هل شاهدت –ذات يوم- فحصًا للأوعية الدموية باستخدام جهاز الدوبلرDoppler؟! فصوت اندفاع الدم وسريانه داخل الأوعية الدموية عالٍ جدًا، فكيف بسائر العمليات الأيضية وأصوات القلب المختلفة، بل كيف بصوت انقسام الخلايا؟ فلنحمد الله أننا لا نسمع منها شيئًا! فنحن لا نطيق ذلك أبدًا، بل إن تفلُّت أيٍّ من تلك الأصوات ولو بالقدر اليسير جدًا –أمر لا يحتمل! تلك إحدى صور طنين الأذن Tinnitus. تُرى ما هو وما صوره والسؤال الأكثر أهمية؛ ما علاج طنين الاذن ؟
طنين الاذن- داء منيير- قمع الضوضاء الورم العصبي السمعي – التعديل العصبي – تنشيط العصب الحائر
هو الشعور بسماع صوت لا يصدر عن مصدر خارجي ومن ثم لا يسمعه الآخرون. وقد يصيب إحدى الأذنين أو كلتيهما. ويختلف قوته وصورته من شخص لآخر، كما أنه قد لا يستمر طويلًا أو قد يكون دائم الوجود.
لا يوجد سبب واضح لحدوث الطنين، ولكن ارتبط حدوثه بما يلي:
وُجد أنه قد يصاب المرء بالطنين عندما يتعرض لضوضاء عالية أثناء تواجده في بالقرب من مصدر صوت عالٍ، كالعمل أو حفلة موسيقية صاخبة، أو حدث رياضي.
قد يظهر الطنين بسبب الإصابة بضعف السمع الناتج عن التقدم في العمر أو إثر التعرض لضوضاء عالية. مع العلم بأن بعض ضعاف السمع لا يصابون بالطنين.
قد يظهر كعرض جانبي لتناول بعض الأدوية بكثرة أو بجرعات كبيرة مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل: (إيبوبروفين، أسبيرين، نابروكسين)، وبعض المضادات الحيوية، ومضادات الأكتئاب، والأدوية المضادة للملاريا، والأدوية المضادة للسرطان.
مثل التهابات الأذن بأنواعها وأشهرها التهابات الأذن الوسطى، وكذلك في بعض حالات انسداد قناة الأذن بالشمع.
قد ينتج عن الإصابة تهتك للأعصاب التي تحمل إشارات الصوت من وإلى المخ، ومن ثم يحدث الطنين.
قد يسببه حلات أخرى ولكنها أقل شيوعًا مثل:
يُرجح أن الطنين ينشأ من تدمير الأذن الداخلية مما يؤدي إلى اعتلال الإشارة المنقولة منها إلى المخ، كما أعزى بعض العلماء أن الأمر راجع إلى المخ وأنه مصدر تلك الأصوات.
وظهرت أدلة أخرى حول حدوث اضطراب بين القشرة السمعية auditory cortex ودوائر عصية أخرى مرتبطة بمناطق أخرى بالمخ كالمشاعر والانتباه، حيث أثبتت الدراسات أن بعض ممن يعانون من الطنين مصابين باعتلال في هذه المناطق.
قد يحدث في أذن واحدة أو الإثنين معًا، ويعرف بأنه صوت كالرنين ولكن قد يكون له صور أخرى مثل:
يختلف الصوت من شخص لآخر من حيث التردد وشدة الصوت. قد يبقى مستمرًا وقد يكون مؤقتًا، وقد تتغير حالته أثناء حركة الرأس أو العنق أو العينين.
قد يتبع الطنين ضربات القلب وهو أمر نادر الحدوث، ولكن يتمكن الطبيب من سماع طنين المريض. وهذا النوع يسهل علاجه!
يصعب ذلك إذ كيف يمكن للطبيب تشخيص عرض لا يشعر به غيرك، دون أي علامة واضحة تدل عليه. وعلى ذلك يعتمد التشخيص عليك!
تاريخ الحالة: لابد للطبيب الاهتمام بكل تفاصيل التاريخ المرضي للحالة: متى بدأ وكيف بدأ وهل يزيد أو يقل، وهل هو مستمر أم يأتي على هيئة نوبات تثيرها بعض الظروف؟!
التاريخ العائلي: كما يجب الاهتمام بالتاريخ العائلي لأمراض السمع والاتزان،
التاريخ الطبي: هل يعاني المريض من حالات صحية معينة كمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
يجلس المريض في غرفة مخصصة للفحص -تتميز بأنها عازلة للصوت- مرتديًا سماعات في كلتا أذنيه.
