أضرار أدوية الاكتئاب على المدى البعيد
هل تعلم أن أضرار أدوية الاكتئاب على المدى البعيد قد تشمل زيادة الوزن، مشاكل جنسية، واضطرابات في القلب؟ كيف يمكننا الموازنة بين فوائد هذه الأدوية ومخاطرها المحتملة؟ وما هي الخطوات التي يجب اتباعها لتقليل هذه الآثار الجانبية؟ لمزيد من المعلومات اقرأ المقال التالى.
قبل أن نبدأ في التعرف على أضرار أدوية الاكتئاب على المدى البعيد دعونا أولا نلقي نظرة شاملة على مضادات الاكتئاب لنتعرف عليها عن كثب.
تُعدّ مضادات الاكتئاب من العلاجات الأساسية المستخدمة في تحسين الصحة النفسية، حيث تساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بالاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى،ومن أبرز فوائدها:
تم تصميم مضادات الاكتئاب لتخفيف أعراض الاكتئاب، والقلق، والاضطرابات النفسية الأخرى،ويمكن أن تساعد في تحسين المزاج، وتقليل مشاعر الحزن أو اليأس، وتعزيز الصحة العاطفية بشكل عام.
من خلال إدارة الأعراض بفعالية، يمكن لمضادات الاكتئاب تحسين الأداء اليومي بشكل كبير، مما يسمح للأفراد بممارسة أنشطتهم اليومية، والحفاظ على العلاقات، والسعي لتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم.
خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب حاد، فقد ثبت أن مضادات الاكتئاب تقلل من احتمالية الأفكار والسلوكيات الانتحارية، حيث توفر شبكة أمان حاسمة خلال فترات الضيق الشديد وتدعم الأفراد في مواجهة التحديات الصعبة.
تختلف مدة بدء مفعول أدوية الاكتئاب من شخص لآخر، وتعتمد على نوع الدواء المستخدم، بشكل عام، قد تبدأ بعض مضادات الاكتئاب في إظهار تأثيرها الإيجابي خلال أسبوع إلى أسبوعين من بدء الاستخدام، ولكن قد يستغرق الأمر من 4 إلى 8 أسابيع للوصول إلى الفعالية الكاملة.
ومن المهم الاستمرار في تناول الدواء وفقًا لتوجيهات الطبيب، حتى إذا لم تشعر بتحسن فوري، حيث قد يستغرق الأمر وقتًا حتى يظهر التأثير الكامل،و إذا لم تلاحظ أي تحسن بعد 6 إلى 8 أسابيع، يُنصح بالتحدث مع طبيبك لمراجعة العلاج وإجراء التعديلات اللازمة.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الآثار الجانبية قد تظهر في البداية، لكنها غالبًا ما تتحسن مع مرور الوقت،و إذا كانت هذه الآثار مزعجة أو استمرت لفترة طويلة، يجب استشارة الطبيب للحصول على المشورة المناسبة.
اقرا ايضا
أهم ما يجب معرفته عن كيف ومتى يبدأ مفعول دواء اريبيبرازول
تعمل مضادات الاكتئاب على تغيير بعض العمليات الدقيقة في الدماغ، خاصة تلك المسؤولة عن تنظيم المشاعر والصحة النفسية،وتستهدف هذه الأدوية الناقلات العصبية، وهي مواد كيميائية تساعد خلايا الدماغ على التواصل فيما بينها.
تلعب الناقلات العصبية، مثل الدوبامين والنور إيبينفرين والسيروتونين، دورًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن العاطفي،وتؤثر مضادات الاكتئاب على مدى توافر هذه المواد ونشاطها داخل الدماغ، مما يساعد في تحسين الحالة المزاجية وتخفيف أعراض الاكتئاب.
من المهم معرفة أن ليس كل مضادات الاكتئاب تسبب آثارًا جانبية،ومعظم الآثار الجانبية تحدث تقريبًا على الفور (خلال الأسابيع الأولى من تناول الدواء الجديد)، لكنها غالبًا ما تزول مع مرور الوقت؛ولسوء الحظ فإن التأثيرات العلاجية لمضادات الاكتئاب تتأخر عادةً لعدة أسابيع، مما قد يكون مرهقًا للأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية،وأيضا من المحبط للمرضى أن يعانوا من آثار جانبية بشكل فوري، بينما لا يشعرون بأي تحسن في أعراض الاكتئاب لعدة أسابيع.
وإليك بعض الآثار الجانبية الشائعة لمضادات الاكتئاب:
قد يعاني الرجال من مشاكل مثل تأخر القذف أو ضعف الانتصاب، كما قد يعاني كل من الرجال والنساء من انخفاض الرغبة الجنسية أو صعوبة الوصول إلى النشوة الجنسية.
