يعانون من فيروسات الكبد وأعراضها يشعرون بالحمّى، الضعف العام وفقدان الشهية والغثيان والقيء وآلام البطن والبول الداكن والبراز فاتح اللون وآلام المفاصل واليرقان. وقد يستغرق ظهور أعراض التهاب الكبد الفيروسي المزمن عقودًا.
ينتشر فيروس التهاب الكبد الوبائي A عندما يبتلع شخص الفيروس من خلال تناول طعام أو شراب ملوث بالفيروس (حتى بكميات مجهرية صغيرة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها) أو من خلال الاتصال الشخصي الوثيق مع شخص مصاب.
يعاني معظم الأطفال الأكبر سنًا والبالغين المصابين بالتهاب الكبد A من أعراضٍ التهاب الكبد الحاد.
فقدان الشهية، والضعف العام، والتقيُّؤ و بول داكن اللون كما يعاني بعض المصابين من ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن (حيث يوجد الكبد) و اليرقان (اصفرار لون الجلد وبياض العينين) عند حوالى 70 % من الأشخاص. غالباً لا تظهر أيَُ أعراضٍ عند الأطفال دون سن 6 سنوات، ونادرًا ما يُعاني الأطفال الذين لديهم أعراض من إصابة باليرقان.
يعتبر التحصين ضد الفيروس الكبدي A وسيلة جيدة ومتاحة للوقاية من الفيروس خاصة إذا كان الفرد عرضة للاصابة بالفيروس
فيروسات الكبد وأعراضها لا تنتشر بنفس الطريقة. ينتشر التهاب الكبد B بشكل أساسي عندما يدخل الدم أو السائل المنوي أو سوائل الجسم الأخرى من شخص مصاب بالفيروس الكبدي B إلى جسم شخص غير مصاب حتى بكميات مجهرية . يمكن أيضًا أن ينتقل فيروس التهاب الكبد B عن طريق:
على الرغم من وجود الفيروس في اللعاب ، إلا أنه لا ينتشر عن طريق التقبيل أو مشاركة الأواني. لا ينتشر التهاب الكبد B عن طريق العطس أو السعال أو العناق أو الرضاعة الطبيعية أو عن طريق الطعام أو الماء.
التهاب الكبد B هو مرض قصير الأمد يحدث خلال الأشهر الستة الأولى بعد تعرض الشخص لفيروس الكبد B. بعض المصابين لا تظهر عليهم أي أعراض أو يعانون من مرض خفيف فقط. والبعض الآخر يحدث له التهاب الكبد B الحاد وهو مرضًا أكثر خطورة يتطلب العلاج في المستشفى.
يمكن أن يتراوح التهاب الكبد B من مرض خفيف يستمر لبضعة أسابيع إلى حالة مزمنة (مدى الحياة). يُصاب ما يقرب من 90 ٪ من الأطفال غير المطعمين بعدوى مزمنة ، مقارنة مع أقل من 5 ٪ من البالغين.
تختلف أعمار الفئات المستحقة للتحصين باختلاف فيروسات الكبد وأعراضها؛ ففي الفيروس الكبدي B يستحق التحصين :
ينتشر التهاب الكبد C عندما يدخل دم شخص مصاب بفيروس التهاب الكبد C إلى جسم شخص غير مصاب. يمكن أيضًا أن ينتقل فيروس التهاب الكبد C عن طريق:
لا ينتشر التهاب الكبد الوبائي سي عن طريق مشاركة أواني الأكل أو الرضاعة الطبيعية أو العناق أو التقبيل أو إمساك اليدين أو السعال أو العطس أو من خلال الطعام أو الماء.
حوالي نصف البالغين الذين يصابون بفيروس التهاب الكبد C يصابون بعدوى مزمنة ( chronic infection) يصاب ما يقرب من 5٪ -25٪ من المصابين بالتهاب الكبد الوبائي سي المزمن بتشمع الكبد ( liver cirrhosis) خلال فترة تتراوح من 10 إلى 20 عامًا.
