يعد  ظهور أعراض التهاب السحايا عند الأطفال من الحالات الطبية الخطيرة التي تؤثر على الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، فما هذا المرض؟ وما  أعراضه؟ وكيف يعالج؟ هذا ما سنعرفه في هذه المقالة. 

ما هو التهاب السحايا؟

هو التهاب في  خلايا السحايا وهي عبارة عن الأغشية التي تحيط بالدماغ والحبل الشوكي، وله عدة أنواع بعضها قد يكون مهدداً للحياة فيصل معدل الوفيات بين الحالات إلى 30% ، ويصاب 50% من الناجين منه بمضاعفات عصبية، وقد يسبب انحراف العين نحو الداخل أو الخارج، وتساعد التطعيمات الروتينية في الوقاية منه. عادة ما يكون العلاج السريع له ناجحاً، لذلك يجب معرفة أعراض التهاب السحايا عند الأطفال للحصول على الرعاية الطبية على الفور.

أسباب التهاب السحايا عند الأطفال 

يحدث هذا المرض في أغلب الأحيان نتيجة لعدوى فيروسية بفيروس السحايا، وفي بعض الأحيان يكون السبب  عدوى بكتيرية، ونادراً ما يكون نتيجة لبعض الأدوية أو الأمراض مثل مرض السرطان.

غالباً ما يبدأ الالتهاب الناتج عن فيروس أو بكتيريا في جزء آخر من الجسم، ثم ينتشر عبر مجرى الدم إلى السحايا.

هل هذا المرض معد؟

يعد من الأمراض المعدية، فينتقل عن طريق لمس شخص مصاب  تظهر عليه أعراض التهاب السحايا أو تقبيله، كما ينتقل عن طريق العطس والسعال. وينتشر بصورة أكبر بين الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.

الالتهاب البكتيري

يعد هذا النوع نادراً، ولكنه عادةً ما يكون خطيراً، ويكون مهدداً للحياة إذا لم يعالج على الفور. هناك العدد من أنواع البكتيريا التي يمكن أن تسبب ذلك، وتنتشر إلى السحايا من المناطق المجاورة في الجسم عندما يصاب طفل بما يلي:

• عدوى خطيرة في الأذن أو الجيوب الأنفية 
• زراعة قوقعة 
• كسر في الجمجمة 
• جراحة في الدماغ 

التهاب الفيروسي 

هذا النوع أكثر شيوعاً ولكنه الأقل خطورة. العديد من الفيروسات المسببة لهذا النوع شائعة، مثل تلك التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا والإسهال. ويمكنك أيضاً قراءة هذه المقالة 

التهاب فطري

عادة ما يرتبط هذا النوع بالمرضى الذين يعانون من ضعف المناعة (فيروس نقص المناعة البشرية، والمرضى المصابين بالسرطان) 

ما هي أعراض التهاب السحايا عند الأطفال؟ 

تختلف أعراض التهاب السحايا عند الأطفال حسب عمر الطفل وسببه، ولكن كلا النوعان غالباً ما يسببان نفس الأعراض. تبدأ الأعراض الأولى بسرعة أو بعد عدة أيام من إصابة الطفل بنزلة برد أو قيء أو إسهال أو أي عدوى أخرى. 

تشمل أعراض التهاب السحايا عند الأطفال ما يلي:

• صداع                              
• حمى 
• غثيان 
• صعوبة في التركيز
• خدر في الوجه
• حساسية للضوء
• تصلب في الرقبة 
• نقص الشهية 
• قلة العطش
• ضعف في الطاقة 
• دوار 

أعراض التهاب السحايا عند الأطفال الرضع:

• النعاس  فيصعب إيقاظ الطفل
• نقص الشهية 
• انتفاخ في منطقة اليافوخ وهي المنطقة الناعمة أعلى رأس الطفل 
• قد يكون من الصعب تهدئة الطفل حتى بهزه 
• صراخ أعلى نبرة من المعتاد ويزداد عند حمل الطفل 
• ارتفاع درجة الحرارة 
• خمول الطفل 

ومن أعراض التهاب السحايا عند الأطفال في بعض الحالات ظهور الطفح الجلدي والذي يشبه وخز الدبوس الصغير على الجلد، وقد يتطور ليصبح على هيئة بقع حمراء أو أرجوانية، أشبه بالكدمات. قد يكون من الصعب اكتشاف الطفح الجلدي على أصحاب البشرة الداكنة، لذا يتم فحص المناطق الشاحبة مثل: راحة اليد، وأخمص القدم، والبطن، وسقف الفم، وباطن الجفن.

