وهو مرض يصيب الأطفال ويسمى “Croup” أو acute laryngotracheitis التهاب الحنجرة والرغامي، ويسبب سعالًا له صفة مميزة -يشبه النباح- وهو مرض غير خطير ويمكن تلقي علاجه في البيت، ويستمد المرض أهميته لكوْنه يصيب الجهاز التنفسي.
إن مرض الخانوق عند الأطفال أحد الأمراض المعدية؛ لذا فلابد من حدوث عدوى ميكروبية، وهذا المرض فيروسي يسببه فيروس نظير الإنفلونزا (Para Influenza virus).
يصل الفيروس أولًا إلى الأنف أو البلعوم الأنفي Naso pharynx، ثم ينتشر إلى الحنجرة ثم إلى القصبة الهوائية ومنها قد يصل إلى الشعب الهوائية.
ينشأ التهاب وتورم بالحنجرة -خاصة بمنطقة أسفل الحنجرة- والقصبة الهوائية كذلك، خاصة بجانب الغضروف الحلقي Cricoid Cartilage.
ينتج عن التورمات ضيق في مجرى التنفس يؤدي إلى قلة تدفق الهواء، ينشب عنه السعال النباحي المشهور، قد تنطلق إفرازات مخاطية لتسد معظم تجويف القصبة الهوائية.
تورم الحنجرة ينشأ عنه قلة حركة الأحبال الصوتية مما ينتج عنه بحة أو تغيير في الصوت.
إن مرض الخانوق أحد الأمراض المعدية Infectious diseases وتحديدًا فيروسي. يعتبر فيروسات نظائر الإنفلونزا Para Influenza viruses هي المسؤولة عن حدوث المرض. فيروسات نظائر الإنفلونزا لها أنواع متعددة 1،2،3 هم من يسببون الخانوق عند الأطفال في الغالب، حيث يكون فيروسي نظائر الإنفلونزا من نوع 1,2 هما المسببان الرئيسان للإصابة، وهما مسؤولان عن نشوء الأعراض التنفسية المعتادة من سعال وبحة بالصوت.
ويكون النوع الثالث من فيروسات نظائر الإنفلونزا المسؤول عن الأعراض التنفسية السفلية كحدوث التهاب رئوي مثلًا. وهناك فيروسات أخرى قد تسبب الخانوق أيضًا مثل: الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، والأدينوفيروس، والإيكوفيروس، و الكورونا، والإنتيروفيروس، وفيروس الإنفلونزا أ، ب، ولكن تقل نسبة إصابتهم كثيرًا عن فيروسات نظائر الإنفلونزا.
تنشأ الإصابة بالفيروس عند دخوله مجرى التنفس عبر استنشاق الرذاذ المحمل به، نتيجة عطاس أو سعال أحد المصابين.
وكذلك عند لمس الطفل لأسطح ملوثة، ثم يلمس -الطفل- أنفه، أو عينه، أو فمه.
وهي فيروسات الحمض النووي الريبي أحادية السلسلة والمغلفة. ترتبط الفيروسات بالنسيج الطلائي للجهاز التنفسي وتنمو وتتكاثر ومن ثم تبدأ الأعراض.
قد تسبب فيروسات نظائر الإنفلونزا Para Influenza virus التهاب الحلق ، والتهابات الأذن الوسطى، والتهاب الغدة النكافية، والتهاب ملتحمة العين، والخانوق، الالتهاب الرئوي.
إن مرض الخانوق Croup الأكثر شيوعًا لإصابة الأطفال بالاختناق، ويصيب الأطفال حتى عمر ٣ سنوات، إلا أنه قد يصيب من هم أكبر عمرًا ولكن بنسبة قليلة. ترتفع الإصابة بين الذكور قليلًا عن الإناث.
الأطفال من عمر 6 شهور إلى 3 سنوات -الأكثر عرضة للإصابة، بسبب صغر ممرات التنفس، ولذلك يندر الإصابة بمرض الخانوق في الأطفال أكبر من 3 سنوات.
تبدأ بأعراض نزلة برد عادية من رشح الأنف وسيلانه وحمى طفيفة، وسعال ثم تتطور إلى:
تنتهي الأعراض بعد ذلك مع العلاج أو بدونه. ولكن ينبغي توخي الحذر إذا استمرت الأعراض أو زادت حدتها بعد ذلك 5 أيام، عندئذ يلزم الإسراع إلى أقرب مستشفى!
الأنف أو الفم وقد تصل إلى الأظافر
يسهل تشخيص الخانوق عند الأطفال، فالطبيب يمكنه التعرف على الحالة المرضية بسهولة. لا يلزم فحوصات أو تحاليل للكشف عن المرض.
قد يلزم في بعض الحالات إجراء تصوير بالأشعة السينية على الصدر لتأكيد التشخيص، أو إجراء منظار الحنجرة – نادرًا ما يطلب ذلك- لأن الخانوق عند الأطفال مرض إكلينيكي يُشخص بالأعراض، والعلامات، ويعتمد على أخذ تاريخ مرضي كامل ودقيق.
لوحظت علامة مميزة في تصوير الأشعة السينية على منطقة الحنجرة في بعض الأطفال، وهي مميزة للخانوق دون غيره، حيث تظهر علامة “Steeple sign” علامة برج الكنيسة وهي تشبه سن القلم الرصاص الرفيع، وهذه العلامة تشير إلى ضيق المنطقة أسفل الحنجرة Subglottic Narrowing، وتظهر العلامة في 50% من الحالات.
يمكن الكشف عن الفيروس باستخدام مسحات الأنف أو البلعوم الأنفي لتحديد نوع الفيروس، كما قد يطلب فحوصات بالدم مثل صورة دم كاملة أو عد كرات الدم البيضاء؛ لتظهر ارتفاعًا في إحداها وهي الخلايا الليمفاوية Lymphocytosis. ولا يصح اعتماد نتائج فحوصات الدم لإثبات التشخيص أو نفيه، بل هي ترجح فقط الإصابة.
تعتمد خطة على العلاج على مدى شدة المرض، و غالبًا ما يكون الأمر يسيرًا، فيلزم المريض منزله، ويتلقى علاجه.
يتمثل العلاج في:
وهو مضاد للالتهاب، يقلل التورمات في مجرى التنفس، فتقل الأعراض سريعًا، بل تتلاشى أيضًا!
إذا تفاقمت الحالة لتصل إلى الاختناق وصعوبة التنفس الشديدة، فجلسات الأدرينالين الحل الأمثل، وهي ذات تأثير قوي وسريع، ولكنه سرعان ما يتلاشى.
حيث يقدم الطبيب المعالج بعض النصائح الهامة للتعامل مع المرض أثناء فترة العلاج المنزلي:
لا يوجد مصل ضد الخانوق أو فيروسات نظائر الإنفلونزا حتى الآن.
احرص على تحصين طفلك ضد العدوى التنفسية مثل الديفتيريا، وبكتيريا الإنفلونزا من النوع ب، وغيرهما، فهي تحمي طفلك من الإصابة بأمراض خطيرة.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها ان تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المختص. بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص يجب على القارئ استشارة طبيبه لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ.
كتبته: د أميرة سامي أبوالوفا
اقرأ أيضًا:
فيروس ماربورج ما هو؟ وما علاقته بمرض الإيبولا؟
12 حالة تخبرك متى يكون الصداع خطيراً | تعرف على أسباب الصداع وأنواعه عند الكبار والحوامل والأطفال