يُعاني ملايين من البشر حول العالم ارتفاع ضغط الدم، وهو حالة مزمنة تنتشر بين كبار السن غالبًا، وربما لا تعلم أنك بالفعل مصاب بارتفاع ضغط الدم ما لم يخبرك الطبيب بذلك؛ إذ لا توجد – غالبًا – أي علامات ملحوظة تدل على الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ولذا يُعرف ارتفاع ضغط الدم باسم “القاتل الصامت“. ويُعد ارتفاع ضغط الدم الانقباضي (Systolic hypertension) أحد أنواع ارتفاع ضغط الدم الشهيرة، وفي هذا المقال نقدم بين يديك كل ما تودّ معرفته بخصوص ارتفاع ضغط الدم الانقباضي؛ بما في ذلك أسباب ارتفاع ضغط الدم، وطريقة خفض ضغط الدم المرتفع، وغير ذلك مما هو مسطورٌ بين ثنايا المقال.

ما هو ارتفاع ضغط الدم الانقباضي؟

يُعد ارتفاع ضغط الدم الانقباضي أحد أخطر تغيرات ضغط الدم، إذ تزداد القوة التي يضغط بها الدم على جدران الشرايين حال انقباض القلب؛ وهو ما يُطلق عليه “الضغط الانقباضي”، في حين تظل قوة ضغط الدم على جدران الشرايين حال انبساط القلب “الضغط الانبساطي” كما هي بلا أي زيادة، وتُعرف هذه الحالة بارتفاع ضغط الدم الانقباضي المنعزل.

وكما لا يخفى؛ فإنَّ ضغط الدم الطبيعي يتم تحديده بمعرفة النسبة بين ضغط الدم الانقباضي والانبساطي؛ وهي في الحالة الطبيعية 120/80، أما حال زيادة ضغط الدم الانقباضي عن 130، مع ثبات ضغط الدم الانبساطي عند 80؛ يُشخَّص المريض بارتفاع ضغط الدم الانقباضي المنعزل.

كيف أعرف أني مصاب بارتفاع ضغط الدم الانقباضي؟

كما سبق وذكرنا؛ يُعرَف مرض ارتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت نظرًا لغياب أيَّة أعراض ذات دلالة واضحة على الإصابة به، وخصوصًا في البداية، ولذا يُفضل إجراء فحص طبي شامل من حينٍ لآخر للاطمئنان على حالتك الصحية عمومًا، وضغط الدم خصوصًا؛ لتفادي أي أضرار محتملة قبل وقوعها، كما يُنصح كذلك باقتناء جهاز قياس ضغط الدم في المنزل للمتابعة المستمرة.

الفئات الأكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم

يُعد التقدم في العمر هو العامل الأبرز في ارتفاع ضغط الدم، غير أن هناك عددًا من العوامل الأخرى التي يُمكن من خلالها توقع الإصابة بضغط الدم المرتفع مستقبلًا، ومنها على سبيل المثال:

• التاريخ المرضي للعائلة مع ضغط الدم المرتفع.
• التدخين وتعاطي المشروبات الكحولية.
• الإفراط في تناول أملاح الصوديوم.
• نقص أملاح البوتاسيوم من الجسم.
• قلة المجهود البدني المبذول.

أسباب ارتفاع ضغط الدم الانقباضي

مع التقدم في العمر؛ تفقد الأوعية الدموية مرونتها الطبيعية، وتقل كفاءتها في التعامل مع اندفاع الدم على جدرانها، ولذلك تُعد الزيادة الطفيفة في ضغط الدم الانقباضي مع تقدم العمر أمرًا مقبولًا بخلاف الزيادة المبالغ فيها، كما تتعدد بالطبع أسباب ارتفاع ضغط الدم الانقباضي، وقد يجتمع أكثر من سبب معًا ما يزيد من خطورة ضغط الدم المرتفع، وإليك أبرز تلك الأسباب:

• داء السكري.
• السمنة المفرطة.
• تصلب الشرايين.
• فقر الدم “الأنيميا”.
• مشاكل صمامات القلب.
• فرط نشاط الغدة الدرقية.
• متلازمة انقطاع النفس أثناء النوم.