لا يوجد تطعيم متاح لفيروس الالتهاب الكبدي C
رغم اختلاف فيروسات الكبد وأنواعها، فإن التهاب الكبد D ، المعروف أيضًا باسم “التهاب الكبد دلتا” ، هو عدوى في الكبد يسببها فيروس التهاب الكبدD و يحدث فقط عند الأشخاص المصابين أيضًا بفيروس التهاب الكبد B. و ينتشر عندما يدخل الدم أو سوائل الجسم الأخرى من شخص مصاب بالفيروس إلى جسم شخص غير مصاب. يمكن أن يكون عدوى حادة قصيرة الأمد أو أن تصبح عدوى مزمنة طويلة الأمد.
يمكن أن يسبب التهاب الكبد D أعراضًا خطيرة ومرضًا خطيرًا يمكن أن يؤدي إلى تلف الكبد مدى الحياة وحتى الموت. يمكن أن يصاب الأشخاص بفيروس التهاب الكبد B و D في نفس الوقت (المعروف باسم “العدوى المصاحبة”) أو بعد الإصابة الأولى بفيروس التهاب الكبد B (المعروف باسم “العدوى الإضافية”).
لا يمكن تمييز علامات وأعراض عدوى فيروس التهاب الكبد الفيروسي الحاد عن باقي فيروسات الكبد وأعراضها و تشمل الأعراض: الحُمّى، والضعف العام وفقدان الشهية، والغثيان، والتقيؤ، ووجع البطن، والبول الداكن، وآلام المفاصل واليرقان. وتظهر هذه العلامات والأعراض عادةً بعد 3-7 أسابيع من الإصابة الأولية.
ليس كل فيروسات الكبد وأعراضها لها تحصين. لا يوجد تطعيم للوقاية من التهاب الكبد D. ومع ذلك ، فإن الوقاية من التهاب الكبد B بتطعيم التهاب الكبد B تحمي أيضًا من الإصابة المستقبلية بالتهاب الكبد D.
التهاب الكبد E هو عدوى في الكبد يسببها فيروس التهاب الكبد E. يوجد الفيروس في براز الشخص المصاب. ينتشر عندما يبتلع شخص ما الفيروس عن غير قصد غالبًا من مياه الشرب الملوثة أو الأكل الملوث ببراز الأشخاص المصابين بالفيروس. يمكن أن ينتقل الفيروس أيضا بعد تناول لحم الخنزير النيء أو غير المطبوخ جيدًا أو لحم الغزال أو لحم الخنزير البري أو المحار.
يمكن أن تشمل أعراض التهاب الكبد E التعب وضعف الشهية وآلام المعدة والغثيان واليرقان. ومع ذلك ، فإن العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد E ، وخاصة الأطفال الصغار ، لا تظهر عليهم أعراض. باستثناء الحالات النادرة لحدوث التهاب الكبد الوبائي المزمن لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة ، فإن معظم الناس يتعافون تمامًا من المرض دون أي مضاعفات.
لا يوجد لقاح ضد التهاب الكبد E متاح حاليًا حتى الآن.
التهاب الكبد هو سمة شائعة للعدوى بفيروس EBV ، الفرق الرئيسي بين التهاب الكبد الفيروسي EBV والتهاب الكبد الفيروسي A أو B أو C هو أن EBV لا يصيب خلايا الكبد أو المرارة أو بطانة الأوعية الدموية. يُسبب EBV عدوى مصحوبة بأعراض مثل فيروسات A,B,C ، بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الفوسفاتيز القلوية في الدم ، في حين لوحظت مستويات عالية للبيليروبين في الدم.
الخلاصة:
دراسة فيروسات الكبد وأعراضها تشغل حيزاً كبيراً في البحث العلمي نظراً لتعدد طرق انتشارها وارتفاع الوفيات نتيجة الإصابة بها. مع وجود التحصينات وطرق الوقاية منها يُمكن تجنبها والقضاء عليها.
كتبته د/ أميمة عباس
اقرأ المزيد عن/
الالتهاب الكبدي الفيروسي وأنواعه
https://www.cdc.gov/hepatitis/abc/index.htm
العلاج المناسب لفيروسات الكبد
https://emedicine.medscape.com/article/775507-treatment
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها ان تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المختص. بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص يجب على القارئ استشارة طبيبه لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ.