عشبة الجنكة هي نوع من الأعشاب التي استُخدمت على نطاق واسع في الطب الصيني التقليدي لعدة قرون، حيث كانت تستخدم لخصائصها المضادة للالتهاب والأكسدة فساعدت على علاج العديد من الأمراض خاصة المرتبطة بالأوعية الدموية وصحة الدماغ.
هي شجرة صينية الموطن اسمها العلمي (جينكو بيلوبا) و يُطلق عليها أيضًا شجرة كزبرة البئر ( maidenhair ) وتعتبر واحدة من أقدم أنواع الأشجار الحية على وجه الأرض.
تُعرف أوراق ومستخلصات الجنكة بفوائدها الصحية المحتملة. وهذا لأنها تحتوي على مجموعة متنوعة من المركبات والمواد الفعالة التي يُعتقد أن لها خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
تحتوي الجنكة بيلوبا على مجموعة متنوعة من المواد الفعالة التي يعتقد أنها تساهم في فوائدها الصحية المحتملة. بعض المكونات النشطة الرئيسية الموجودة في الجنكة تشمل:
تحتوي الجنكة على مركبات الفلافونويد، وهي نوع من المركبات النباتية ذات خصائص مضادة للأكسدة تساعد في حماية الخلايا من التلف الذي تسببه الجذور الحرة. مركبات الفلافونويد مثل كيرسيتين، وكيمبفيرول، وإيسورهامنيتين.
تحتوي عشبة الجنكة على مركبات فريدة تعرف باسم الجنكوليدات والبيلوباليد. يُعتقد أن هذه التربينويدات لها تأثيرات مختلفة، بما في ذلك خصائص مضادة للالتهابات واقية للأعصاب. ويعتقد أيضًا أن لها تأثيرًا على تدفق الدم ووظيفة الصفائح الدموية.
تحتوي الجنكة بيلوبا أيضًا على أحماض الجنكوليك، والتي من المعروف أن لها خصائص مضادة للالتهابات. ومع ذلك، فهي موجودة بكميات صغيرة وعادة ما تتم إزالتها في مستخلصات الجنكة بيلوبا القياسية بسبب خصائصها المسببة للحساسية المحتملة.
من المهم ملاحظة أن المكونات النشطة في الجنكة بيلوبا يمكن أن تختلف اعتمادًا على عوامل مثل مصدر النبات وطريقة الاستخلاص والمواد المضافة في التركيبة. تُستخدم المستخلصات القياسية بشكل شائع في منتجات الجنكة بيلوبا التجارية لضمان مستويات ثابتة من المركبات النشطة. عادةً ما يتم توحيد هذه المستخلصات بحيث تحتوي على كميات محددة من مركبات الفلافونويد والتيربينويدات.
بعض الفوائد المحتملة المرتبطة بالجنكة تشمل:
يحتوي الجنكة بيلوبا على مركبات مضادة للأكسدة تساعد على معادلة الشوارد الحرة الضارة في الجسم. فتعمل على حماية الخلايا من الإجهاد التأكسدي والضرر الذي يمكن أن يساهم في الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة والشيخوخة.
تُستخدم عشبة الجنكة بيلوبا عادة كعلاج طبيعي للتدهور المعرفي المرتبط بالعمر والاضطرابات العصبية مثل مرض الزهايمر والخرف. يُعتقد أن له تأثيرات وقائية عصبية وقد يساعد في تحسين الذاكرة والوظيفة الإدراكية لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف إدراكي معتدل.
في دراسة أُجريت على الفئران أثبتت أن مستخلص عشبة الجنكة له تأثيرات مثبطة على أوكسيديز أحادي الأمين Monoamine) oxidase) في دماغ الفئران عن طريق تثبيط امتصاص السيروتونين والدوبامين. يحتوي الجنكة أيضًا على أنشطة مثبطة متواضعة لمضادات الكولينستراز، وبالتالي زيادة انتقال الكولين في الدماغ.
غالبًا ما تُستخدم الجنكة بيلوبا لدعم الوظيفة الإدراكية، بما في ذلك الذاكرة والتركيز والوضوح العقلي. ويعتقد أنه يعزز تدفق الدم إلى الدماغ ويعزز صحة الخلايا العصبية. ونتيجة لذلك، يتم تناول مكملات الجنكة بيلوبا بشكل متكرر من قبل الأفراد الذين يتطلعون إلى دعم أدائهم المعرفي.
