متلازمة النفق الرسغي
متلازمة النفق الرسغي الأسباب والأعراض وطرق العلاج والوقاية
24 أغسطس، 2024
متلازمة القلب المكسور
 متلازمة القلب المكسور كيف تؤثر الحالة النفسية على القلب
7 سبتمبر، 2024

مرض التوحد عند الكبار الأنواع والأعراض وكيفية التعايش معه

مرض التوحد عند الكبار

مرض التوحد عند الكبار

هل تساءلت من قبل عن إمكانية وجود مرض التوحد عند الكبار؟ ذلك المرض المرتبط بالطفولة ويسبب العديد من التحديات والمشاكل السلوكية والتفاعلية.

دعني أخبرك أنه يمكن أن يستمر مع تقدم العمر و تراه في الكبار أيضاً.

في هذا المقال سوف نكتشف سوياً عالم التوحد ونتعرف على أنواعه المختلفة وأعراضه.

كما نتعرف على التحديات التي تواجه مريض التوحد وكيف يُمكن التغلب عليها ودور المحيطين في تقديم المساعدة له من أجل الانخراط في المجتمع بشكل أكبر.

نبذة عن مرض التوحد

هو اضطراب نمائي عصبي مزمن، يتسبب في حدوث اضطرابات في التواصل والمهارات الاجتماعية والتصرفات الشخصية.

يُطلق عليه اضطراب طيف التوحد وذلك لأنه يشمل العديد من الأنواع والأعراض التي تتفاوت حدتها من الخفيف إلى شديد الصعوبة بحسب العمر أو البيئة المحيطة.

يُصيب التوحد ١ من كل ٤٥ شخص بالغ في الولايات المتحدة الأمريكية، ويُعتبر مريض التوحد أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات العقلية والنفسية الأخرى بالتزامن مع التوحد.

هل يمكن أن يُصاب الشخص بالتوحد وهو كبير؟

عادةً ما يرتبط مرض التوحد بالطفولة، ويرجع سبب حدوثه إلى عدة عوامل منها الجينية أو البيئية.

ولكن قد يؤدي التشخيص المتأخر وعدم الاهتمام بحالة الطفل منذ الصغر إلى استمرار أعراض المرض مع تقدم العمر وظهور مرض التوحد عند الكبار الذي يتسبب في مواجهة العديد من التحديات في نواحي مختلفة مثل العمل أو العلاقات الشخصية والتفاعلات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين.

أنواع التوحد عند الكبار

مرض التوحد عند الكبار

قَسم الاطباء اضطراب طيف التوحد إلى عدة اضطرابات ويتم تشخيصها بشكل منفرد وهم:

  • متلازمة كانر: نسبة للعالم ليو كانر الذي يُنسب إليه كتابة أحد التقارير الأصلية عن مرض التوحد عام ١٩٤٣، وقد عرف المرض التوحد باسم التوحد الطفولي ويحدث في ١ من كل ٤٤ طفل.
  • متلازمة اسبرجر: هو اضطراب نمائي تم التعرف عليه سابقاً بشكل منفصل عن التوحد ثم تم إضافته إلى مجموعة اضطرابات طيف التوحد في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5 بسبب تقارب الأعراض.
  • اضطراب النمو الشامل الغير محدد PDD-NOS: من ضمن أنواع التوحد ويُشخص المريض به في حالة وجود أعراض تأخر النمو مع عدم وجود جميع أعراض التوحد ولذلك يطلق عليه “غير محدد”
  • اضطراب الطفولة التفككي CDD: هو اضطراب نمائي آخر ضمن أمراض التوحد شديدة الصعوبة، ولكنه نادر الحدوث إذ أنه يصيب ١-٢ من كل ١٠٠.٠٠٠ طفل.

ما هي مراحل مرض التوحد؟

يُصنف مرض التوحد إلى ثلاث مراحل حسب حدة الأعراض كما يلي:

المرحلة الأولى: تتضمن أعراض خفيفة، ويستطيع المريض التفاعل مع الآخرين نسبياُ ولكنه يحتاج إلى الإرشاد والدعم في تكوين الصداقات وبدء المحادثات والتأقلم مع التغيرات الحياتية المختلفة.