عوامل الخطر في الأطفال 

• الأطفال أقل من خمس سنوات 
• الأطفال الذين يعانون من حالات طبية معينة مثل: استئصال الطحال، الفشل الكلوي، السكري
• ضعف الجهاز المناعي 
• فقر الدم المنجلي
• السفر إلى مناطق ينتشر فيها المرض مثل جنوب أفريقيا 
• التجمعات التي ينتشر فيها المرض مثلا داخل المدارس والحضانات 

تشخيص التهاب السحايا عند الأطفال 

يسأل الطبيب عن التاريخ الطبي، وعن بداية ظهور أعراض التهاب السحايا عند الأطفال ، ويقوم بإجراء فحص بدني، يشمل فحص الرقبة للتأكد من عدم وجود تصلباً بها، والبحث عن طفح جلدي.وإذا اشتبه الطبيب في الإصابة سيطلب بعض الاختبارات لتأكيد التشخيص والتي تشمل:

• اختبارات الدم للبحث عن البكتيريا
• تصوير مقطعي أو تصوير بالرنين المغناطيسي للبحث عن تورم أو التهاب 
• البزل الشوكي وفيها تستخدم إبرة لسحب السوائل من حول الحبل الشوكي لمعرفة سبب الالتهاب وكذلك نوع البكتيريا الموجودة 

علاج التهاب السحايا  

يعتمد العلاج على نوع العدوى، يحتاج الالتهاب البكتيري إلى العلاج بالمضادات الحيوية على الفور، وقد يصف الطبيب مضاداً حيوياً واسع المجال، وأيضاً يصف الطبيب أدوية كورتيكوستيرويد لتخفيف الالتهابات، وكذلك بعض السوائل الوريدية لتعويض تلك المفقودة بسبب الحمى وفقدان الشهية.

أما الالتهاب الفيروسي فعادة ما يختفي من تلقاء نفسه دون علاج، فقط قد  يطلب الطبيب الراحة والبقاء في السرير، وشرب السوائل بكثرة، وفي بعض الحالات قد يعطي الطبيب  المصاب أدوية مضادة للفيروسات مع مسكنات الألم البسيطة. معظم الأطفال في حالة الالتهاب الفيروسي يشعرون بالتحسن في مدة تتراوح من 7 إلى 10 أيام، ويمكنهم البقاء  للتعافي في المنزل، وبعض الحالات النادرة قد تحتاج إلى دخول المستشفى.

مضاعفات التهاب السحايا عند الأطفال

يمكن أن يسبب هذا المرض مضاعفات خطيرة خاصة إذا لم يعالج على الفور، وتشمل المضاعفات المحتملة ما يلي:

• فقدان السمع؛ لذا يجب عمل كشف سمع للطفل بعد الشفاء
• تلف الدماغ أو السكتة الدماغية 
• مشاكل في الذاكرة 
• صعوبة في المشي أو الشلل 
• صعوبة في التعلم
• ضعف في البصر  
• فشل كلوي
• الموت 

هل يمكن الوقاية من التهاب السحايا؟

• التطعيمات

تلعب التطعيمات الروتينية عند الأطفال دوراً هاماً في الوقاية من هذا المرض، وتساعد تطعيمات المكورات الرئوية والحصبة وشلل الأطفال والنكاف أن تحمي الطفل من الالتهاب السحائي الذي تسببه تلك الجراثيم.

وهناك أيضا تطعيمات للوقاية من بكتيريا تسمى المكورات السحائية يجب أن يحصل عليها الطفل عند 11 عام، وجرعة منشطة عند 16 عام.

الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من شهرين إلى 11 عام، يجب أيضا حصولهم علي تطعيم وقائي.

• تجنب العدوى

هناك بعض التعليمات المهمة  للأطفال للوقاية من العدوى منها ما يلي:

• غسل الأيدي باستمرار وبشكل متكرر، خاصة بعد الأكل وبعد استخدام الحمام
• عدم مشاركة الطعام أو الشراب أو أدوات الأكل مع الآخرين
• طتجنب الاتصال المباشر مع الأطفال المرضي في المدارس 

• المضادات الحيوية الوقائية 

في بعض الحالات قد يعطي الطبيب بعض المضادات الحيوية  الوقائية إلى شخص كان على اتصال مباشر بمريض تظهر عليه أعراض التهاب  السحايا للمساعدة في الوقاية من العدوى.

متى يحتاج الطفل إلى زيارة الطبيب؟

يجب أن يحصل الطفل على الرعاية الطبية فوراً إذا ظهرت عليه أعراض التهاب السحايا التالية:

• ارتفاع درجة الحرارة 
• القئ
• الإسهال
• الصداع
• التعب 
• تصلب الرقبة
• الاتصال المباشر بشخص مصاب بالتهاب في السحايا

في ختام هذا المقال، يمكن الاستنتاج أن التهاب السحايا عند الأطفال والرضع هو حالة طبية خطيرة، يجب التعامل معها بحذر وبصورة فورية بمجرد ظهور أعراض التهاب السحايا عند الأطفال ، تعتبر الوقاية والتشخيص المبكر اموراً حاسمة للحد من المضاعفات الخطيرة. 

المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها أن تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المعالج، ذلك بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص.

يجب على القارئ استشارة طبيبه، لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ

كتبته/ د. سارة عبد المعطي

المصادر

 https://kidshealth.org/en/parents/meningitis.html https://www.webmd.com/children/understanding-meningitis-basics 

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK459360/