نظريات الكون الدقيقة تخترقها قدرات الخالق، اقرأ إن شئت عن الكيس العجائبي لترى أن جنينًا كاد يتم نموه دون مشيمة داخل مبيض أمه، بل قد يتكون داخل خصية أبيه! وها نحن أمام إعجاز آخر وهو انتباذ بطانة الرحم، فيتقرر هجرة بعض الخلايا من بطانة الرحم إلى مكان آخر مؤدية مهامها الفسيولوجية كاملة –حرفيًا- فما هو وما أعراضه ولِم يحدث؟
بطانة الرحم- الجهاز التناسلي الأنثوي- بطانة الرحم المهاجرة- الطمث- عضلية الرحم- مصلية الرحم- الطور الحيضي- الطور الإفرازي- الطور التكاثري- ورم بطاني رحمي- الحيض الرجعي
يتألف الجهاز التناسلي الأنثوي من الرحم والمبيضين اللذيْن يتصلان بالرحم يمينًا ويسارًا من خلال قناتي فالوب، وينتهي الرحم بأنبوبة عضلية تسمى المهبل تنتهي بفتحة الفرج التي يحيط بها الأعضاء التناسلية الخارجية.
تشريحيًا Anatomically
الرحم عضو عضلي صغير في حجم قبضة اليد –الرحم الطبيعي- يتكون من ثلاثة أجزاء:
نسيجيًا Histologically
يتكون من ثلاث طبقات وهي على الترتيب من الداخل إلى الخارج:
وهي الطبقة المخاطية للرحم، حيث تبطنه من الداخل. تتكون بطانة الرحم من نسيج طلائي (النسيج الطلائي العمودي البسيط simple columnar epithelium) بالإضافة إلى غدد أنبوبية. وتنقسم بطانة الرحم إلى طبقتين: وظيفية وأخرى قاعدية.
وتتكون من ثلاث طبقات عضلية ملساء، ويصعب فصل الطبقات العضلية عن بعضها البعض.
نعلم أن جميع الأعضاء في البطن -داخل التجويف البريتوني، أي إن كل عضو مغلف بطبقة من الغشاء البريتوني. مصلية الرحم ما هو إلا غشاء بريتوني يغلف الرحم، ويحيطه طبقة من النسيج الضام.
فسيولوجية الرحم
الرحم عضو متعدد المهام، فهو يملك الصفة وعكسها!
في حالة الحمل
الرحم هو الملاذ الآمن الهادئ الذي يحتضن البويضة المخصبة في جداره حتى ينمو الجنين، وطوال فترة الحمل يقدم الرحم الأمن والاستقرار للجنين وكذلك تغذيته؛ وما إن يصل الجنين لكمال النمو حتى يتحول الرحم إلى أداة قابضة باسطة لدفع الجنين خارجه!
في حالة عدم وجود حمل
يمر الرحم –بطانة الرحم- بثلاث مراحل خلال ما يسمى بالدورة الشهرية menstrual cycle:
مدته من بداية الدورة وحتى مرور أربعة أيام، حين تشرع الشرايين في الانقباض لتسبب إفقارًا في الدم ومن ثم تنسلخ الطبقة الوظيفية لبطانة الرحم مصحوبًا بتحلل لعوامل التجلط في الدم (دم الحيض)، حتى لا يحدث تجلط أبدًا. هرمون الأستروجين هو المتحكم.
مدته من اليوم (5-14 يومًا)، وفيه يحدث انقسامات خلوية سريعة متتالية في الطبقة القاعدية، لاستعادة النسيج الطلائي الذي فقد ومن ثم الطبقة الوظيفية والشرايين المغذية لها.
مدته من اليوم (15-28) يتوقف إنماء الطبقة الوظيفية ويحدث التبويض ovulation لتنتطلق البويضة خارج المبيض، وهذا الطور هدفه إعداد الرحم إذا ما حدث حمل، حتى يكون مجهزًا لاستقبال بويضة مخصبة لتُزرع في جدار الرحم وحينها يتغير كل شيء استعدادًا لنمو الجنين وإن لم يحدث حمل فسوف تتكرر الدورة من جديد.
مرض مزمن فيه تنمو أنسجة تشبه تلك التي تبطن تجويف الرحم فيما يعرف باسم بطانة الرحم endometrium في مكان آخر خارج الرحم، ويطلق عليه أيضًا “بطانة الرحم المهاجرة”.
أينما حلت بطانة الرحم، فسوف تقوم بوظيفتها! فهي تمر بالأطوار الثلاث المذكورة سلفًا، تنمو وتتكاثف ثم تنسلخ وتتهتك وتنزف أيضًا في موعد الحيض نفسه.
ولكن كيف يتخلص الجسم من ذاك الحيض؟ في الواقع لا مخرج له أبدًا فلا يبرح مكانه بل يتراكم –في كل شهر- مسببًا التهابات مزمنة ينشأ عنها ندوبًا scar مما يسبب تليفات والتصاقات بين أعضاء الحوض أو –نادرًا- في أي مكان بالجسم.
للأسف لا يوجد سبب واضح حتى الآن ولكن هناك بعض التفسيرات حول الأسباب وهي:
قد يبدأ انتباذ بطانة الرحم عندما تحيض الأنثى لأول مرة “Menarche”، وينتهي عندما تيأس من المحيض “Menopause”!
أجل، فانتباذ بطانة الرحم يتسبب في أعراض قاسية منها:
لا يوجد علاج –حتى الآن- لانتباذ بطانة الرحم- وجل ما يمكن فعله، هو العلاج التحفظي conservative treatment لتخفيف الآلام وكذلك علاج العقم إن وُجد.
يرجى البدء باستخدام المسكنات المعتادة المتاحة دون وصفة طبية مثل العقاقير اللاستيرويدية المضاد للالتهاب NSAIDs والإيبوبروفين.
يمكن الجمع بين المسكنات والعلاج الهرموني في حالات العقم
لإزالة بطانة الرحم المهاجرة فقط مع الاحتفاظ بالرحم والمبيضين، لتخفيف الآلام وقد يعود المرض مرة أخرى.
ويعتبر هذا الحل الأمثل لأن:
للأسف تعاني نسبة 24-50% من الحالات المصابة بانتباذ بطانة الرحم من العقم، رغم غياب أي سبب واضح لذلك. قد يسبب المرض عقمًا مؤقتًا وقد يكون دائمًا، لذا يلجأ الأطباء أحيانًا للجراحة -كما أشرنا- أو إلى وسائل علاج العقم كالتلقيح الصناعي مثلًا.
الملخص
بطانة الرحم
الغشاء المبطن لتجويف الرحم يتكون من نسيج طلائي، يحدث له انسلاخ أو انتزاع في فترة معينة من الدورة الشهرية، وهي عملية تقشير Desquamation. يتخلص الرحم من هذه الأنسجة المتهتكة مع الشرايين الحلزونية المغذية لها، ثم يعاد تكونها في طور جديد.
انتباذ بطانة الرحم
زرع بعض من أنسجة بطانة الرحم في موضع خارح الرحم ليقوم بالأداء نفسه، ويمر بالمراحل الفسيولوجية المعتادة ومن ثم تحدث الأعراض.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها ان تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المختص. بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص يجب على القارئ استشارة طبيبه لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ
كتبته: د أميرة سامي أبوالوفا
اقرأ أيضًا:
هل يحقق لقاح الملاريا الجديد آمال منظمة الصحة العالمية
تعرف على مثبطات SGLT2 علاج واعد لمرضى السكري!
المصادر
https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/end
https://www.healthline.com/health/endometriosis
https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/endometriosis