قد يلاحظ البعض ظهور كدمات مؤلمة أرجوانية اللون غالباً على أجزاء مختلفة من الجسم بدون أن يذكر أنه تعرض لحادثة تسببت بها وغالباً ما يتجاهلها الكثيرون ظناً منهم أن زحمة الأحداث في حياتهم شغلتهم عن الوقوف أمام حادث بسيط أدى لهذه الكدمة. إذا تعرضت لهذا من قبل؛ فقد تحتاج معرفة ما هي متلازمة غاردنر دايموند !!
متلازمة الكدمات المؤلمة (يشار إليها أيضًا باسم متلازمة غاردنر دايموند ، أو التحسس الذاتي لخلايا الدم الحمراء) هي عرض سريري نادر وغير مفهوم جيدًا حيث يصاب المرضى فيه بكدمات مؤلمة غير مبررة ، غالبًا على الأطراف و / أو الوجه .
يُطلق عليه أيضاً البرفرية النفسية ( Psychogenic purpura) ذلك لأنه دائمًا ما يكون العامل المشترك بين الأشخاص الذين لديهم هذه الإصابات الجلدية هو تعرضهم للإجهاد الشديد نتيجة ضغط نفسي أو بدني أو الصدمات العاطفية. تظهر هذه الحالة بشكل أكثر شيوعًا عند النساء ، وبشكل أقل عند المراهقين والذكور. لقد نجح التقييم النفسي الجلدي والتواصل بين الأمراض الجلدية والطب النفسي في علاج هؤلاء المرضى.
سميت متلازمة غاردنر دايموند بهذا الاسم بعدما وصف العالمان غاردنر (Gardner ) ودايموند ( Diamond) بالتفصيل حالات 4 نساء أظهرن استجابات غير طبيعية للكدمات. تميزت هذه الكدمات بتطور مناطق مؤلمة في موقع الصدمة تليها التهاب وتورم واحمرار بالجلد. تم اقتراح لأول مرة أن الاضطراب مرتبط بالتحسس الذاتي للمرضى لدمائهم. تم بعد ذلك تنظيم البيانات وتقديمها رسميًا باسم “متلازمة غاردنر دايموند”. منذ ذلك الحين ، تم الإبلاغ عن حوالي 200 حالة من المتلازمة
المصطلح (فُرفُرية نفسية المنشأ )صاغه د. أوسكار راتنوف في عام 1989 ، الذي أبلغ عن سلسلة من 71 حالة من النساء مروا بأزمات نفسية وأظهروا رد فعل قوي للكدمات و تلون الجلد باللون الأرجواني.
لاحقاً، أكد الفريق البحثي للعالم جروش أن التحسس الذاتي لفوسفاتيديل سيرين (فسفو غليسيريد الموجود خارجياً على غشاء خلايا الدم الحمراء) له أهمية محورية في التسبب في هذه المتلازمة. حيث تم العثور على 50 ٪ من فوسفاتيديل سيرين الخاص بكرات الدم الحمراء للمرضى الذين يعانون من متلازمة غاردنر دايموند على السطح الخارجي لغشاء الخلية.
حتى الآن لم يستطع العلماء تأكيد السبب الأساسي خلف هذه المتلازمة ولكن نتائج الدراسات أشارت إلى بعض الأسباب المقترحة مثل:/
١- التعرض لإصابة جسمانية أو حادث أو بعد العمليات الجراحية أو نتيجة حك الجلد؛ تظهر بعدها الكدمات الأرجوانية بشكل غير طبيعي حيث تزداد عملية انحلال الفيبرين التي تؤدي إلى الكثير من العمليات الحيوية وقد تؤدي إلى النزيف.
٢- التعرض لضغط نفسي شديد أو اجهاد عصبي دون التعرض لأي إصابة جسمانية حيث ترتبط الاستجابة للإجهاد أو الضيق بزيادة مستويات الجلوكوكورتيكويدات و الكاتيكولامينات في الجسم، التي تساعد على انحلال بروتين الفيبرين (بروتين ليفي له دور في عملية تجلط الدم)
٣- الإصابة بمرض تحسس الجسم الذاتي لكريات الدم الحمراء (رد فعل مناعي ذاتي).
يعتمد التشخيص على عدة محاور أهمها أخذ التاريخ الطبي الجيد الخاص بالمريض وعائلته واستبعاد أي أسباب أخرى لهذه الوزمات:
لا يوجد علاج محدد لهذه المتلازمة. ولكن يتم علاج الأعراض العامة الشديدة. يوجد العديد من مقترحات العلاج مثل:
إذا تم التشخيص بالفعل بهذه المتلازمة؛ فيجب اتباع بعض الخطوات مع إذا كان سبخضع لعملية جراحية
يمكن أن تؤدي البربورا النفسية المنشأ إلى معضلة تشخيصية ، وبالتالي تتطلب إجراء تحقيق شامل وأخذ التاريخ الطبي للمريض والعائلة
التشخيص الصحيح لمتلازمة غاردنر دايموند ذات المنشأ النفسي يمكن أن ينقذ العديد من الإجراءات غير الضرورية.
لا ينبغي تجاهل دور الإجهاد في البربورا النفسية.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها ان تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المختص. بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص يجب على القارئ استشارة طبيبه لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ.
كتبته
د.أميمة عباس
اقرا المزيد عن
تأثير الإجهاد العصبي والنفسي على الجسم
البرفرية النفسية (غاردنر دايموند)