لا نشعر –عادة- بوزن أدمغتنا، أي إننا لا نعبأ بحمل ما يقرب 2 كيلوجرام! لن نشعر بقيمة هذه الهبة إلا إذا سلبها منا المرض، إنها حقًا معاناة حقيقية لمريض التهاب الجيوب الأنفية، هيا نتعرف على أعراض الجيوب الأنفية بالتفصيل، ومضاعفاتها، وما الفرق بين التهاب الجيوب الأنفية وحساسية الأنف.
الجيوب الأنفية- السائل المخ شوكي- التهاب الجيوب الأنفية- حساسية الأنف- أعراض الجيوب الأنفية بالتفصيل- مرض الخشام- القيلة المخاطية- التهاب الهلل الحجاجي العيني- تخثر الجيب الكهفي- الالتهاب السحائي- خراج بالمخ
إنها نعمة كبيرة بل معجزة تخطف العقول! إذ يبلغ حجم مخك من (1500– 1700جرام) ورغم ذلك لا نشعر بالثقل ولا نشكو، وذلك لعدة عوامل أهمها أن الوسط أو البيئة التي تحيط بالمخ بيئة من نوع فريد فهو محفوظ ومغطى بأغشية ثلاثة تتفاوت من الرقة إلى الصلابة، يسيح المخ في وسط سائل يسمى السائل المخ شوكي Cerebrospinal fluid ويرمز له بـ CSF.
يُحفظ المخ والسائل في علبة عظمية تسمى الجمجمة Skull وهي شيء معجِز أيضًا فهي تتسع لتضم الكثير من الأعضاء الصغيرة حجمًا ولكنها حيوية جدًا كالعين والأنف والأعصاب والأوعية الدموية المغذية، يتبقى لنا أن نعرف أن الجمجمة ليست صندوقًا أو علبة مصمتة بل تضم الكثير من الفتحات التي تسمى الجيوب الأنفية وهي تساهم بشكل كبير في تخفيف وزن الدماغ، وانسداد هذه الجيوب يؤدي إلى ظهور أعراض التهاب الجيوب الأنفية.
هي نظام خاص يتركب من تجاويف فارغة متفرقة في الجمجمة ولكنها مرتبطة فيما بينها. تعتبر الجيوب الأنفية Nasal sinuses إحدى مكونات الجهاز التنفسي، وتسهم في تخفيف حمل المخ، إلى جانب تهوية الجمجمة ومن ثم هى مانع قوي ضد العدوى.
تتطابق الناحية اليمنى من الجسم مع الناحية اليسرى فيما عدا بعض الأعضاء الداخلية ولكن الأنف ليس منها! فرغم أن الأنف عضو واحد إلا أنه لا يمكننا القول بأن الأنف عضو واحد كالكبد والبنكرياس والطحال والمعدة! لأن الأنف تشريحيًا ينقسم طوليًا إلى جزءين متطابقين –ناحية يمنى وناحية يسرى- وعلى ذلك إذا قلنا أنك تمتلك 8 جيوب أنفية، أعني أنك -في الواقع- تمتلك 4 جيوب على كل ناحية!
كل جيب يحمل اسم العظمة الموجود بداخلها كما يلي:
إذا سألتك عزيزي القارئ ماذا تقول في المخاط بأنفك والذي لا يتوقف أبدًا، ويأتيك من كل مكان بالأنف يلاحقك من فتحات الأنف الأمامية وكذلك الخلفية وقد يلتصق بأعلى حلقك مما يسبب لك –أحيانًا- بعض الحرج. لا تبتئس وادع الله أن لا يحرمك هذه النعمة.
المخاط هو مخلصك من كل الملوثات التي تدخل جهازك التنفسي في هواء الشهيق. بدون المخاط لاسشرفت أنوفنا كل فنون الميكروبات وصنوفها مثل: البكتيريا والفيروسات والفطريات والجراثيم، ومن الأنف إلى البلعوم فالقصبة الهواءية ومنها إلى أعضاء أكثر دقة وحساسية للعدوى!