أثبتت الدراسات على مستخلص عشبة الجنكة أن له خصائص مضادة للأكسدة و مضادة للتخثر، كما أنه يؤدي إلى إطلاق عوامل الاسترخاء الداخلية في بطانة الشرايين مما يؤدي إلى توسيع الشرايين وتقليل ضغط الدم وزيادة التروية للأعضاء وبالتالي تحسين بعض الأمراض مثل:
تم استخدام الجنكة بيلوبا في الطب التقليدي لعلاج أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والحساسية. ويعتقد أن هذا لخصائصها المضادة للالتهابات قد تساعد في تقليل التهاب مجرى الهواء وتحسين الأعراض المرتبطة بهذه الحالات.
في حين أن الجنكة تعتبر آمنة بشكل عام بالنسبة لمعظم الناس عند تناولها بجرعات مناسبة، إلا أنها يمكن أن تسبب آثارًا جانبية معينة لدى بعض الأفراد. فيما يلي بعض الآثار الجانبية المحتملة المرتبطة بالجنكة:
قد يعاني بعض الأشخاص من مشاكل خفيفة في الجهاز الهضمي عند تناول الجنكة، بما في ذلك اضطراب المعدة أو الإسهال أو الإمساك.
ردود الفعل التحسسية من الجنكة بعض الأعراض منها، الطفح الجلدي أو الحكة أو التورم أو صعوبة التنفس. إذا واجهت أي علامات رد فعل تحسسي، فمن المهم التوجه لطوارئ المستشفى فوراً.
قد تسبب الجنكة أحيانًا صداعًا أو دوخة، خاصة عند تناول جرعات عالية. في حالة ظهور هذه الأعراض، ينصح بتقليل الجرعة أو التوقف عن الاستخدام.
يمكن أن تقلل عشبة الجنكة من تراكم الصفائح الدموية مما يسبب سيولة الدم . في حين أن هذا قد يكون مفيدًا لبعض الأفراد، إلا أنه قد يزيد أيضًا من خطر النزيف، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف أو الذين يتناولون أدوية لتخثّر الدم. من المهم توخي الحذر والتشاور مع الطبيب إذا كان لديك أي مخاوف.
في حالات نادرة، ارتبطت الجنكة بالتشنج، خاصة عند الأفراد الذين يعانون من التشنجات مسبقًا. إذا كان لديك تاريخ من النوبات، فمن المهم توخي الحذر.
قد تتفاعل الجنكة مع بعض الأدوية، بما في ذلك مضادات التخثر والأدوية المضادة للصفيحات وبعض مضادات الاكتئاب كما ذُكِر سالفاً. أيضاً تتفاعل العشبة مع بعض علاجات الأمراض الفيروسية مثل (إيفافيرنز). يمكن أن تزيد هذه التفاعلات من خطر النزيف أو فشل العلاج الفيروسي أو الآثار الضارة الأخرى. إذا كنت تتناول أي أدوية، فمن المستحسن استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل البدء في تناول مكملات الجنكة.
اكتسبت عشبة الجنكة شهرتها منذ ملايين السنين لقدرتها على تخفيف الالتهابات وتحسين وظائف الدورة الدموية لما لها من خصائص مضادة للأكسدة والتخثر. وبالتالي المواد الفعالة بالعُشبة أثبتت فعاليتها في تحسين الإدراك ومحاربة الخرف وقصور الدورة الدموية وما يترتب عليها من مشاكل بالدماغ والعين والأذن والأطراف. لكن تبقى مراجعة الطبيب قبل استخدامها ضرورة؛ لما لها من أعراض جانبية أو تفاعلات دوائية قد تضر بصحة مستخدمها.
كتبته/د.أميمة عباس
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها أن تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المعالج، ذلك بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص.
يجب على القارئ استشارة طبيبه، لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ.
المصادر:
1-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK541024/
2-https://go.drugbank.com/drugs/DB01381
3-https://www.webmd.com/vitamins/ai/ingredientmono-333/ginkgo
4-https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/23865865/
اقرأ المزيد عن:
1-عشبة الأشواجندا
2-عشبة القديس يوحنا