المرحلة الثانية: يُعاني المريض من نفس أعراض المرحلة الأولى بشكل أكبر كما تتطور الحركات اللإرادية وتنحصر الاهتمامات بشكل كبير.

المرحلة الثالثة: وهي الأشد على الإطلاق حيث لا يستطيع المريض التعامل مع الآخرين ويتصف بالتصرفات الحادة وعدم فهم معنى الكلام ولا يستطيع القيام بالأنشطة اليومية بدون مساعدة.

سبب مرض التوحد عند الكبار

على الرغم من عدم التوصل  لسببٍ قاطعٍ لمرض التوحد بعد، إلا أنه يُرجِع الأطباء سبب حدوثه إلى عدة عوامل منها:

  • العوامل الجينية: قد تتسبب بعض الأمراض الجينية في الإصابة بمرض التوحد مثل متلازمة ريت ومتلازمة X الهش أو حدوث الطفرات الجينية.
  •  العوامل البيئية: يُمكن أن تؤثر البيئة المحيطة على التطور الطبيعي للعقل منذ الصغر مما يتسبب في الإصابة بالتوحد، كما أنه يستكشف الباحثون حالياً إمكانية تسبب العدوى الفيروسية أو بعض الأدوية في الإصابة بالمرض.

ما هي أعراض مرض التوحد عند الكبار؟

مرض التوحد عند الكبار

من أبرز السمات المميزة لمرض التوحد هو إيجاد صعوبة في التواصل مع الآخرين أو المعاملات الاجتماعية بالإضافة إلى القيام بتصرفات محددة بصفة تكرارية.

وفيما يلي نستعرض أعراض التوحد عند الكبار في جوانب مختلفة بشكل تفصيلي.

التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي

يواجه مريض التوحد بعض المشاكل والتحديات فيما يتعلق بالعلاقات والمعاملات بينه وبين الآخرين وتتمثل في:

  • الشعور بالإحراج في المواقف الاجتماعية
  • فقدان التواصل البصري
  • فهم المعنى الحرفي للكلام أي عدم فهم المعاني المخفية أو المقصود من الكلام بشكل صحيح
  • عدم القدرة على فهم مشاعر الآخرين
  • صعوبة التعبير عن المشاعر
  • الميل للعزلة والبقاء وحيداً
  • صعوبة في بدء المحادثات واستخدام طريقة مباشرة للرد
  • صعوبة في تكوين الصداقات
  • مشاكل في فهم قواعد المجتمع
  • الشعور بالرهبة من الاختلاط بالآخرين

التصرفات التكرارية المحددة

يعاني مريض التوحد من السلوكيات وأنماط التفكير غير المرنة مما يجعله منحصراً في بعض التصرفات التكرارية والمحددة التي لا يستطيع التخلي عنها أو تغييرها، ويتضمن ذلك:

  • القيام بنفس الأنشطة المحددة يومياً
  • إظهار بعض الأصوات اللاإرادية مثل تطهير الحلق باستمرار
  • ملاحظة التفاصيل المخفية الدقيقة التي قد لا يلاحظها الآخرون
  • الرهبة من حدوث أي تغير وعدم قابلية تجربة أشياء جديدة ومختلفة
  • القيام بحركات متكررة باليد

الاهتمامات المحدودة

يميل مصاب التوحد إلى الاهتمام المكثف والشديد بموضوع واحد عدم القدرة على الانخراط في اهتمامات مختلفة  كما يفضل القيام بالأنشطة الفردية.

الاضطرابات الحسية

يشعر بعض مرضى التوحد بالتحسس الشديد تجاه الإضاءة أو بعض الروائح، كما ينزعج بشدة عند اقتراب الأشخاص له باللمس.

