مرض التوحد عند الكبار
مرض التوحد عند الكبار الأنواع والأعراض وكيفية التعايش معه
31 أغسطس، 2024
هل دواء زيرتك يسبب النعاس
هل دواء زيرتك يسبب النعاس و ما هي أهم المعلومات عنه
11 سبتمبر، 2024

 متلازمة القلب المكسور كيف تؤثر الحالة النفسية على القلب

متلازمة القلب المكسور

متلازمة القلب المكسور

هل سبق ومررت بحادثٍ غير مجرى حياتك؟ هل تلقيت خبراً لم تستطيع تجاوزه؟ بقولٍ آخر، هل كُسِر قلبك من قبل؟

إذا كانت الإجابة نعم، فقد تكون أُصِبت بما يعرف باسم متلازمة القلب المكسور، إنه ليس مصطلحاً مجازياً أو معنوياً فقط، بل إنه مرض عضوي حقيقي يؤثر سلباً على حالة القلب مما يؤكد علاقة الحالة النفسية بصحة الجسد.

اكتشف في هذا المقال حقائق عدة عن تلك الحالة الطبية الغامضة التي تعتبر بمثابة دليل قاطع على علاقة العقل بالقلب وكيف يمكن علاجها والوقاية منها من أجل الحفاظ على صحة القلب.

ما هي متلازمة القلب المكسور؟

متلازمة القلب المكسور

تعرف أيضاً باسم اعتلال القلب الإجهادي أو متلازمة تاكوتسوبو وتسبب تغير في شكل عضلة القلب مع الضعف المفاجئ للبطين الأيسر وعدم القدرة على ضخ الدم.

تم اكتشاف المرض لأول مرة في اليابان عام ١٩٩٠ وسُمي كذلك نسبة إلى “وعاء تاكوتسوبو” المستخدم في صيد الأخطبوط والمعروف بشكله الضيق من الأعلى و المستدير الواسع من الأسفل.

تؤدي متلازمة تاكوتسوبو إلى ضعف البطين الأيسر للقلب وعدم قدرته على ضخ الدم بكفاءة، كما يتغير شكله بحيث يضيق نحو الأعلى ويبدو أوسع وأكثر استدارة من الأسفل، تماماً مثل شكل وعاء تاكوتسوبو الياباني.

تحدث نتيجة الضغط النفسي أو العاطفي أو الجسدي الشديد مثل المرض المفاجئ، التعرض للفقد، التعرض لحادثة شديدة، أو حتى بعد التعرض الكوارث الطبيعية مثل الزلازل.

يُصاب حوالي ٥٠٠٠ شخص بمتلازمة تاكوتسوبو في المملكة المتحدة سنوياً وهو مرض غير وراثي أي لا يتم انتقاله بين الأجيال، وقد تتكرر الإصابة بالمرض في ٤%-١٠% ممن سبقت لهم الإصابة. 

وقد تسمع بعض الأسماء الأخرى التي تدل عليها مثل:

  • اعتلال تاكوتسوبو القلبي
  • اعتلال عضلة القلب الناتج عن التوتر
  • اعتلال عضلة القلب الحاد الناتج عن الإجهاد
  • متلازمة التضخم القمي
  • متلازمة تاكوتسوبو

اقرأ أيضاً عن تمدد الأورطي البطني، أسبابه وعلاجه وكيفية الوقاية منه.

أسباب متلازمة القلب المكسور

لم يُكتشف السبب المحدد للإصابة بعد إلا أنه يُرجع الأطباء أسباب الحدوث إلى اندفاع هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول بشكل عالي والذي يكون بمثابة الصاعقة، مما يضع ضغطاً مفاجئاً على القلب ويسبب حدوث تغيرات في شكل عضلة القلب أو الشرايين التاجية أو كليهما مما يمنع البطين الأيسر من ضخ الدم بكفاءة وتحدث بسبب الضغوط نفسية أو الضغوط الجسدية.

الضغوط النفسية

  • العنف الأسري
  • التعرض لحادث شديد
  • خوض المناقشات الحادة
  • الخسارة المالية الفادحة
  • الخوف الشديد والهلع
  • سماع اخبار مفجعة
  • التحدث أمام الجمهور
  • الفقد غير المتوقع للأحبة أو الحيوانات الأليفة
  • المفاجآت السارة والمحزنة
  • حدوث الكوارث الطبيعية مثل الزلازل
  • الغضب الشديد

الضغوط الجسدية وبعض الأمراض

  • هبوط ضغط الدم المفاجئ
  • نوبات الربو الحادة
  • الإصابة بضيق التنفس
  • الشعور بالألم الشديد
  • السكتة الدماغية
  • انخفاض سكر الدم
  • فقدان كمية كبيرة من الدم
  • الإصابة بالأورام المنتجة للأدرينالين
  • التعرض لمرض خطير أو إجراء عملية جراحية خطيرة

يمكنك قراءة المزيد عن ما هو الربو؟ وكيف يمكن معرفة ما إذا كان الشخص مصابا به.

