تعتمد التغذية الاصطناعية في منظورها على تقديم الدعم الغذائي اليومي إلى المرضى غير الصالحين للتغذية الفموية, وتنقسم التغذية الاصطناعية إلى شقين هما التغذية المعوية والتغذية الوريدية, وتمتلك وجبات التغذية الأنبوبية أفضلية على  التغذية الوريدية؛ من خلال الكفاءة والتكلفة,  واحتمالية انتقال العدوى ومعدلات حدوث ضمور في الجهاز الهضمي.

ما هي أشهر أنواع وجبات التغذية الأنبوبية؟

يصلح استخدام وجبات التغذية الأنبوبية إلى جميع الأعمار, وتلعب بعض العوامل دوراً فعالاً في تحديد نوع الأنبوبة المستخدمة, وأبرزها سبب الاستخدام ومدة الاستخدام, وتصنف أنابيب التغذية بنائاً على أماكن وضعها وأنأدوات المستخدمة.

أنواع أنابيب التغذية وفقاً الى أماكن وضعها

تستطيع أنابيب التغذية إرسال الطعام من خلال الفم أو الأنف أو ارسالها مباشرة الى المعدة من خلال فغر المعدة (gastrostomy) أو الى  ثلثين الأمعاء الدقيقة من خلال فغر الصائم (jejunostomy).

أنابيب المعدة (G Tubes)

يمكنك عند استخدام هذا النوع من الأنابيب تقديم وجبات التغذية الأنبوبية إلى المعدة مباشرة؛ ذلك من خلال قطع جراحي يجريه الطبيب في الجانب العلوي الأيسر من البطن؛ مما يعني تجاوز الفم والأنف نهائياً, وتسمع هذه الطريقة لتناول السوائل والأطعمة والأدوية دون أن يحتاج المريض الى البلع.

أنابيب ( G-J)

تعد من أحد وسائل التغذية الأنبوبية, تتكون من شقين؛  الأول يتواجد في المعدة, الذي يساعد على تنفيس المعدة؛ مما يساهم في التغلب على الألم المصاحب للغازات؛ أما الشق الثاني يتواجد في الأمعاء الدقيقة, وتستطيع من خلال هذه الوسيلة التغذوية إرسال العناصر الغذائية أما الى المعدة أو إلى الأمعاء الدقيقة؛ بنائاً على الحالة الصحية للمعدة والأمعاء الدقيقة.

أنابيب صائمية (jejunal tubes)

تشبه هذه الوسيلة أنابيب المعدة؛ إذ يجري الطبيب قطعاً في جدار البطن؛ لكن يتواجد هذا القطع في موقع أسفل مما يتواجد عليه في أنابيب المعدة؛ حتى تصبح نهاية أنابيب الصائم في الثلث المتوسط من الأمعاء الدقيقة, وتبدو أنابيب الصائم أصغر في الحجم مقارنة بأنابيب المعدة؛ لذلك أن الأدوية السائلة و المسحوقة  فقط هي من لديهما القدرة على المرور من خلالها.

الأنابيب الفموية المعوية ( orogastric tubes)

تمثل أحد أنواع وجبات التغذية الأنبوبية؛ إذ تدخل الجسم من خلال الفم, وتنتهي رحلتها في المعدة مروراً بكلا من الحلقوم والمريء, وينبغي أن لا تتجاوز مدة بقائها داخل الجسم اسبوعين, بعدها تُزال أو تُستبدل بوسيلة أخرى.

الأنابيب الأنفية المعوية ( Nasogastric tubes)

تدخل هذه الوسيلة التغذوية الجسم؛ من خلال الأنف, وينتهي بها المطاف في المعدة؛ مروراً بنفس خطوات الأنابيب الفموية المعدية, من الممكن أن تبقى تلك الوسيلة داخل الجسم من أربعة إلى ستة  أسابيع؛ قبل إزالتها,واستبدالها بوسيلة تغذية أخرى طويلة الأمد. 

الأنابيب الأنفية الصائمية

تتشابه هذه الطريقة التغذوية مع الأنابيب الأنفية المعدية؛ من خلال طريقة  دخولها إلى الجسم؛ لكن تمتد نهايتها إلى ما بعد المعدة تحديداً في منتصف الأمعاء الدقيقة, وتستخدم كوسيلة بديلة للأنابيب الأنفية المعدية في بعض الحالات؛ مثل اللتهاب المعدة؛ مما يساعد على الحد من بعض المضاعفات الخطيرة مثل الالتهاب الرئوي التنفسي الناتج عن القيء المستمر.