يعمل المخاط بالإضافة إلى الشعر القصير بأنفك على الالتصاق بالميكروبات وتعطيلها لكي لا تدخل جهازك التنفسي، بدلًا من ذلك تسلك –الميكروبات- مسلكًا مختلفًا فالمخاط يصحبها إلى الحلق حيث ينقلها مخاطه إلى الجهاز الهضمي حيث المعدة وعصارتها شديدة الحموضة التي لا يقف أمامها شيء، فتخلصك منها!
إذا استنشقت هواء يحوي مواد ضارة وقد تلحق أذى حقيقي وسريع، ينشط لديك رد فعل عنيف وسريع أيضًا، فيرفع الأمر للمخ الذي يحفز العطاس Sneezing الذي يطرد بكل قوة وإصرار الملوث الذي يهدد أغشية أنفك الطلائية ولاسيما الممرات الهوائية الأكثر حساسية.
وللمخاط وظيفة أخرى هامة وهي ترطيب الأنف وكذلك الهواء الداخل إليه، حيث إن الأنف الجاف أكثر عرضة للاعتلال دائمًا وكذلك ينتج عنها تقرحات وآلامًا لا تتوقف قد يترتب عنها جروح بالجزء الغضروفي، وهو نسيج لا يشفى بسهولة وقد لا يشفى أبدًا!
وكذا ترطيب الهواء الجاف الذي نتنفسه في كل الأحوال إذا كان في طقس حار أو بارد، فقط تذكر آخر نزلة برد في فصل الشتاء الماضي حين انسدت أنفك واضُطررت للتنفس من فمك، تذكر حينها الهواء البارد الذي تنفسته عبر فمك مما أدى إلى إصابتك بالسعال وألحق الضرربجهازك اتنفسي السفلي (الرئتين والشعب الهوائية)
تؤدي الجيوب الأنفية دورها على أكمل وجه ولكن ذلك لا يعني أنها قادرة دائمًا على صد كل الهجمات من الهواء المحمل بالملوثات وقد يحمل أيضًا كميات غير معتادة من الميكروبات (عدوى نتيجة مخالطة شخص مصاب)؛ فلا تتمكن الأنف من صدها وحدها!
إنه موضوع شائك بحق، يلزم التفريق بين الالتهاب والعدوى، والانتباه لمعنى المصطلح؛ فإن معنى كلمة التهاب الجيوب الأنفية Sinusitis لا يعني –أحيانًا- أنك مصاب بعدوى ما! ومن ثم ليس إذعانًا بوصف المضادات الحيوية. عملية الالتهاب تعني تورم الأنسجة واحمرارها مع الإيلام واعتلال بوظيفتها.
ومن أسباب الالتهاب:
أعراض الجيوب الأنفية بالتفصيل
العدوى أحد أشكال الالتهاب وأحد مسبباته، وتختلف العدوى باختلاف مسببات العدوى مثل: العدوى البكتيرية، والعدوى الفيروسية، وعدوى الفطريات)
ونخلص من ذلك أن التهاب الجيوب الأنفية قد يكون لعدة أسباب أهمها الحساسية والعدوى، وأخص العدوى البكتيرية، لعلك الآن استطعت التفريق بين حساسية الأنف وعدوى الجيوب الأنفية
تهيج أنسجة الأنف وتحسسها لمادة غريبة إثر تعرض أنسجة الأنف لها مما يسبب الرشح والعطاس وحكة الأنف واحمراره وسيلان الأنف وانسداده. وإذا لم يتم معالجة الأمر أو محاولة تهدئته فسيصبح وسطًا لعدوى بكتيرية محتملة. تعالج حساسية الأنف بمضادات الحساسية الموضعية مثل بخاخ الستيرويدات ومضادات الحساسية عبر الفم مثل مضادات الهيستامين والستيرويدات.
قد يصاب الشخص بعدوى تنفسية فهو أمر شائع، وتتعدد صور العدوى والحالات المرضية الناجمة عنها ومنها التهاب الجيوب الأنفية وما يخلفه من أعراض ومضاعفات سيئة. وتُبنى فكرة علاجه على تلقي المضادات الحيوية المناسبة ولفترة كافية إلى جانب غسيل الأنف Nasal wash بالإضافة إلى مضادات الالتهاب.
يمكن تقسيم هذا المرض إلى ثلاث حالات:
النوع الأكثر شيوعًا ويحدث عادة بعد نزلات البرد، تبلغ مدته من 7-10 أيام، وإذا لم يعالج قد ينتج عنه مضاعفات جسيمة.