ما هي أعراض متلازمة القلب المكسور؟

متلازمة القلب المكسور

قد يشعر المريض بنفس أعراض النوبة القلبية المفاجئة بالرغم من أنه لا يعاني مرضاً عضوياً في شرايين القلب التاجية بالإضافة لبعض الأعراض الأخرى مثل:

  • آلام الصدر
  • ضعف البطين الأيسر ( علامة أساسية)
  • ضيق التنفس وخفقان القلب
  • عدم انتظام ضربات القلب
  • التعب و الإجهاد المفاجئ الملحوظ
  • التعرق البارد
  • الإغماء والشعور بالدوار

هل تعلم ما هي أهم أسباب دوار الرأس وكيفية التشخيص وطرق العلاج؟

التشخيص

متلازمة القلب المكسور

قد تتشابه أعراض القلب المكسور مع النوبات القلبية، لذلك يجري الأطباء بعض الفحوصات لاستبعاد احتمال النوبة القلبية مثل:

  • التحاليل الطبية: لقياس نسبة المواد الكيميائية في الدم الناجمة عن تلف القلب.
  • تصوير الأوعية التاجية Coronary Angiogram: للاطمئنان على صحة شرايين القلب والتأكد من عدم انسدادها.
  • مخطط كهربية القلب ECG: للتحقق من معدل ضربات القلب.
  • مخطط صدى القلب Echocardiogram: للكشف على شكل ونمط حركة عضلة القلب
  • مخطط البطين باستخدام الصبغة Ventriculogram: للاطمئنان على شكل وكفاءة البطين الأيسر.
  • الرنين المغناطيسي للقلب MRI: لتصوير القلب بشكل دقيق ومفصل.
  • الأشعة السينية على الصدر

يستطيع الطبيب عن طريق تلك الإجراءات الطبية تحديد ما إذا كنت مصابا بنوبة قلبية أم هي متلازمة تاكوتسوبو.

و يعتبر إجراء تصوير الأوعية التاجية هو القول الفصل الذي يساعد الطبيب في استبعاد احتمال الإصابة بالنوبة القلبية.

يتم تأكيد التشخيص بمتلازمة القلب المكسور في حالة:

  • استبعاد النوبة القلبية عن طريق الفحوصات الطبية والتأكد من عدم انسداد الأوعية التاجية.
  • تغير شكل البطين الأيسر
  • عدم قدرة القلب على ضخ الدم بالكفاءة الطبيعية

ومن ثم يقوم الطبيب بطرح الأسئلة عن الفترة الماضية في حياتك وما إذا تعرضت لازمة نفسية أو مجهود بدني شاق.

الفرق بين متلازمة القلب المكسور والنوبة القلبية

قد يظن مريض متلازمة القلب المكسور أنه يعاني من نوبة قلبية نظراً لتشابه الأعراض بينهما مثل ضيق التنفس وآلام الصدر. 

ولكن يكمن الفرق بينهما في:

  • التأكد من عدم وجود انسداد بالشرايين التاجية
  • عدم حدوث ضرر دائم بالقلب
  • التعافي الأسرع في حالة متلازمة تاكوتسوبو

ما هي أمراض الشرايين التاجية للقلب؟ 

علاج متلازمة القلب المكسور

متلازمة القلب المكسور

لا يوجد علاج محدد حيث تختلف الأسباب بشكل كبير كما يعتمد على حدة الأعراض وما إذا كان يعاني المريض من انخفاض ضغط الدم أو ارتجاع السوائل إلى الرئتين.

كما أنه لا يوجد علاج موحد لجميع مرضى متلازمة تاكوتسوبو، ولكن بشكل عام يوصي الأطباء باستخدام بعض أدوية النوبات القلبية للسيطرة على الأعراض والحفاظ على صحة القلب مثل: 

  • حاصرات مستقبلات بيتا
  • حاصرات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين
  • مدرات البول
  • مسيلات الدم مثل الأسبرين في حالات تصلب الشرايين أو الإصابة بالجلطات أو الرجفان الأذيني.

بالإضافة إلى إمكانية استخدام العلاج طويل المدى عن طريق استخدام حاصرات مستقبلات بيتا منفردة أو حاصرات مستقبلات ألفا وبيتا معا لمدة غير محددة لتقليل تأثير الأدرينالين وهرمونات 

التوتر الأخرى ومن ثم تخفيف حدة الأعراض.

وفي بعض الحالات النادرة، يتطلب الأمر تركيب مضخة بالون داخل الأبهر أو جهاز مساعدة البطين الأيسر من أجل مساعدة القلب في عملية ضخ الدم.

يتعافى المريض في غضون شهرين بعد أن يبدأ الجسم في التكيف والتعامل مع الظروف بشكل أفضل.

