لعلك تسمع دائماً أن البروتين الحيواني ، بجودته العالية من البروتين ، متفوقًا على البروتين النباتي لبناء كتلة العضلات بالجسم. ومن ناحية أخرى ، يُشجع أخصائيو الرعاية الصحية على استبدال البروتين الحيواني ، وخاصة اللحوم الحمراء ، بالبروتين النباتي للمساعدة في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. حينها تتساءل أيهما أفضل البروتين النباتي أم الحيواني

ما هي البروتينات؟

البروتينات هي جزيئات كبيرة ومعقدة تتكون من مئات أو آلاف الوحدات الأصغر التي تسمى الأحماض الأمينية ، والتي ترتبط ببعضها البعض في سلاسل طويلة. هناك 20 نوعًا مختلفًا من الأحماض الأمينية التي يمكن دمجها لصنع بروتين. يحدد تسلسل الأحماض الأمينية البنية الفريدة ثلاثية الأبعاد لكل بروتين ووظيفته المحددة.

 وظائف البروتين بالجسم

الحفاظ على كتلة العضلات هو توازن ديناميكي بين تخليق البروتين العضلي (MPS) وانهيار بروتين العضلات (MPB). يحدث اكتساب العضلات فقط عندما يتجاوز معدل التخليق معدل تدهور البروتين (أي توازن البروتين الصافي الإيجابي). وهذا التوازن يتحقق بتناول البروتين الغذائي. ولكن البروتين النباتي أم الحيواني ؟ وظائف البروتين بالجسم هامة ومتعددة ومنها:

صناعة الأجسام المضادة

ترتبط الأجسام المضادة ببعض الجزيئات الغريبة التي تهاجم الجسم ( كالفيروسات والبكتيريا) ، للمساعدة في حماية الجسم مثل الغلوبولين المناعي جي  (IgG).

صناعة الإنزيمات

تلعب الإنزيمات دوراً هاماً بالجسم حيث تشارك  في آلاف التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الخلايا. كما أنها تساعد في تكوين جزيئات جديدة من خلال قراءة المعلومات الجينية المخزنة على الحمض النووي.

صناعة الرسول ( الناقل)

وهي التي تنقل الإشارات  بين الخلايا والأنسجة والأعضاء المختلفة لتنسيق العمليات البيولوجية  مثل بعض الهرمونات كهرمون النمو.

النقل / التخزين

ترتبط هذه البروتينات ببعض الذرات والجزيئات الصغيرة لتحملها وتخزينها داخل الخلايا في جميع أنحاء الجسم. (مثل الفيريتين)

المكون الهيكلي

العضلات الهيكلية بجسم الإنسان تدعم الاستقرار البدني وتمكنه من الحركة. كما أن لها دور مهم بالتمثيل الغذائي حيث توفر الأحماض الأمينية التي تحصل عليها (سواء من البروتين النباتي أم الحيواني)  بعد عملية الامتصاص بناء الأنسجة وصيانتها كما تعمل كموقع امتصاص الجلوكوز وتخزينه. أيضا تقوم هذه البروتينات بتكوين هيكل الخلية ودعمها. (مثل بروتين الأكتين)

البروتين النباتي أم الحيواني

تختلف جودة البروتين حسب تكوينه وتعتمد جودته على تكوين الأحماض الأمينية بالإضافة إلى قابليته للهضم والامتصاص وقدرة الجسم على الإستفادة منه لتلبية احتياجاته.

ما يحتاجه الجسم بالفعل من البروتين والأحماض الأمينية 20 وحدة مختلفة. يصنع الجسم بعضها ، لكن يجب أن تحصل على تسعة من نظامك الغذائي. هذه تسمى الأحماض الأمينية الأساسية ( EAAs)

 جودة البروتين ومصادره

يعتبر البروتين الحيواني “عالي الجودة” لأنه يتم هضمه جيداً وغني بجميع الأحماض الأمينية الأساسية (EAAs) بكميات كافية حيث تحفز الأحماض الأمينية الأساسية تصنيع البروتين العضلي MPS .

توفر البروتينات الكاملة جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة. 

تشمل مصادر البروتين الكامل: منتجات الألبان، والدواجن، ولحم البقر، والبيض.

 معظم مصادر البروتين النباتية مصادر غير مكتملة للبروتين ، بما في ذلك فول الصويا ، حيث لا يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية الكافية EAAs لتخليق العضلات . قد يؤدي هذا النقص النسبي في الأحماض الأمينية الأساسية في البروتين النباتي إلى توجيه الأحماض الأمينية نحو تصنيع اليوريا ، بدلاً من بناء العضلات . بالإضافة إلى ذلك ، يكون البروتين النباتي عمومًا أقل قابلية للهضم من البروتين الحيواني على الأرجح بسبب الاختلافات في بنية البروتين. ومع ذلك ، يمكنك الحصول على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي تحتاجها من الأطعمة النباتية ، طالما أنك تأكل مجموعة متنوعة منها. مصادر البروتين النباتي هي: المكسرات، والبذور كبذور الشيا وكل الحبوب، والبقوليات مثل الفول والبازلاء والعدس، والخضروات.

