أخطر أنواع السرطان بالترتيب
من بين العديد من أنواع السرطان، هناك ما يُشكل خطرأً إضافياً يودي بحياة الكثيرين مقارنة بأنواع أخرى.
لذلك، يهدف هذا المقال إلى التوعية بأخطر أنواع السرطان بالترتيب بناءً على أحدث الإحصائيات العالمية المعتمدة.
كما يناقش أيضاً معدلات النجاة الخاصة بكل نوع وأهمية الكشف المبكر وأثر ذلك في علاج المرض والتعافي منه و ضرورة زيادة الوعي العام وتعزيز الإجراءات الوقائية، لنصل جميعاً إلى بر الأمان حيث تقل معدلات الإصابة والوفيات الناتجة عن مرض السرطان.
يعتبر السرطان هو أكثر الأمراض التي تودي بحياة البشر، إذ أنه تسبب بوفاة ١٠ ملايين شخصاً في عام ٢٠٢٠ بحسب منظمة الصحة العالمية، مما يعادل وفاة واحدة لكل ٦ وفيات، كما تم تسجيل ٢٠ مليون حالة جديدة في عام ٢٠٢٢، كما يُصاب به حوالي ٤٠٠.٠٠٠ طفا سنوياً.
وبحسب مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، فإن مرض السرطان هو ثاني أكبر سبب للوفاة بعد أمراض القلب في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويُعد سرطان الثدي والرئة والقولون والمستقيم والبروستاتا هم أكثر الأنواع شيوعاً، وبحسب توقعات الصحة العالمية، من المقرر تسجيل ما يزيد عن ٣٥ مليون حالة جديدة مما يعادل ٧٧% زيادة عن ال٢٠ مليون إصابة جديدة في عام ٢٠٢٢.
تُساهم العديد من العوامل في زيادة نسبة الإصابة بالسرطان منها:
هذا وبالإضافة إلى بعض الكائنات الدقيقة المسببة العدوى مثل فيروس الورم الحليمي البشري، التهاب الكبد، جرثومة الملوية البوابية، فيروس العوز المناعي البشري، وغيرهم المسئولين عن ما يقارب ٣٠% من حالات الإصابة بالسرطان.
وعلى الرغم من خطورة مرض السرطان وتزيد أعداد الإصابة به، إلا أن الاكتشاف المبكر للمرض يُساهم في شفاء العديد من الحالات والتعافي منه بشكل كامل.
يحدث مرض السرطان بسبب تحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا ورمية من خلال عدة مراحل، ويرجع ذلك لأسباب عدة منها تفاعل العامل الوراثي للشخص مع عوامل أخرى مثل:
يعتمد تصنيف خطورة أي نوع من أنواع السرطان ووضعه ضمن قائمة أخطر أنواع السرطان بالترتيب على عدة معايير مثل:
ولكن تظل معدلات الوفيات العالمية سنوياً لأى نوع هو المرجع الرئيسي والأكثر مباشرة لتحديد مدى خطورة هذا النوع، هذا وبالإضافة إلى معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بعد اكتشاف المرض باعتباره مؤشراً إضافياً لصعوبة المرض ومدى استجابته للعلاج وفرص التعافي منه.
تتفاوت أنواع السرطان في خطورتها بحسب مدى تسببها للوفاة وصعوبة التشخيص المبكر وقلة معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بعد اكتشاف المرض، وفيما يلي قائمة بأخطر أنواع السرطان بالترتيب بناءً على إحصائيات منظمة الصحة العالمية WHO لمعدلات الوفاة بسبب كل نوع منهم.
يتصدر سرطان الرئة قائمة أخطر أنواع السرطان بالترتيب حيث أنه من أكثر أنواع السرطان تشخيصاً في عام ٢٠٢٢ بنسبة ٢.٥ مليون حالة جديدة وتسبب في وفاة ١.٨ مليون حالة بنسبة ١٨.٧% من حالات السرطان عالمياً.
ويرجع ارتفاع معدل الوفيات لطبيعته العدوانية وصعوبة اكتشافه مبكراً مما ينتج عنه التشخيص في مراحل متأخرة.
ويُعرف بانخفاض معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بنسبة ٢٧%، إلا أنه يتحسن بشكل ملحوظ في حالة الاكتشاف المبكر ليصل إلى ٦٤%.