التهاب ينشأ ولا يبرأ منه المريض لمدة 12 أسبوعًا وهو غير شائع والأشد خطورة حيث ينتج عنه مضاعفات أسوأ.
هو التهاب حاد يبدأ وينتهي ولا يلبث أن يتكرر مرة أخرى وفيه يشعر المريض أنه يدور في حلقة مفرغة لا تنتهي من الألتهاب.
ينشأ عن تلك الحالة أعراض كثيرة قد يصاب بها المريض مجتمعة أو يصاب ببعضها
أعراض الجيوب الأنفية بالتفصيل:
قد يتفاعل الميكروب مع بعض المستقبلات العصبية في أعلى الأنف حيث تتجمع ألياف عصب الشم القصير جدًا الذي يخرج من الأنف عبر الصفيحة المصفوية للعظم الغربالي من الجمجحمة cribriform plate of ethmoid إلى المخ، ليرد بصد مستقبلات الشم، ومن ثم تفقد حاسة الشم فيما يسمى بالخشام.
شعور غير سار بانسداد الأنف وتعطيله عن أداء وظيفته وهي إدخال الهواء وخروجه ومن ثم يشرع المريض في التنفس عبر الفم. وهي علامة مميزة للحالة المرضية.
يفرز المخاط بشكل دوري ومناسب لنا ولكن يزداد معدل إفرازه ويتغير قوامه فيصبح أكثر كثافة وقد يتغير لونه لينحول إلى اللون الأصفر والأخضر، وكذلك يشعر بطعم سيئ نتيجة بلعه قد يؤدي إلى الغثيان وتأثر أنسجة المعدة.
قد يطلق المخاط روائح كريهة تنبعث من جيوبك الأنفية وتمتد للفم وذلك ينُم على إصابتك بعدوى بكتيرية شديدة.
الاحتقان الناتج يؤدي إلى حدوث ضغط شديد على الجيوب الأنفية مما يسبب الصداع والشقيقة migraines. يشيع الضغط في جيوبك الأنفية كلها والتي تنتشر في أنحاء جمجمتك فلا تعجب إذا آلمك وجنتاك، أو جبهتك، أو حاجباك، أو أسنانك العلوية، بالإضافة لأنفك أيضًا وكذلك حدوث تورمات بهذه المناطق أيضًا.
نتيجة إنهاك جهازك المناعي في تلك الحرب الشعواء قد تصاب بالإجهاد وفقدان القوة لأداء مهامك اليومية المعتادة، واضطرابات بالنوم مع شعور دائم بالخمول.
نتيجة ملازمة الحلق للمخاط المصاب ومن ثم يتأثر بدوره ويتسبب بصعوبة البلع.
قد يمتد المخاط الكثيف ليصل إلى الممرات التنفسية التالية للبلعوم ويتسبب في عرقلة التنفس ويؤدي إلى السعال المستمر الذي يرجو طرد هذا المخاط.
قد تحدث مضاعفات سيئة وخاصة مع النوع المزمن وهي غير شائعة ولكنها خطيرة، ومنها:
وهي حالات تهدد حياة المريض ويجب دخول المريض المستشفى وتلقي الرعاية الطبية المشددة، وتناول المضادات الحيوية القوية عبر التسريب الوريدي وكذلك العقاقير الأخرى التي تلزم لكل حالة.
قد تتفاقم الحالة -كما ذكرنا- وتستوجب استدعاء طبيب، وذلك عند الشعور بأحد الأعراض الآتية:
استعرضنا معًا أعراض الجيوب الأنفية بالتفصيل، وكذلك علمنا أن مرض التهاب الجيوب الأنفية رغم شيوعه فهو مرض يسهل علاجه ولكن إذا لم يعالج فذلك يؤدي إلى تفاقم الحالة وقد يؤدي إلى مضاعفات قد تودي بحياة المريض.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها أن تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المعالج، ذلك بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص.
يجب على القارئ استشارة طبيبه، لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ
كتبته: د أميرة سامي أبوالوفا
المصادر:
https://sinushealth.com/conditions/complications-of-sinusitis/