قد يعاني بعض الأشخاص من جفاف الفم، وانخفاض الشهية، وزيادة أو فقدان الوزن، وقد يعاني آخرون من الغثيان أو الإسهال أو حتى الإمساك.
قد يعاني بعض الأشخاص من الأرق، بينما قد يعاني آخرون من النعاس بسبب الدواء،و قد يشعر البعض بالانفعال العابر أو الانزعاج من الآخرين،كما قد يعاني البعض من الصداع أو الدوخة أو الرعاش.
التعرق وزيادة الكدمات، وفي بعض الحالات النادرة مشاكل النزيف، كما قد يحدث انخفاض في مستويات الصوديوم في الدم، وهو أمر شائع أكثر لدى كبار السن.
في حالات نادرة، قد تحدث نوبات صرع، بالإضافة إلى ذلك، قد تظهر أفكار وسلوكيات انتحارية لدى بعض الأشخاص بعد بدء تناول مضادات الاكتئاب،وإذا حدث ذلك، فمن المهم إبلاغ الطبيب فورًا.
على الرغم من أن مضادات الاكتئاب تلعب دورًا مهمًا في تحسين الصحة النفسية والتخفيف من أعراض الاكتئاب والقلق، إلا أن استخدامها لفترات طويلة قد يكون مصحوبًا ببعض التأثيرات السلبية التي يجب أخذها في الاعتبار،و فهم هذه التأثيرات يساعد المرضى على اتخاذ قرارات واعية بشأن علاجهم والتعامل مع أي مشكلات محتملة بالتعاون مع مقدمي الرعاية الصحية،وإليك بعض أضرارها:
يرتبط استخدام بعض أنواع مضادات الاكتئاب، مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ومثبطات إنزيم مونو أمين أوكسيديز (MAOIs)، بزيادة الوزن على المدى الطويل لذا من الضروري متابعة التغيرات في الوزن والتحدث مع الطبيب حول أي زيادات غير مرغوبة، مما يساعد في وضع خطة مناسبة للحفاظ على الوزن الصحي.
تشير بعض الدراسات إلى احتمال ارتباط الاستخدام المطول لمضادات الاكتئاب بزيادة خطر الإصابة بالسكري،على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه العلاقة، فمن المهم للأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية أن يراقبوا مستويات السكر في الدم بانتظام، خاصة إذا كانوا يعانون من عوامل خطر أخرى.
قد تؤثر مضادات الاكتئاب على الأداء الجنسي، حيث يمكن أن تسبب انخفاضًا في الرغبة الجنسية، صعوبة في الوصول إلى النشوة، أو ضعف الانتصاب لدى الرجال،وفي حال مواجهة مثل هذه المشكلات، يُفضل استشارة الطبيب لمناقشة الحلول الممكنة، مثل تعديل الجرعة أو تغيير نوع الدواء.
في بعض الحالات، وخاصة بين الشباب، قد تزيد مضادات الاكتئاب من خطر ظهور الأفكار الانتحارية خلال المراحل الأولى من العلاج، لذلك من الضروري مراقبة أي تغيرات مزاجية غير اعتيادية وإبلاغ الطبيب فورًا بأي مخاوف لضمان التعديل المناسب للعلاج إذا لزم الأمر.
على الرغم من هذه الأضرار المحتملة، تبقى مضادات الاكتئاب أدوات فعالة في تحسين الصحة النفسية عند استخدامها بشكل صحيح وتحت إشراف طبي،لذا من المهم الموازنة بين الفوائد والمخاطر المحتملة، مع الالتزام بالمتابعة الطبية الدورية لضمان تحقيق أفضل النتائج بأقل أضرار أدوية الاكتئاب على المدى البعيد .
تُستخدم مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) بشكل واسع لعلاج الاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى،ورغم فعاليتها إلا أن استخدامها على المدى الطويل قد يرتبط ببعض الآثار الجانبية،فيما يلي بعض الأضرار المحتملة لمثبطات السيروتونين الانتقائية وأضرار أدوية الاكتئاب على المدى البعيد:
نظرًا لاختلاف طريقة عمل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، فإن الآثار الجانبية قد تختلف من دواء لآخر،فبعض الآثار الجانبية قد تختفي بمرور الوقت، بينما قد تستدعي آثار أخرى تغيير الدواء بالتشاور مع الطبيب،كما أن الجرعة تلعب دورًا في ظهور الأعراض، حيث تؤدي الجرعات الأعلى عادةً إلى مزيد من الآثار الجانبية.