يطلب منه الطبيب أن يخبره عندما يسمع صوتًا، ليسجل الطبيب ذلك ثم يقارن النتائج بقراءات السمع الطبيعي. وهو اختبار غرضه فحص سلامة السمع، فقد يصاحب الطنين فقدان السمع في بعض الحالات.
قد يطلب الطبيب من المريض تقليده في بعض الحركات لرصد الطنين أو رصد اختلاف شدته وذلك أثناء حركة العنق والذراعين والساقين، فإذا ازداد الطنين سوءًا فقد يرجح ذلك مرضًا ما.
قد يطلب الطبيب أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي على المخ وخاصة منطقة الجزء الصخري من العظم الصدغي petrous part of temporal bone.
قد يظهر طنين الأذن في بعض الحالات مثل الأنيميا الشديدة أو أمراض الغدة الدرقية وبعض أمراض القلب ونقص الفيتامينات. لذا قد يطلب طبيبك بعض الفحوصات لاستثناء تلك الحالات المرضية.
خطة العلاج تعتمد على معالجة السبب، وقد لا تسفر الفحوص والتصوير عن سبب محدد مع الأسف، حينئذ سيكون الهدف تثبيط الضوضاء. قد يزول الطنين في الحالات الآتية:
قد يكون سبب الطنين كتلة شمعية تسد القناة الخارجية للأذن وبمجرد إجراء غسيل للأذن يزول الطنين
قد يلزم الأمر جراحة أو علاج لإصلاح المشكلة المتسببة في إحداث الطنين.
يمكن للطنين أن ينشأ إثر حدوث ضعف بالسمع وإن تركيب سماعات للأذن من شأنها استعادة السمع ومن ثم زوال الطنين.
قد ينشأ الطنين مصاحبًا لتناول دواء معين وبالتالي يمكن معالجة الطنين بأن توقف تناول الدواء أو استبداله.
قمع الضوضاء Noise suppression
من الممكن أن لا تتصدى الطرق السابقة في القضاء على طنين الأذن، مما ييحتم علينا التعامل معه وتقبله الأمر ونحاول أن نخفف من حدته!
يمكن أن يصف لك الطبيب جهازًا إلكتروني لتثبيط الضوضاء وقمعها!
ومن أمثل الأجهزة:
وهي آلات تصدر أصواتًا تشبه أصوات البيئة مثل أمواج المحيط وسقوط الأمطار، وقد أثبتت هذه الآلات فعاليتها في تقليل الطنين، بواسطة إحداث ضوضاء ذات مستوى منخفض.
وهي أجهزة تساعد على إخفاء صوت الطنين بإحداث طنين وتشبه سمعاعات الأذن
وهو برنامج يهدف إلى تقميع الصوت ويدير البرنامج طبيب سمعيات محترف مدرب.
يرتدي المريض جهازًا يتلقى عنه تقميع للطنين. وقد نجح مع الكثير من الحالات.
يتلقى المريض دعمًا نفسيًا على يد طبيب نفسي ليتعلم كيف يتعامل مع الطنين وكيف يتكيف معه. ومن أمثلة هذا العلاج عقد جلسات جماعية group sessions.
إرشادات يجب اتباعها أثناء نوبة الطنين
احذر!!
استخدام التعديل العصبي neuromodulation
وهو طريقة علاج غير نافذة، يتم استخدام نمط التعديل العصبي neuromodulation عن طريق بث نبضات عبر فروة الرأس
وهو أسلوب آخر غير متوغل في علاج طنين الاذن وعبارة عن تسليط تيار كهربائي محدد شدته وتردده لتحفيز القشرة المخية
وجد أن تنشيط العصب الحائر قد يساعد في علاج طنين الاذن وله عدة طرق مختلفة
وهو علاج طنين الاذن يتم فيه تحفيز خلايا القشرة المخية مباشرة وله نوعان:
تتنوع أسباب حدوث طنين الأذن ومن ثم علاج طنين الاذن لا زال أمرًا شائكًا، فقد يكون العلاج غسيل الأذن فقط وقد يتطور الأمر إلى علاج جراحي لورم بالمخ أو أن يكون سبب الطنين غير معروف ولا ينفك يزعج المريض فيضطر للخضوع لعلاج التعديل العصبي وتنشيط الدماغ سواء بالتيار الكهربائي أو بالتحفيز المباشر لخلايا المخ!
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها ان تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المختص. بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص يجب على القارئ استشارة طبيبه لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ
كتبته: د أميرة سامي أبوالوفا
المصادر