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الانقباضي

حال لم تتدارك ضغط الدم الانقباضي المرتفع لديك، فمن المحتمل – وبشدة – التعرض لعدد من الأمراض الخطيرة، وإليك أخطر مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الانقباضي:

• النوبة القلبية: قد يُسبب ضغط الدم الانقباضي المرتفع تلفًا في الشرايين التاجية -المغذِّية للقلب- ما يزيد من فرصة انسدادها والتعرض لنوبة قلبية حادة.
• السكتة الدماغية: يؤدي إهمال علاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي إلى تلك الشرايين المغذِّية للدماغ بمرور الوقت، ما يؤثر سلبًا على التروية الدموية للدماغ.
• فشل القلب: يُعد ارتفاع ضغط الدم الانقباضي عاملًا رئيسيًا في إضعاف عضلة القلب على المدى البعيد، ما ينتج عنه قصور في قدرة عضلة القلب على ضخ الدم إلى كافة أجزاء الجسم بصورة طبيعية.
• تمدد الأوعية الدموية: مع الاندفاع القوي للدم على جدران الأوعية الدموية باستمرار؛ تضعف تلك الجدران، وربما أيضًا تتمزق.
• أمراض الكُلى: كذلك تتأثر الكلى سلبًا بارتفاع ضغط الدم، إذ تتضرر بمرور الزمن دون علاج لارتفاع ضغط الدم، وتقل قدرتها على تنقِية الدم بفاعلية من السموم.
• فقد البصر: يؤدي تلف الأوعية الدموية المغذية للعين إلى نزيف في الشبكية وفقدان البصر تمامًا.

تلك بعض المضاعفات الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم الانقباضي، ويتضح لكم مدى خطورتها على جملة من أهم الوظائف الحيوية، ما يستلزم تدارك ضغط الدم المرتفع بالعلاج الفعال في أقرب وقت.

علاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي

تتعدد مراحل علاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي وفقًا لدرجة الخطورة، والحالة الصحية العامة للمريض، فقد يحتاج المريض إلى ضبط النظام الغذائي فقط للتخلص من ضغط الدم المرتفع باكرًا، وقد يتطلب الأمر تناول أدوية خاصة لخفض ضغط الدم المرتفع وفق حالة المريض، وبالطبع يتم تحديد الخيار الأنسب وفق رؤية الطبيب المختص.

طريقة خفض ضغط الدم الانقباضي طبيعيًا

هل حقًا هناك طريقة لخفض ضغط الدم الانقباضي دون تناول الأدوية مدى الحياة؟ بالطبع يُمكنك خفض ضغط الدم بعدة طرق أولية، إلَّا أنها تصلح غالبًا مع ارتفاع ضغط الدم المرتفع المكتشف مبكرًا، قبل حدوث تلفيات مزمنة في الجهاز الدوري، وذلك عبر اتباع النصائح الآتية:

• احرص على فقدان الوزن الزائد.
• واظب على ممارسة التمارين الرياضية لتحسين الدورة الدموية.
• احرص على تجنب التوتر تمامًا، وضبط عدد ساعات النوم اليومية.
• توقف تمامًا عن التدخين تمامًا وكذلك المواد الكحولية المختلفة، وتجنب الوجبات السريعة.
• استبدِل ملح الطعام الغني بالصوديوم بأملاح البوتاسيوم، والتي تتوفر في الموالح بوفرة كالليمون.
• تناول الأطعمة الصحية غير الضارة للقلب؛ كالخضروات والفواكه، مع تقليل كميات الدهون في الطعام.

علاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي بالأعشاب

على الرغم من الدور الفعَّال للأعشاب في خفض ضغط الدم، إلا أنها وحدها لا تصلح خيارًا كُفءً لعلاج ضغط الدم المرتفع، إذ يُمكن علاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي بالأعشاب مع اتباع النصائح السابقة، أو في حال اضطر الطبيب لوصف أدوية معينة؛ فيُكمن أن تلعب الأعشاب دورًا مساعدًا كذلك في خفض ضغط الدم، ومن أبرز تلك الأعشاب:

• الزنجبيل.
• البقدونس.
• الكرفس.
• الزعتر.
• القرفة.
• الثوم.

أفضل دواء لعلاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي

وفق دراسة طبية أُجريت عام 2016، وُجِد أن أفضل دواء لعلاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي، باعتبار الكفاءة في تقليل المخاطر المحتملة على القلب، ما يلي:

• حاصرات قنوات الكالسيوم (CCB): تُساعد على ارتخاء جدران الأوعية الدموية ما يُزيد من اتساع الشرايين، وبالتالي يقل ضغط الدم، وتُحفظ الشرايين من التلف.
• مدرَّات البول: تُساعد الكُلى في التخلص من قدر أكبر من الماء والصوديوم، ما يُخفِّض ضغط الدم الانقباضي بآلية مختلفة.

وبالطبع لا يُنصح بتناول أي دواء إلا تحت إشراف طبي، والطبيب وحده هو المسؤول عن تحديد الجرعة العلاجية المناسبة تجنبًا لأية مخاطر قد تنتج من اختيار علاج غير مناسب لحالتك الصحية، وخصوصًا كبار السن.

خاتمة

• يُعد ضغط الدم الانقباضي من أكثر الأمراض شيوعًا بين فئة كبار السن.
• احرص على الفحص الطبي الدوري لاكتشاف ضغط الدم المرتفع باكرًا.
• لا تؤجل علاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي لما له من مضاعفات.
• يُنصح بتناول الأدوية الخاصة بضغط الدم تحت الإشراف الطبي.