تقنية المنظار من خلال الجلد (PEG)

يعد من أحد الوسائل المصرح استخدامها في وجبات التغذية الأنبوبية؛ إذ يستخدم طبيب الجهاز الهضمي أداة مضيئة يطلق عليها منظارا؛ يضع من خلالها الأنبوبة التغذوية سواء كانت معدية أو صائمية؛ من خلال قطع جراحي؛ يجريه الطبيب في موقع وضع الأنبوبة, وتحتوي هذه الوسيلة على كاميرا؛ مما يسهل من مهمة الطبيب في رؤية وتأكيد مكان وضع الأنبوبة.

تصنيف أنابيب التغذية المستخدمة في تقديم وجبات التغذية الأنبوبية حسب الأدوات المستخدمة

لا تنحصر أنواع أنابيب التغذية فقط على مواقع تواجدها داخل الجسم؛ بل يظهر تصنيفاً آخر يضاف إلى هذه الوسيلة؛ الذي يتضمن أنواع الأدوات المستخدمة؛ ذلك ما سوف نسرده في الفقرة التالية, من خلال إعطاء نبذة بسيطة عن كل أداة.

1-الزر

يتواجد الزر في الجزء السفلي من الأنابيب المعدية؛ إذ يصبح مربوطاً بواسطة البالون, ويستلقي على الجلد, ويتحكم هذا الزر في عملية التغذية من خلال فتحه وغلقه, ويتصل ايضاً بوسيلة أخرى؛ هي مجموعة من الأنابيب الصغيرة تحتوي على عدة منافذ؛ وتستطيع من خلالها  أيضا التحكماً في عملية التغذية, من الممكن إزالتها أو تركها متصلة.

2- الثقل

تمثل أحد أنواع وجبات التغذية الأنبوبية؛ إذ تعلق حقيبة الغذاء بخطاف, يتواجد فوق المريض على ارتفاع من اثنين إلى ثلاثة قدم, وتبدأ عملية التغذية من خلال فتح المشبك؛ إذ تنتقل التركيبة الغذائية إلى داخل الأنبوبة بواسطة الجاذبية, عند التأكد من أن الأنبوبة أصبحت فارغة من الهواء؛ ترتبط الأنبوبة بالنافذة حتى نهاية عملية الإطعام.. 

3-المضخة

تشبه في مضمونها  التغذية بالجاذبية؛ لكن يساعد استخدام المضخة على التحكم في معدل التدفق,ويستطيع الطبيب إعطاء نبذة إلى المريض عن كيفية التحكم في معدلات التدفق؛ مما يسهل من مهمة استخدامها من قبل المريض, ويبرز دور وجود المضخة في أنابيب التغذية؛ ذلك لأنها تمثل أحد أنواع  التغذية الأنبوبية المستمرة؛ من خلال إبطاء معدلات التدفق, أيضاً تعد من أبرز الوسائل التي تستخدم في التغذية الأنبوبية السريعة؛ من خلال تسريع معدلات التدفق. 

4-الحقنة

تستخدم هذه الوسيلة في إرسال التركيبة الغذائية إلى الأنبوبة الغذائية من خلال المكبس, ويُعلق هذا المكبس إلى أعلى؛ ذلك الأمر الذي يفرض وجه شبه كبير بين هذه الطريقة وطريقة التغذية بالجاذبية.

5-القطب المتدلى

يعود هذا المصطلح إلى الشق التقليدي المتواجد في أنابيب المعدة أو أنابيب الصائم, الذي يمتد إلى خارج جدار البطن, ويتراوح طوله ما بين اثنين إلى أربعة بوصة؛ ويُثبت هذا القطب في المعدة أو الأمعاء الدقيقة من خلال استخدام البالون الممتلاً بالماء, ويضع الفريق الطبي التركيبة الغذائية نهاية هذا القطب من خلال عدة منافذ مختلفة الحجم.

مضاعفات وجبات التغذية الأنبوبية وطرق علاجها

تظهر بعض المضاعفات عند تطبيق وجبات التغذية الأنبوبية, وسوف تتضمن الفقرة التالية تسليط الضوء على أهم المضاعفات الناتجة عن التغذية الأنبوبية والعمل على معالجتها.

