سرطان الثدي الالتهابي هو مرض نادر لكنه يحدث بشكل عدواني وشرس، ينمو بشكل سريع جدًا، يشبه التهاب الثدي أو خراج الثدي، وهو من أخطر أنواع سرطان الثدي والذي يتم الخلط بينه وبين التهاب الثدي الذي يمكن أن يحدث أثناء الحمل أو الرضاعة.
وهو عبارة عن تورم مؤلم في الثدي ويصبح الجلد لونه أحمر، في كثير من الأحيان لا يوجد كتلة مميزة في الثدي، يبدأ الورم في الانتشار سريعًا ويشبه الالتهاب الشديد للثدي فيظن أغلب الناس أنه خراج، لذلك يجب التفرقة بينه والتهابات الثدي.
يمكن تشخيص المرض اكلينيكيًا عن طريق الأعراض لكن التشخيص السليم يكون عن طريق أخذ عينة وتحليلها(عينة باثولوجي) تكشف عن وجود أنواع معينة من الخلايا الالتهابية التي تهاجم الخلايا السرطانية فيحدث تفاعلًا بين خلايا الجسم المناعية والخلايا السرطانية مسببة احمرار أو التهاب الجلد وانسداد في الأوعية الدموية أو الليمفاوية يمكن تحليلها.
يعد التشخيص الدقيق أمرًا بالغ الأهمية، فمن المؤسف أن سرطان الثدي الالتهابي يتم تشخيصه بشكل خاطئ في كثير من الأحيان على أنه التهاب في الثدي، مما يؤدي إلى تلقي بعض المرضى المضادات الحيوية لفترات طويلة قبل الوصول إلى التشخيص الصحيح.
يجمع التشخيص السريري بين ملاحظات المظهر الجسدي للثدي المصاب، والتاريخ الطبي الدقيق، والفحص البدني، والنتائج المرضية من خزعة الجلد أو الخزعة بالإبرة أو النواة لتأكيد تشخيص السرطان.
التشخيص الصحيح لهذا المرض يسرع من عملية العلاج ويضع القدم على الطريق الصحيح في مرحلة العلاج.
يتم علاج المرض حسب المرحلة التي وصل لها المريض بعدة طرق منها:
تُستخدم العقاقير لتدمير الخلايا السرطانية التي تنمو سريعًا، وتُعطى على هيئة حبوب أو عن طريق الوريد أو كليهما.
وتُستخدم الأدوية الكيميائية قبل الجراحة في حالة سرطان الثدي الالتهابي. ويُعتبر العلاج الكيميائي علاج تمهيدي قبل الجراحة، حيث يهدف إلى تقليص حجم الخلايا السرطانية قبل العملية والحصول على نسبة نجاح أكبر.
أما إذا كنت معرضًا للإصابة مرة أخري بالمرض أو انتشار المرض في أجزاء أخرى من جسدك، هنا يُوصي الطبيب بعلاج كيميائي إضافي بعد استكمال علاجك الآخر لتقليل فرصة الإصابة مرة ثانية.
بعد العلاج الكيميائي، قد يتخذ الطبيب قراره لإجراء جراحة لإزالة نسيج الثدي المصاب بالكامل وجزء من العُقَد اللمفية القريبة. وتشمل الجراحة غالبًا ما يلي:
بعد اكتمال العلاج يمكن أن يتم جراحة لإعادة بناء الثدي حيث يمكن التحدث مع الطبيب لمعرفة الخيارات المتاحة.
يُجري العلاج الإشعاعي عن طريق آلة توجه حزم طاقة إلى جسدك. يستخدم العلاج الإشعاعي لقتل أي خلايا سرطانية متبقية بعد الجراحة حيث يُستخدم على الصدر والإبط والكتف.
حيث يُستخدم العلاج الدوائي في إزالة بعض التغيرات داخل الخلايا السرطانية. فمثلًا تركز بعض الأدوية على البروتين الذي تفرزه الخلية السرطانية في الثدي-حيث يساعد هذا البروتين على نمو وبقاء الخلية-وبالتالي يمكن القضاء على الخلية السرطانية التي تفرز هذا البروتين والحفاظ على الخلية السليمة.
إذا تم إثبات أن خلايا سرطان الثدي الالتهابية تفرز هذا البروتين يقوم الطبيب بوصف العلاج الموجه مع العلاج الكيميائي الأول. وبعد الجراحة، يمكن استخدام العلاج الموجه والعلاج الهرموني.
يُستخدم العلاج الهرموني لعلاج السرطان الناتج عن التغير في الهرمونات لذا يُطلق عليه علاج حجب الهرمون، وتنقسم هذه السرطانات إلى سرطان مستقبل الإستروجين الإيجابي ومستقبل البروجسترون الإيجابي.
يمكن استخدام العلاج الهرموني بعد الجراحة أو طرق العلاج الأخرى بهدف تقليل فرصة الإصابة مجددًا بالسرطان. وإذا كان انتشر بالفعل يساعد العلاج الهرموني في تقليل انتشاره والسيطرة عليه.
ويشمل العلاج الهرموني الآتي:
يعتمد هذا العلاج على استخدام جهازك المناعي لمقاومة السرطان. تٌنتج الخلية السرطانية بروتينًا يساعدها على الاختباء من الجهاز المناعي فلا يستطيع جهازك المناعي التعرف على الخلية السرطانية ومهاجمتها. يُستخدم هذا العلاج في التداخل مع هذه العملية.
يكون اختيار العلاج المناعي في حالة انتشار السرطان في مناطق أخرى من الجسم. وقد يقوم الطبيب باختبار الخلايا السرطانية لمعرفة مدى استجابتها للعلاج المناعي.
سرطان الثدي الالتهابي له العديد من الخصائص المختلفة التي تحدد البيولوجيا العدوانية لهذا المرض مقارنة بسرطان الثدي غير الالتهابي. أظهرت العلاجات المحلية مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي أنها تعمل على تحسين تكرار المرض، دون أهمية النظر إلى البقاء على قيد الحياة بشكل عام. منذ الاستخدام المستمر للعلاج الكيميائي، زاد إجمالي المصابين المتبقين على قيد الحياة. ومع ذلك هناك حاجة إلى عوامل جديدة وإضافية لتحسين العلاجات.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها أن تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المعالج، ذلك بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص.
يجب على القارئ استشارة طبيبه، لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ.
كتبته : د.نور الهدى جهلان