يُمثل تشخيص سرطان الرئة تحدياً كبيراً بسبب تشابه أعراضه المبكرة مع أمراض الرئة الأخرى وأيضاً بسبب تأخر ظهور الأعراض المميزة له، بالإضافة إلى مقاومة العلاج بما فيهم العلاج المستهدف في بعض الحالات.
يُعتبر التدخين هو المتهم الأول في الإصابة بسرطان الرئة حيث يُنسب إليه ٨٦% من الحالات في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولا يقتصر الأمر على التدخين فحسب، بل تمتد عوامل الخطر لتشمل التعرض لغاز الرادون، التدخين السلبي، تلوث الهواء، وبعض المواد الكيميائية.
يحتل سرطان القولون والمستقيم المرتبة الثانية في قائمة أخطر أنواع السرطان بالترتيب العالمي حيث تسبب في وفاة ٩.٣% من الوفيات بسبب السرطان عالمياً.
ففي عام ٢٠٢٠، لقى ٩١٦.٠٠٠ شخص حتفهم إثر الإصابة به، كما أنه أودى بحياة ٩٠٠.٠٠٠ حالة في عام ٢٠٢٢.
تكمن خطورة ذلك النوع في عدم ظهور أعراض أولية تستدعي التشخيص المبكر بالإضافة إلى مقاومة العلاج الكيميائي.
ترجع أسباب الإصابة به إلى عدة عوامل منها:
تسبب سرطان الكبد في وفاة ٧.٨% من مرضى السرطان عالمياً، ويحتل بذلك المرتبة الثالثة في قائمة أكثر أنواع السرطان فتكاً.
كما أنه تربطه علاقة قوية بالإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي B و C، حيث ينتشر في المناطق ذات المعدلات المرتفعة من بهما مقارنة بالمناطق الأخرى.
يُعرف سرطان الكبد بصعوبة اكتشافه مبكراً مما يترتب عليه قلة معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بعد اكتشاف المرض بنسبة ٣٧.٣%، ولذلك تم إدراجه ضمن أخطر أنواع السرطان بالترتيب الإحصائي العالمي.
تعتبر الإصابة بالتهاب الكبدي الوبائي B و C عوامل الخطورة الرئيسية في الإصابة بسرطان الكبد، هذا وبالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى منها:
تعرف على ٦ أنواع من فيروسات الكبد واللقاحات المتوفرة لها.
يعتبر سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً بين النساء وتسبب في ٦.٩% من الوفيات بسبب مرض السرطان.
وعلى الرغم من احتلال سرطان الثدي مركزاً متقدماً في قائمة أخطر أنواع السرطان بالترتيب العالمي، إلا أن فرص التعافي منه كبيرة جداً مسجلاً نسبة ٩٩.٣% في معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بعد اكتشاف المرض.
ويتميز هذا النوع بسهولة التشخيص المبكر الذي يعتمد على الفحص الدوري الذاتي الذي يكشف أي تغير غير مرغوب به في الثدي، الأمر الذي يسهل عملية العلاج ويقلل مدته بشكل ملحوظ.
معلومات أكثر عن سرطان الثدي الخبيث ومراحله الخمسة.
يتسبب سرطان المعدة في ٦.٨% من الوفيات العالمية بسبب السرطان محتلاً المرتبة الخامسة ضمن أخطر أنواع السرطان.
تُعتبر صعوبة تشخيص سرطان المعدة وعدم اكتشافه مبكراً هما السببان الرئيسيان في كونه من أكثر أنواع السرطان فتكاً، حيث تتشابه أعراضه مع أمراض أخرى أقل خطورة، بالإضافة إلى صعوبة التشخيص التفريقي ومقاومة العلاج.
هناك من العوامل ما يؤدي لزيادة نسب الإصابة بسرطان المعدة مثل:
تضع بعض الإحصاءات سرطان البنكرياس ضمن قائمة أنواع السرطان الأكثر فتكاً على الرغم من قلة عدد الوفيات الناتج عنه مقارنة بالأنواع الأخرى، ولكن تكمن خطورته في انخفاض معدل البقاء على قيد الحياة الخاص به بالإضافة إلى صعوبة تشخيصه واكتشافه مبكراً.