وهناك فوائد ومخاوف من كلا النوعين (البروتين النباتي أم الحيواني) . لكن الحميات الغذائية التي تعتمد في الغالب على النباتات للحصول على البروتين ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والوفاة .

 فوائد البروتين النباتي أم الحيواني؟

البروتين النباتي

يوفر البروتين النباتي الكثير من العناصر الغذائية والألياف ومضادات الأكسدة التي يمكن أن تحسن صحتك العامة. وفي ذات الوقت معدل الكوليسترول منخفض مما يوفر مصدر غذائي غير مُكلف له العديد من الفوائد مثل:

• مصدر رخيص ومتجدد للبروتين؛ لذا اعتمدت عليه منظمات عديدة كحل لسوء التغذية والأنيميا والمجاعات في الدول النامية.

• الحماية من أمراض القلب. 

وجدت مراجعة لثماني دراسات أن الأشخاص الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا نباتيًا كانوا أقل عرضة بنسبة 30 ٪ للوفاة من أمراض القلب مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا اللحوم. النظم الغذائية النباتية تحتوي على نسبة أقل من الدهون المشبعة والحديد والهرمونات.

• الحماية من السرطان. 

سواء كان البروتين النباتي أم الحيواني فإن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة النباتية يقلل من خطر الإصابة بالسرطان. المواد الكيميائية النباتية هي مواد موجودة في النباتات قد تساعد في الوقاية من السرطان. يمكن أن تساعدك الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف أيضًا على التحكم في وزنك وحماية صحة أمعائك. السمنة عامل خطر للعديد من الأمراض.

• الحماية من السكتة الدماغية. 

قد يقلل النظام الغذائي الصحي من خطر الإصابة بسكتة دماغية بنسبة 10٪. يتكون النظام الغذائي الصحي من الكثير من الخضر الورقية والحبوب الكاملة والفول وقليل من الحبوب المكررة والسكريات المضافة.

• الحماية من مرض السكري النوع الثاني. 

الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا لديهم مستويات أقل عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون البروتين الحيواني. الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا هم أيضًا أقل عرضة لزيادة الوزن. ولكن حتى إذا لم يقل الوزن مع النظام النباتي؛ يظل الشخص أقل عرضة للإصابة بمرض السكري النوع الثاني.

مخاوف خاصة بشأن النظام الغذائي النباتي

إذا اخترت بين البروتين النباتي أم الحيواني واخترت النباتي فعليك أن تدرك أنه للحصول على فوائد النظام الغذائي النباتي ، تحتاج إلى تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية الصحية. النظام الغذائي النباتي الذي يتضمن الكثير من الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة لن يوفر التغذية التي تحتاجها. في النظام الغذائي النباتي ، تحتاج إلى التأكد من حصولك على ما يكفي من الزنك وفيتامين ب 12 والبروتين والكالسيوم وفيتامين د.

للحصول على التغذية التي تحتاجها في النظام الغذائي النباتي:

• تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية الغنية بالبروتين.
• شرب الحليب النباتي الذي يحتوي على الكالسيوم وفيتامين د.
• تناول الحبوب المدعمة والحبوب الكاملة والفول للحصول على الزنك والحديد.
• استخدم الخميرة الغذائية ، وهي مصدر ممتاز لفيتامين ب 12.
• تناول الكثير من الخضار الورقية الداكنة للحصول على الكالسيوم.

فوائد البروتين الحيواني

للبروتين الحيواني أيضًا بعض الفوائد الصحية. الأشخاص الذين تناولوا مصادر قليلة الدسم من البروتين الحيواني مثل الدواجن والأسماك بدلاً من اللحوم الحمراء كان لديهم:

• انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
• انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب.
• مخاطر أقل للإصابة بسرطان القولون والمستقيم والمعدة والبنكرياس والبروستاتا.
• تحكم أفضل في الوزن.

عيوب البروتين الحيواني

• البروتين الحيواني مكلف مادياً أكثر من البروتين النباتي.
• يحتوي على نسبة من الدهون المشبعة والكوليسترول.
• قد يحتوي على بقايا الهرمونات والمضادات الحيوية التي تناولها الحيوان قبل ذبحه.

الخلاصة:

سواء كان نظامك الغذائي يعتمد على البروتين النباتي أم الحيواني فالهدف هو الصحة الجيدة والحصول على ما يلزم الجسم من المواد الغذائية ؛ البروتين الحيواني ذو جودة أعلى وهضم أسهل من البروتين النباتي ولكن نسبة عالية من الدهون وبعض الهرمونات ولكن البروتين النباتي يحتوي على الألياف والمعادن ولا يحتوي على هرمونات أو دهون وأيضا تكلفة أقل. لذا فالبعد عن الأطعمة المصنعة والمعدلة وراثياً وتناول البروتينات يضمن للجسم الحصول على الأحماض الأمينية الأساسية اللازمة لبناء العضلات والخلايا ووظائف الأعضاء. 

المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها ان تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المختص. بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص يجب على القارئ استشارة طبيبه لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ.

كتبته

د.أميمة عباس

أقرأ المزيد عن:

الفرق بين البروتين الحيواني والنباتي من حيث بناء العضلات وقوتها

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7926405/