أسهل طرق للتغلب على النوم المتقطع عند الرضع 
2 مارس، 2023
الخانوق عند الأطفال | ما هو وكيف ينتقل وما طرق الوقاية منه؟
6 مارس، 2023

فيروس ماربورج ما هو؟ وما علاقته بمرض الإيبولا؟

ربما لم تسمع بهذا الاسم من قبل، حسنًا فهو فيروس نادر ولكنه خطير؛ فهو يسبب حمى نزفية شديدة تهدد حياة المصاب في وقت قصير قد تودي بحياته! هيا نتعرف بعض المعلومات عن فيروس ماربورج Marburg virus ويرمز له بالاختصار (MVD).

ما هو فيروس ماربورج؟

ينتمي فيروس ماربورج لعائلة الفيروسات الخيطية (filovirus family)، فهو-جينيًا- فيروس الحمض  النووي الريبي  RNA virus. كما أنه فيروس حيواني المنشأ zoonotic.

تاريخ الفيروس 

اكتُشف لأول مرة عام 1967، عندما تفشت الحمى النزفية في عدد من البلدان الأوروبية مثل: ألمانيا وماربورج –وسمّي الفيروس باسمها- وفرانكفورت وبلجراد ويوغوسلافيا. كانت الإصابات –في البداية- بين العاملين بالمختبرات ثم تبعها أفراد من الأطقم الطبية ثم تفشى المرض بين العائلات. وذكر أن السبب في تفشي الفيروس –استخدام نسانيس أفريقية لأغراض معملية استوردت من أوغندا. وعلى ذلك فإن موطن الفيروس الأصلي أفريقيا، حيث تبين فيما بعد ظهور إصابات متفرقة ببلدان أفريقية مثل أنجولا، والكنغو، كينيا، وجنوب أفريقيا، وأوغندا.

وفي عام 1975 ظهر حالة مصابة بالفيروس في زمبابوي، ثم في عام 1980 ظهر في كينيا. أما فاشية الكنغو فهي أول فاشية كبرى للفيروس حيث أصيب حوالي 154 شخص وتوفى منها 128 وهو معدل إماتة مرعب بلغ 83% وذلك في عام 2000.

عاد مرة أخرى ولكن في أنجولا عام 2005 حيث ارتفع عدد الحالات –تلك المرة- ليناهز 370 حالة أدت إلى وفاة 329 حالة. لا زال معدل الإماتة مرتفعًا ارتفاعًا مخيفًا.

العائل (Host)

ذكرت أن الفيروس  حيواني المنشأ؛ هذا يعني أنه لابد من مضيف مستودع (حيوان) لينقل العدوى للإنسان.

 وكان خفاش الفاكهة الأفريقي(المصري) Rousettus aegyptiacus هو العائل الوسيط للفيروس. ورغم إن الخفافيش المصابة بفيروس ماربورج لا تظهر –عادة- أي أعراض، إلا أنه يسبب حالة مرضية قاتلة في الرئيسيات والتي تشمل الإنسان. كما تبين أن القردة يمكنها نقل العدوى أيضًا للإنسان.

طرق انتقال العدوى Routes of transmission

لم يتعرف العلماء حتى الآن متى بدأ انتقال المرض من الحيوان للإنسان ليصبح مرضًا معديًا ينتقل من شخص لآخر. ولكنهم توصلوا لكيفية انتقاله.

ينتقل فيروس ماربورج عبر الاتصال المباشر بين الأشخاص مثل 

  • لمس الجلد المصاب وكذلك الأغشية المخاطية للعين والأنف والفم لشخص مصاب 
  • دم شخص مصاب وكذلك سوائل الجسم الأخرى كاللعاب، ولبن الأم (الرضاعة)، والمنيّ
  • أغراض شخصية ملوثة بدم شخص مصاب أو سوائل جسمه

ولذلك فإنه سرعان ما ينتشر بين مقدمي الرعاية الصحية من الأطباء والتمريض وغيرهم.

الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بفيروس ماربورج

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بفيروس ماربورج هم الذين في اتصال وثيق مع خفافيش الفاكهة الإفريقية أو إفرازاتهم. مثل زائري الكهوف والمناجم التي تصادف وجود الخفافيش بها حيث تعتبر هي ملاذهم. كذلك المخالطون لحالات مصابة لفترة طويلة. 

تشيع الإصابة بين مقدمي الرعاية الصحية من الأطباء البشريين والبيطريين أيضًا وكذلك العاملين بالمختبرات.

أعراض الإصابة بفيروس ماربورج

تبدأ الأعراض في الظهور بعد مرور فترة الحضانة والتي تتراوح بين (3- 9 أيام). تبدأ الأعراض بحمى مفاجئة مصحوبة برجفة، وصداع، وآلام بالعضلات.

بعد مرورأيام قلائل وتحديدًا في اليوم الخامس يظهر الطفح الجلدي، ويظهر فقط على جلد الصدر والظهر والبطن. قد يعاني المصاب بعثيان وقيء وإسهال، بالإضافة إلى ألم بالصدر، والحلق، والبطن.

تتفاقم الحالة المرضية، وقد يبلغ الأمر لظهور الصفراء، والإصابة بالتهاب البنكرياس، وفقدان شديد بالوزن، ثم فشل بالكبد. يشعر المريض بالهذيان وهو عرض يسبق الصدمة.
وتنشأ الصدمة نتيجة النزف الهائل يعقبه فشل بأعضاء متعددة.

