قد لا تحظى أشد الأمراض فتكًا ما تحظى به الأمراض التي قد تهدد الظهور بشكل جميل من اهتمام وحيطة شديدة خصوصًا عند النساء. فمثلًا مهما بلغت درجات الصلع عند النساء حتى ولو بالقدر القليل؛ فإنها تمثل حرجًا كبيرًا للسيدة مهما حتى وإن بلغت من الكبر عتيًّا!
درجات الصلع عند النساء – الثعلبة الأندروجينية – الصلع الأنثوي- تساقط الشعر الكربي
قد يتساقط الشعر عند المرأة مع حدوث ضعف وترقق في بصيلات الشعر وهو أمر شائع ويسمى بالصلع الوراثي أو الثعلبة الأندروجينية androgenetic alopecia وهو الحالة عينها التي تسبب الصلع عند الرجال أيضًا.
حالة شائعة بل تعد السبب الأكثر شيوعًا لتساقط الشعر بين الرجال والنساء ويعود الأمر لهرمون معين وهو ديهيدروتستوستيرون dihydrotestosterone وهو هرمون مشتق من هرمون الذكورة الذي يسمى التستوستيرون testosterone.
قد يطرح النساء هذا السؤال بأسلوب استنكاري، هل للأنثى نصيب من هرمونات الذكور؟ والإجابة هي نعم بالطبع فالإناث يتكون داخلها هرمونات الذكورة بنسبة ضئيلة وكذلك الأمر في الرجال حيث تتكون هرمونات الأنوثة: الإستروجين والبروجستيرون بنسبة ضئيلة أيضًا.
يلي هذا السؤال سؤالًا آخر وهو لماذا؟ لِم قد تُفرز هرمونات الإناث عند الذكور وهرمونات الذكورة عند الإناث؟ خلق الله جسم الإنسان بدقة وإعجاز منقطع النظير، فبالطبع الأمر لحكمة هامة. عادةً يغيب عنا أهمية أمر ما حتى نرى آثار نقصه! فتخيل غياب هرمونات الأنوثة عند الذكور والعكس قد يسبب ما يلي:
إذا لم تفرز الخصيتان في الرجل هرمون الإستروجين (هرمون أنثوي) فلن يحصل الذكر على مشتق الإستراديول Estradiol الهام لاكتمال الصفات الذكرية بالأساس، مثل:
يفرز المبيض في الإناث القليل من هرمونات الذكورة (التستوستيرون) الهام لحدوث ما يلي:
وعلى ذلك نستنتج أن وجود مشتق من الهرمون الذكري في الإناث أمر طبيعي وعلامة صحية، ولكنه يسبب بعض الآثار منها تساقط الشعر.
تحتوي بصيلات الشعر على غدد زيتية والتي بدورها تفرز إنزيمًا يسمى النوع الثاني من الإنزيم المختزل ألفا 5 (Type 2 5-alpha reductase). يساعد هذا الإنزيم على تحول هرمون التستوستيرون إلى ديهيدروتستوستيرون. يرتبط هذا المشتق بالشعرة ويسبب انكماشًا لها ومن ثم تموت.
يفرز الذكور هرمون التستوستيرون بمعدلات عالية لذلك فالأثر يكون أكثر قوة وظهورًا؛ حيث تكون درجة الصلع الوراثي كبيرة وتتمثل في انحسار خط الشعر حتى يتكون صلع جزئي أو كامل في بعض الحالات. الأمر أخف وطأة في النساء اللاتي يفرزن التستوستيرون بنسبة ضئيلة، فتتمثل في ترقق الشعر في الجزء العلوي وجوانب فروة الرأس.
هو فقدان الشعر الذي يصيب ثلث النساء، فهو مصيب كل مولود أنثى assigned female at birth (AFAB). يصيب الصلع فروة الرأس، وما قد يسقط من الشعر لا يعود من تلقاء نفسه دون علاج.
متى يبدأ الصلع عند النساء؟
يبدأ من عمر الثلاثين ويصبح ملحوظًا عند الأربعين ويصل إلى أوجّه بعد انقطاع الطمث عادة يطال ثلثي النساء؛ فعند عمر الخمسين تصاب نصف النساء بتساقط الشعر.
نوع من تساقط الشعر الذي يتضمن سقوطًا سريعًا للشعر في فترة قصيرة، وهو يحدث إثر شهور قليلة بعد تعرض الجسم لحالة مرضية شديدة، أو ضغط عصبي شديد، كما قد ينشأ من بعض التغيرات الهرمونية. بالرغم من ذلك فإن سقوط الشعر يكون مؤقتًا فسوف يحدث إعادة نمو الشعر دون علاج، فقط بعد انقشاع الضغط العصبي أو العبء الواقع على الجسم. مثل حدوث تساقط الشعر الذي كان يرِد مع الحالات المصابة بالكورونا.
لا وجود لشخص لا ينال حظًا من تساقط الشعر، فنحن نخسر بمعدل يتراوح بين 50-100 شعرة يوميًا فيما يسمى معدل تساقط الشعر الطبيعي في اليوم الواحد، إذا تخطى معدل التساقط هذا الحد فيعتبر ذلك تساقطًا، وعليه توجد خمسة مراحل للصلع حسب مقياس سنكلير the Sinclair scale
يمكن تشخيص الصلع الأنثوي بسهولة، بل يمكنك تشخيصه بنفسك؛ فقد يكون دور الطبيب تأكيد التشخيص ومن ثم العلاج. ويتمثل التشخيص فيما يلي:
لا يمكن استعادة الشعر المتساقط دون علاج كما أشرنا سلفًا، لذلك لابد أن تخضع المريضة لخطة علاج قد تستغرق مدة طويلة من 6 أشهر إلى 12 شهرًا، وتتكون من:
حيث يتم أخذ رقعة جلدية من منطقة من الجسم تحتوي على شعر سليم.
قد يلجأ الطبيب لأخذ بعض من دم المريض وإجراء بعض المعالجة عليه ثم يتم حقنه داخل فروة الرأس لاستثارة نمو الشعر.
الوقاية – درجات الصلع عند النساء
لم تكتشف طريقة لمنع الشعر من التساقط، ولكن هناك عدة طرق للحفاظ على صحة الشعر ونموه، مثل:
ملخص المقال
يعتبر تساقط الشعر مشكلة تؤرق النساء قبل الرجال، وهي مشكلة قابلة للحل حتى وإن طالت مدة العلاج. تتعدد أسباب الصلع ويعتبر الصلع وراثي أكثرها شيوعًا. كما تتنوع طرق العلاج لتلائم درجات الصلع عند النساء.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها أن تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المعالج، ذلك بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص.
يجب على القارئ استشارة طبيبه، لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ
كتبته: د أميرة سامي أبو الوفا
https://www.amymyersmd.com/article/male-female-hormones
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/24943-female-pattern-baldness