ويجب التنويه أنه ليس من الضرورة ظهور جميع أعراض مرض التوحد عند الكبار على المريض، كما أن الأحداث والتغيرات الحياتية التي يمر بها على مدار سنوات عمره قد تؤدي إلى تغيير بعض الأعراض أو زيادة القدرة على إخفائها  أو التأقلم معها.

تشخيص المرض

يُمثل تشخيص مرض التوحد عند الكبار تحدياً لدى الأطباء نظراً لتشابه أعراضه مع أعراض اضطرابات نفسية وعقلية أخرى مثل اضطراب الشخصية الاجتنابية وغيره، ولذلك، فقد طور الأطباء اختبارات مختلفة تساعد في التشخيص الدقيق للمرض.

عادةً ما يقوم الطبيب ببعض الإجراءات للوصول للتشخيص الدقيق مثل:

  • الاستعلام عن الأعراض ونمط التعامل مع الآخرين
  • جمع معلومات عن مشاكل الطفولة مثل تأخر الكلام أو صعوبات التعلم 
  • استخدام بعض الاختبارات العقلية والنفسية والجسدية
  • استخدام المعايير التشخيصية الموجودة في الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية DSM-5
  •  اختبارات التقييم الذاتي التي يقوم بها المريض 
  • استخدام بعض التحاليل الجينية للكشف عن الاضطرابات الجينية الأخرى مثل متلازمة ريت  ومتلازمة X الهش

ووفقاً بحث تم نشره عام 2023، فإن اختبار ADOS-2 هو أداة تشخيص قياسية ذهبية لتشخيص مرض التوحد، ولكن بسبب حداثة تلك الاداة وعدم استخدامها على شريحة متنوعة من الأشخاص، فإنها قد لا تكون معبرة عن اختلافات المجتمع التوحدي والنماذج العصبية المختلفة.

وعلى الرغم من عدم رغبة العديد في التشخيص، إلا أنه يُساعد في فهم تحديات المرض وتجنب التشخيص المغلوط كما يفتح باب البحث عن الحلول وطرق التعايش والحصول على الخدمات والتسهيلات المُختلفة المُخصصة لمرضى التوحد.

علاج مرض التوحد عند الكبار

يتمثل علاج مرض التوحد عند الكبار في التغييرات والمعالجات السلوكية والنفسية حتى يستطيع مريض التوحد التعايش مع الأعراض وتخفيف تأثيرها السلبي عليه وعلى المجتمع المحيط به.

العلاج السلوكي المعرفيCBT

  • يُساعد في تعلم كيفية تنظيم الوقت
  • التواصل مع الآخرين بشكل أفضل
  • تصحيح بعض التشوهات المعرفية والمفاهيم المغلوطة لدى مريض التوحد
  • اكتساب مهارة تكوين الصداقات والحفاظ على العلاقات الاجتماعية

التأهيل المهني والوظيفي

يحتاج مريض التوحد لبعض التسهيلات فيما يخص بيئة العمل وذلك عن طريق: 

  • توجيه المريض لأنماط العمل المناسبة له
  • تهيئة بيئة العمل مثل عدم استخدام الضوء الشديد 
  • إتاحة وقت أكبر لإنجاز المهمات المطلوبة
  • توعية الزملاء بطبيعة المرض وكيفية التعامل الصحيح

الدعم النفسي

يلعب الدعم النفسي وتفهم المرض دوراً كبيرا في تحسن أعراض مرض التوحد عند الكبار وحالة المريض وشعوره بالقبول والتداخل في المجتمع.

العلاج الدوائي

قد يحتاج مريض التوحد للعلاج الدوائي بسبب بعض الحالات المرضية التي تصاحب المرض مثل مشاكل الطعام والجهاز الهضمي واضطرابات النوم وحدوث النوبات والاكتئاب.

تعرف على ٣ حالات تدفعك لاستخدام أدوية الميلاتونين لاضطرابات النوم.