بعض الآثار الجانبية الشائعة تشمل:
وهناك آثار جانبية أخرى محتملة تشمل:
تُستخدم مثبطات أكسيداز أحادي الأمين عادةً كخيار علاجي عندما لا تحقق مضادات الاكتئاب الأخرى النتائج المرجوة.
وإليك بعض الآثار الجانبية الشائعة:
وهناك بعض الآثار الجانبية الأقل شيوعًا:
التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب ليس قرارًا بسيطًا، بل يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب لتجنب أي آثار جانبية أو انتكاسة في الحالة النفسية،وتعتمد الإجابة على ما إذا كان يجب التوقف على عدة عوامل، مثل مدة الاستخدام، شدة الحالة، والاستجابة للعلاج.
والآن بعد أن تعرفنا على أضرار أدوية الاكتئاب على المدى البعيد ربما يتساءل البعض متى يجب أن التوقف عن تناولها؟
إذا كانت الحالة النفسية مستقرة لفترة طويلة بعد العلاج،اوبناءً على تقييم الطبيب المختص، الذي يحدد مدى جاهزية المريض للتوقف،أو في حال ظهور آثار جانبية غير محتملة رغم تعديل الجرعة أو تغيير الدواء.
وهناك مخاطر للتوقف المفاجئ قد يؤدي إلى أعراض انسحابية مثل:
إذا قرر الطبيب أن التوقف ممكن، فيجب أن يتم ذلك بالتدريج عبر تقليل الجرعة تدريجيًا على مدى أسابيع أو أشهر، حسب نوع الدواء والجرعة المستخدمة.
يُعتمد استخدام مضادات الاكتئاب طويل الأمد على تقييم الطبيب لحالة المريض، في بعض الحالات قد يُنصح بالاستمرار في تناولها لمدى الحياة أو لعدة سنوات متتالية،وخاصةً إذا تكررت نوبات الاكتئاب أو كانت الأعراض شديدة،أو حدوث اكترمن ٣ نوبات اكتئاب لدى الشخص المصاب أو وجود خطر الانتكاس لدى الشخص وغيرها من الحالات.
كشفت دراسة حديثة من جامعة إيست أنجليا، بتمويل من جمعية الزهايمر، أن بعض مضادات الاكتئاب وأدوية المثانة قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف أى الزهايمر وتركز الدراسة، التي نُشرت في المجلة الطبية البريطانية، على أدوية تُعرف بمضادات الكولين، والتي تؤثر على مادة الأسيتيل كولين في الدماغ،وتُستخدم هذه الأدوية لعلاج الاكتئاب، وسلس البول، ومرض باركنسون، حساسية القش، ودوار السفر.
اعتمدت الدراسة على تحليل السجلات الطبية لأكثر من 300,000 شخص فوق سن 65، وأكدت وجود ارتباط بين استخدام هذه الأدوية وزيادة خطر الخرف(الزهايمر)، مما يبرز أهمية توخي الحذر عند وصفها للمرضى كبار السن.
تُستخدم الأدوية النفسية لعلاج اضطرابات الصحة العقلية، وقد تكون ضرورية لتحسين جودة الحياة، ومع ذلك قد يرتبط استخدامها على المدى الطويل ببعض الآثار الجانبية ما يعنى أضرار أدوية الاكتئاب على المدى البعيد والتي تختلف باختلاف نوع الدواء والفرد.
بشكل عام، تعمل مضادات الاكتئاب على تغيير طريقة استخدام الدماغ لبعض المواد الكيميائية (تُعرف بالناقلات العصبية) لتنظيم المزاج والسلوك بشكل أفضل، وبشكل أكثر تحديدًا تؤثر على نقل الإشارات العصبية التي تشمل السيروتونين، والنورابينفرين، وأحيانًا الدوبامين،و وتختلف أنواع مضادات الاكتئاب في طريقة عملها لتحقيق هذا التأثير.
كما تُظهر الدراسات أن مضادات الاكتئاب تحفز اللدونة العصبية، وهي عملية يتمكن فيها الدماغ من تعديل بنيته ووظائفه استجابةً للتغيرات.
لا شك عزيزي القارئ أن أضرار أدوية الاكتئاب على المدى البعيد تستدعي الانتباه والمتابعة الطبية المستمرة، فبينما تساهم هذه الأدوية في تحسين الحالة المزاجية، قد يترتب على استخدامها لفترات طويلة آثار جانبية تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية، لذامن المهم الموازنة بين الفوائد والمخاطر، واستكشاف العلاجات التكميلية مثل الدعم النفسي وتعديل نمط الحياة.
كتبته د فاطمة عبد الرحمن