يصعب اكتشاف سرطان البنكرياس في مراحل أولية بسبب غياب أعراض واضحة في تلك المرحلة، بالإضافة لقلة توافر آليات التشخيص المبكر له، كما يُعرف بمقاومته للعلاج الكيميائي و تشابه أعراضه مع التهاب البنكرياس المزمن.
تشمل عوامل زيادة فرص الإصابة بسرطان البنكرياس:
ويجدر بالذكر أن هناك بعض الاختلافات في معدلات الإصابة والوفيات حسب الجنس، حيث يُعتبر سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً والأكثر فتكاً بالنسبة للسيدات يليه سرطان الرئة والقولون والمستقيم، بينما يحتل سرطان الرئة المركز الأول لدى الرجال في معدلات الإصابة والوفاة يليه سرطان البروستاتا والقولون والمستقيم.
ويُعد سرطان عنق الرحم هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في ٢٥ بلداً حول العالم خصوصاً في جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، وهو ثامن أنواع السرطان حدوثاً بمعدل ٦٦١.٠٤٤ حالة إصابة جديدة وتاسع نوع مسبباً للوفاة بمعدل ٣٤٨.١٨٦ حالة وفاة.
تتشارك بعض أنواع السرطان الخطيرة المختلفة في بعض الصعوبات والتحديات التي أدت إلى كونها الأكثر فتكاً ومن أكبر أسباب الوفاة عالمياً، تتمثل تلك التحديات في:
وبعد ما عرضنا العديد من الحقائق حول مرض السرطان و تطرقنا لأخطر أنواع السرطان بالترتيب، أدعوك لتطمئن عزيزي القارئ، فإنه يمكنك وقاية نفسك وقاية من تحب من هذا المرض الفتاك عن طريق اتباع بعض النصائح واتخاذ الإجراءات الوقائية التي تُساهم في الوقاية من ما يقرب من ٣٠%-٥٠% من حالات السرطان، ومنها:
وتظل المتابعة الطبية الدورية هي رُمانة الميزان التي تؤدي إلى الكشف المبكر حال حدوث أية تغيرات مما به بالغ الأثر في زيادة نسبة الشفاء والتعافي التام من المرض في مراحله الأولى دون تفاقم الوضع وكذلك تقليل تكاليف العلاج.
وبعد التعمق في طبيعة مرض السرطان ومعرفة أخطر أنواع السرطان بالترتيب العالمي، يتجلى واضحاً أمامنا أهمية الكشف المبكر للمرض والذي يُساهم في:
ولا يتحقق الكشف المبكر إلا من خلال التوعية المجتمعية بالأعراض الأولية وكيفية التعامل معها وعدم تجاهلها، بالإضافة إلى تثقيف كافة أطياف المجتمع بالإجراءات الوقائية اللازمة للحد من ارتفاع أعداد المصابين.
مع أهمية تنظيم حملات للكشف المبكر عن أنواع السرطان المختلفة وفحص الفئات الأكثر عرضة لكل نوع في محاولة لرفع الوعي ونشر ثقافة الكشف المبكر.
ولا يقتصر الأمر على الدور الفردي والمجتمعي فقط، بل يشمل أيضاً جهود الدول والمنظمات العالمية في تعزيز دور البحث العلمي وتمويله وإتاحة جميع الفرص والموارد للكشف عن علاجات جديدة أكثر فاعلية وكفاءة.
وفي هذا السياق، إليكم بعض جهود المنظمات العالمية لمكافحة المرض:
تلخيصاً لما تم ذكره فيما يخص في أخطر أنواع السرطان بالترتيب، فإن سرطان الرئة يأتي في المركز الأول يليه سرطان القولون والمستقيم، ثم سرطان الكبد يليه سرطان الثدي ، في المرتبة الخامسة سرطان المعدة والبنكرياس، وذلك وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية طبقاً لمعدلات الوفيات السنوية لكل نوع على مستوى العالم.
وننوه إلى أهمية الكشف المبكر والتوعية المجتمعية بطبيعة المرض وعوامل الخطورة لأنواعه المختلفة بالإضافة إلى العلامات المبكرة لكل نوع مما له بالغ الأثر في الوقاية من المرض أو حتى اكتشافه مبكراً على أقل تقدير مما يُساعد في زيادة نسب الشفاء والحد من تدهور الحالة.
كتبته: تقى مصطفى يس