مضاعفات التوحد

يؤدي إهمال مرض التوحد عند الكبار وعدم تقديم الرعاية المناسبة للمرضى إلى ظهور بعض المضاعفات والاضطرابات مثل:

ما هي صفات مريض التوحد؟

بسبب ما سبق من أعراض مرض التوحد عند الكبار، فإن مريض التوحد يتسم ببعض الصفات مثل:

  • الهدوء الزائد
  • الكتمان وعدم التعبير عن المشاعر
  • الانعزالية
  • الحساسية تجاه المواقف والأشخاص

وعلى الجانب الآخر، فقد يكون التوحد مصدراً للتميز إذ يتسم المريض ببعض الصفات المميزة مثل:

  • التفوق في مجالات معينة مثل الرياضيات والعلوم والموسيقى
  • التميز في التعلم السمعي والبصري
  • قابلية تعلم التفاصيل الدقيقة عن كل شئ
  • قوة الملاحظة
  • التمتع بذاكرة قوية والقدرة على التذكر لمدة طويلة
  • التخطيط بعناية قبل القيام بأي شيء
  • التمتع بحس عالي من العدالة والمساواة

الدور المجتمعي والتعايش مع مرض التوحد

مرض التوحد عند الكبار

قد يكون التعايش مع مرض التوحد عند الكبار تحديا كبيرا في جميع جوانب الحياة سواء التعاملات الاجتماعية أو الأفكار النمطية أو حتى عدم القدرة على إظهار المشاعر.

وفي دراسة عن الخدمات والنتائج تبين أنه ٢٧% من مرضى التوحد الكبار يعانون من البطالة وأثبتت نفس الدراسة أن ٢٥% من المشاركين لم يتلقوا الدعم الكافي.

ومن أجل التعايش وتقليل صعوبات مرض التوحد عند الكبار، يمكن اتباع بعض الإرشادات مثل:

  • زيادة الوعي المجتمعي عن المرض وكيفية التعامل مع المريض ليتمكن مريض التوحد من إيجاد الحلول والشعور بالتقبل.
  • التواصل مع مرضى طيف التوحد والتواجد في مجموعات الدعم المجتمعية.
  • تفهم المحيطين بطبيعة الحالة من أجل تقليل التوتر واستيعاب التحديات.
  • الدعم الأكاديمي في الجامعة 
  • الاستشارة الطبية المتخصصة في حال تفاقم الأعراض وعدم القدرة على التعامل معها.
  • يحب على بيئة العمل إتاحة المزيد من الوقت لإنجاز المهمات مع إعطاء التعليمات بشكل مباشر.

وبحسب دراسة أجريت عام ٢٠٢٠، فإن النساء تمتلك قدرة أكبر على التأقلم مع الأعراض من الرجال عن طريق إخفاء بعض الحركات اللاإرادية وإخفاء المشاعر والهدوء.

وتم تحديد اليوم الثاني من أبريل من كل عام ليكون اليوم العالمي للتوحد من باب المشاركة المجتمعية بين جميع الفئات وسعياً لزيادة الوعي المجتمعي بطبيعة المرض وأعراضه وكيفية تقديم الدعم اللازم لمريض التوحد.

الخاتمة

يُشكل مرض التوحد عند الكبار تحدياً للمريض ولمن حوله، ولكن على المجتمع توفير بيئة ودودة لهم من أجل تعزيز الشعور بالقبول والتركيز الصفات الإيجابية والاستفادة من نقاط القوة لضمان الانخراط في المجتمع بشكل أفضل.

يتحقق ذلك بزيادة الوعي الفردي والمجتمعي بأعراض المرض بضرورة التشخيص المبكر للمرض للحفاظ على جودة حياة عالية ويكون المرض دافعا للتميز.

كما يجب علينا تقبل حقيقة أننا مختلفون، والاختلاف لا يعني النقص أو الإعاقة، ولكنه يعني اننا نكمل بعضنا بعضا وأن ولكل منا قدراته المختلفة المميزة.

كتبته: تقى مصطفى يس 

المصادر

Pubmed Central

NHS

Autism Speaks

Medical News Today 

Sage Journals

Cleveland Clinic

Mayo Clinic

My health.alberta

Spectrum of hope

Luminous

Health Information and services