التهابات الفم

لا يستطيع مرضى التغذية الأنبوبية تناول الغذاء من خلال الفم؛ مما يسبب بعض الانعكاسات السلبية على صحة الفم؛ أبرزها جفاف الفم؛ لذلك يصبح العناية بالفم أمراً حتمياً عند مرضى التغذية الأنبوبية, ويعد استخدام منتجات اللعاب الصناعية مثل البخاخات والكريمات من أهم منتجات العناية بالفم, علاوة على مضمضة الفم بالماء.

تقلصات البطن 

يعد انسداد المعدة من أهم مسببات تقلصات البطن؛ لذلك يصبح اتباع بعض التعليمات أمراً هاماً لمنع ظهور هذا العرض , من أبرز تلك التعليمات

• الحرص على منع دخول الهواء إلى أنابيب التغذية.
• فحص وظيفة الأمعاء.
• استخدام بعض العناصر التي تحسن من حركة المعدة.
• تنفس المعدة, ويحدث من خلال ربط حقنة كبيرة نهاية أنبوب التغذية؛ مما يساعد على خروج الهواء من الأنبوب.
• فحص ملائمة وجبات التغذية الأنبوبية, التي تشمل حجم التركيبة وتركيزها ومعدلات تدفقها ومحتواها من الألياف. 
• قياس درجة حرارة التركيبة الغذائية.

القيء وارتجاع المريء

ينبغي أن يتناول المريض وجبات التغذية الأنبوبية هو جالساً مستقيماً او مستلقي على زاوية من ثلاثين إلى خمسة وأربعين درجة؛ حتى يتجنب حدوث تلك الأعراض, في حالة استمرار القئ ننصح اتباع بعض التعليمات؛ أبرزها

• إيقاف التغذية؛ تجنباً لحدوث الجفاف.
• مراجعة التاريخ الدوائي.
• تسجيل بعض البيانات مثل حجم القيء ومعدلات تكراره.
• استخدام الأدوية التي تحد من القيء وارتجاع المريء.

الامساك

تمثل قلة الحركة وقلة تناول السوائل والألياف من أهم الأسباب وراء حدوث الإمساك المصاحب إلى التغذية الأنبوبية, هناك بعض الإرشادات التي في حال تطبيقها قد تحد من حدوث هذا العرض, على رأسها

• تنظيم أنماط حركة المعدة قبل حدوث الإمساك.
• زيادة الحركة.
• الحرص على تناول السوائل
• مراجعة التاريخ المرضي والبحث عن سابقة اضطراب في الجهاز الهضمي.
• الحرص على تناول الألياف.
• مراجعة التاريخ الدوائي, والبحث إذا كان يتناول المريض بعض الأدوية التي تبطئ من حركة المعدة أو تسبب شللاً في عضلات الجهاز الهضمي.

الاسهال

يحدث الإسهال نتيجة إلى عدة عوامل من ضمنها  العدوى واستخدام بعض الأدوية وتحرك أنبوب التغذية من مكانها الطبيعي في المعدة والأمعاء وعدم تحمل بعض العناصر المتواجدة في التركيبة الغذائية, ويمكنك تطبيق بعض التعليمات؛ حتى تتمكن من التغلب على الإسهال أو منع حدوثه, وتتضمن تلك التعليمات الآتي

• تعويض فقد السوائل والأملاح.
• يمكنك عمل مزرعة براز؛ حتى تتمكن من معرفة سبب الإسهال.
• مراقبة إذا كان أي تغير قد طرأ على الخطة الغذائية.
• فحص إذا كانت الأنبوبة تتواجد في موقعها الصحيح.
• معالجة انحشار البراز, الذي قد يزيد من معدل تدفقه.
• عدم استخدام الأدوية التي تزيد من حركة المعدة والأمعاء

شهدت الآونة الأخيرة زيادة في استخدام وجبات التغذية الأنبوبية داخل المستشفيات؛ مما ترتب عليه ظهور تقنيات حديثة؛ أبرزها علاج ارتجاع المريء المصاحب إلى التغذية الأنبوبية؛ من خلال استخدام أنابيب شفط مزدوجة التجويف, ايضاً يمكنك   تركيب أنابيب أنفية معدية دون الاحتياج الى المنظار؛ من خلال استخدام القسطرة المشدودة.

المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها أن تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المعالج، ذلك بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص.

يجب على القارئ استشارة طبيبه، لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ

كتبه د/ محمد تاج الدين

REF1

REF2

REF3

REF4