التشخيص Diagnosis

إكلينيكيًا: لا يمكن تحديد أعراض مميزة للإصابة بفيروس ماربورج دون غيره من مسببات حمى النزف.

معمليًا: من خلال الفحوصات التالية:

  • مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم (ELISA)
  • تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)

علاج فيروس ماربورج

لا يوجد علاج محدد لفيروس ماربورج، بل يقتصر فقط على تقديم العلاج الداعم من قِبل المستشفى، ويتمثل في:

  • تعويض الجسم ما يلزمه من سوائل وأملاح
  • الحفاظ على مستوى الأكسجين
  • متابعة ضغط الدم
  • تعويض الدم الذي فقد جراء النزف الشديد
  • معالجة العدوى  البكتيرية المحتملة

الوقاية من فيروس ماربورج

لم تتخذ إجراءات وقائية أو مناعية محددة –خاصة بالفيروس نفسه- فيقتصر الأمر على تجنب مخالطة خفافيش الفاكهة الأفريقية والأماكن التي تتواجد بها. كما يجب تجنب مخالطة المصابين بالفيروس.

اتباع التدابير الاحترازية الآتية، قد يمنع الإصابة بالفيروس أو يقلل خطر الإصابة:

  • ارتداء العباءات الواقية
  • الحرص على استخدام القفازات والكمامات
  • عزل المصابين
  • تعقيم وتطهير الأماكن والأغراض، والتخلص من فوارغ الأدوية والحقن وخلافه بطريقة آمنة
  • نشر الوعي بين الناس والتثقيف الصحي للتدابير الاحترازية

نبذة عن فيروس الإيبولا

اسمه فيروس إيبولا زائير Zaire ebolavirus المعروف باسم فيروس إيبولا. وهو فيروس مسبب للحمى النزفية. منشأ الفيروس غرب أفريقيا الكنغو(زائير) تحديدًا، وأطلق عليه اسم إيبولا نسبة لنهر إيبولا القريب من الكنغو. يتبع فصيلة الفيروسات الخيطية مثل فيروس ماربورج. كما أنه ينتقل عبر الحيوانات –الخفافيش غالبًا- وحيوانات أخرى. توصل العلماء إلى مصل ضد فيروس إيبولا عام 2016 وأثبت فعاليته 70- 100%. لا يوجد علاج محدد لفيروس الإيبولا، ولكن توصل الباحثون إلى أن بعض مضادات الفيروسات أظهرت فعالية ضده.

علاقة فيروس ماربورج بمرض الإيبولا

قد يحدث خلط بين فيروس ماربورج والإيبولا الأشهر والذي ألفنا ذكره  ويتردد على أسماعنا بين الفينة والأخرى، والحقيقة أن الإيبولا فيروس منفصل تمامًا عن فيروس ماربورج. كلا الفيروسين لهما الأعراض ذاتها وكذلك يتبعان الفصيلة الفيروسة نفسها (الفصيلة الخيطية). 

تتشابه أعراض كليهما تمامًا، كما أن كليهما نادر. وكلا الفيروسين قادران على التسبب بأعراض ومضاعفات نزفية خطيرة شديدة الفتك.

الفرق بين فيروس ماربورج والإيبولا

  • فيروس إيبولا ينتشر أسرع
  • لا يوجد مصل لفيروس ماربورج بينما يوجد مصل للإيبولا
  • بنية كليهما متشابهة ولكن تختلف في الطول حيث إن فيروس الإيبولا أطول قليلًا من فيروس ماربورج
  • يختلفان في القدرة على الاستضاد Antigenicity

حقائق هامة عن فيروس ماربورج (ملخص)

  1. فيروس ماربورج حيواني المنشأ
  2. ينتقل عبر خفافيش الفاكهة الأفريقية (العائل الرئيس)
  3. يتكاثر الفيروس عقب دخوله خلايا العائل من خلال الالتصاق ثم حدوث ابتلاع خلوي للفيروس، ثم التحام
  4. فيروس نادر يتبع فصيلة الفيروسات الخيطية
  5. ينتج عن الإصابة بالفيروس حمى نزفية شديدة وطفح جلدي، وهوشديد الفتك
  6.  تنتقل العدوى للإنسان عبر مخالطة الحيوانات المصابة أو إفرازاتهم
  7. كما ينتقل من شخص لآخر جراء المخالطة لفترة طويلة لشخص مصاب أو لأغراض شخص مصاب
  8. يمكن انتقال العدوى عبر لمس الطفح الجلدي كما أنه ينتقل عبر الدم وسوائل الجسم المختلفة أيضًا
  9. يبدأ بحمى شديدة ثم يظهر الطفح الجلدي بعدها بأيام ثم تتدهور حالة المريض لتصل إلى فشل متعدد الأعضاء وصدمة ثم الوفاة
  10. لا علاج محدد له كما أن ليس له مصلًا ضده
  11. تعتمد خطة العلاج على تعويض ما يفقد الجسم من سوائل ودم أيضًا 

المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها ان تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المختص. بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص يجب على القارئ استشارة طبيبه لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ.

كتبته: أميرة سامي أبوالوفا

اقرأ أيضًا:

جدري القرود | المرض المرعب بين الحقيقة و التهويل

الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية | سؤال و جواب