الآثار الجانبية للعلاج

قد تحدث بعض الأعراض الجانبية بسبب العلاج مثل:

  • رد فعل تحسسي لمركبات الأدوية
  • تداخلات دوائية مع الأدوية الأخرى التي يستخدمها المريض
  • حدوث النزيف أو تجلط الدم أو العدوى أو السكتة القلبية والدماغ بسبب جهاز مساعدة البطين الأيسر أو مضخة بالون الأبهر.

عوامل الخطر

يمكن لأي شخص الإصابة بتلك الحالة إلا أن وجود بعض العوامل قد تزيد من فرص الإصابة ومن ضمنها:

  • النساء: أثبتت التقارير الطبية أن أكثر من ٩٠% من الحالات المقررة بالاصابة بمتلازمة تاكوتسوبو هم من النساء.
  • زيادة العمر عن ٥٠ عاما: تتراوح أعمار النساء المصابات بالقلب المكسور بين ٥٨ إلى ٧٥ عاما وفقاً للدراسات بالأخص بعد انقطاع الطمث والذي يمكن أن يكون بسبب نقص هرمون الاستروجين الذي يعمل على حماية القلب من أضرار هرمونات التوتر.
  • الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والإحباط
  • الإصابة ببعض الاضطرابات العصبية مثل نوبات الصرع أو السكتة الدماغية

وترجح الأبحاث أن ٥% من النساء المعرضات للإصابة بالنوبات القلبية يعانين بالفعل من القلب المكسور.

المضاعفات

يعتبر حدوث مضاعفات بسبب متلازمة القلب المكسور أنه نادر نسبيا وقليل الحدوث بشكل كبير، ولكنها في الحالة الشديدة تتضمن ما يلي:

  • الوذمة الرئوية أو الاحتقان الرئوي وهو تجمع السوائل داخل الرئتين
  • الإصابة بمتلازمة ارتخاء الصمام الميترالي وهو رجوع الدم داخل القلب
  • انفجار بطين القلب الأيسر
  • انسداد وتعطيل سيلان الدم من البطين الأيسر
  • السكتة القلبية
  • حدوث تجلطات دموية على جدار البطين الأيسر
  • انخفاض شديد في ضغط الدم
  • صدمة قلبية نتيجة الانخفاض الشديد في ضغط الدم
  • عدم انتظام ضربات القلب
  • التغير الدائم في شكل عضلة القلب
  • الشعور بالأعراض بشكل مستمر

ما هي متلازمة ارتخاء الصمام الميترالي، أعراضها وأسبابها وعلاجها؟

هل متلازمة القلب المكسور تسبب الموت؟

المطمئن في الأمر أنه تتحسن معظم حالات اضطرابات وظائف القلب الانقباضية أو حركة جدار البطين الأيسر للقلب  في خلال ٢-٤ أسابيع ويتعافى المريض بشكل كامل في خلال شهرين.

ومع ذلك بعض الحالات تعاني من أعراض مستمرة تشبه أعراض قصور عضلة القلب ولا تسبب الوفاة إلا في حالات نادرة.

الوقاية

متلازمة القلب المكسور

جميع الممارسات التي تؤدي إلى تخفيف التوتر تساعد في الوقاية من الإصابة بالقلب المكسور، على سبيل المثال:

  • الحفاظ على نشاط الجسم: ممارسة الرياضة أو المشي في الهواء الطلق أو تمارين اليوجا
  • اتباع نظام غذائي صحي: للحفاظ على صحة القلب والجسم بشكل عام
  • التحدث للأشخاص المقربين أو المتخصصين في إدارة الأزمات النفسية: يساعد ذلك الإجراء على تفريغ الطاقة السلبية ويعطي فرص لتلقي الدعم اللازم.
  • أخذ قسط كافي من الراحة والاهتمام بجودة النوم
  • التواصل مع المحبين الإيجابيين وتجنب البيئة السلبية
  • القيام بالأنشطة التي تجعلك سعيدا
  • الاستحمام بالماء الدافيء
  • تهيئة بيئة تساعد على الاسترخاء مثل استخدام إضاءة مريحة أو استخدام الشموع ذات الرائحة
  • ممارسة تمارين التنفس

ويعتبر تجنب الضغط النفسي والبدني هو الحل الأمثل للوقاية والعلاج واختفاء الأعراض.

وفي النهاية، علينا جميعا أن نعي مدى تأثير الحالة النفسية والمزاجية على صحة القلب والجسد عامة.

كما أن الابتعاد عن مصادر التوتر وتعلم كيفية إدارة المشاعر والاعتناء بالذات وقت الأزمات والثبات الانفعالي لم يعد أمراً ترفيهيا، بل جميعنا في حاجة لذلك خصوصاً مع انتشار الأمراض والمؤثرات السلبية.

و لكل شخص منا طابعه الخاص ووسائله المميزة التي تجعله يشعر بالراحة والاسترخاء، ابحث عنها داخل نفسك واستمتع بحياتك وتجنب الاصابة بمتلازمة القلب المكسور.

كتبته: تقى مصطفى يس

المصادر