قد تظن أن لا علاقة بين هرمون الجوع وصحة القلب وأنه مجرد هرمون تنظيمي لميعاد الوجبات، ولكن ما أثبتته الدراسات العلمية والتجارب المعملية أن هرمون الجوع له فوائد عديدة غير ذلك.
ومن أهم مهام هرمون الجوع الوظيفية في الجسم، هو ذلك الأثر الذي يقوم به على صحة القلب السليم وأثره في بعض الأمراض القلبية والأوعية الدموية.
فإن كنت تظن أن العلاقة بين هرمون الجوع وصحة القلب علاقة بعيدة ولا تأثير قوي لهرمون الجوع على القلب، إقرأ معنا مقالنا التالي.
هرمون الجوع جريلين Ghrelin هو ذلك الهرمون الذي يعمل ببساطة على حثك لتناول الطعام عندما تكون المعدة فارغة وذلك لأن الجسم يحتاج حينها للطاقة والعناصر الغذائية لتنظيم عمليات الأيض والبناء.
وحينما نقول هرمون الجوع، يتبادر إلى الأذهان فقط ارتباطه بالسمنة والنحافة وأنه لا يؤثر سوى في مدى جوع وشبع الإنسان.
وعند إفرازه، يحفز هرمون الجوع مستقبلات إفراز هرمون النمو وهذا هو الدور الطبيعي والمتعارف عليه.
ولكن مع البحث العلمي المتزايد، أظهرت الدراسات كثير من العلاقات بين هرمون الجوع وأجهزة الجسم المختلفة وكيف يقلل من شدة بعض الأمراض.
ومن أهم هذه العلاقات هي العلاقة بين هرمون الجوع وصحة القلب ودوره في مرض الفشل القلبي.
إن أثر هرمون الجوع على صحة القلب ينقسم بناءًا على الدراسات العلمية الحالية إلى شقين:
في دراسة علمية على فأر مصاب بجلطة قلبية Myocardial infarction ومع بدء إدخال هرمون الجوع في نظامه العلاجي، تمت ملاحظة زيادة في معدلات عامل النمو البطاني الوعائي في مجرى الدم vascular endothelial growth factor وهو البروتين المسؤول عن تحفيز تكوين الأوعية الدموية.
الأثر الذي يعمل على تحسين الحالة الصحية للقلب خاصة بعد التعرض للأزمة القلبية لأنه يعزز توافر الأوعية الدموية في القلب فيزيد من تغذية القلب الدموية.
ومع الحالات التي يتم إجراء مجازة قلبية رئوية فيها
cardiopulmonary bypass
وجد الباحثون أن إستخدام هرمون الجوع يقلل من الإلتهابات المترتبة على المجازة القلبية الرئوية ويقلل أيضًا موت الخلايا Apoptosis ويحافظ على آلية ضخ القلب.
نتيجة الدراسات المعملية والبحث العلمي أن هرمون الجوع يقلل ويثبط التحفيز السمبثاوي على عضلة القلب.
والتفسير لذلك أنه مع الجلطات والذبحات القلبية، يعاني القلب من الرجفان البطيني ventricular arrhythmia وتحفيز نشاط العصب السمبثاوي على عضلة القلب Cardiac Sympathetic Nerve activity (CSNA).
مع هرمون الجوع، يقل نشاط العصب السمبثاوي على القلب لأنه يعمل على تثبيط العصب السيمبثاوي.
الأثر الذي يجعل التحكم في ضربات القلب سهلا ويمنعها من الاضطراب وعدم الإنتطام، كما يزيد من تحسن الحالة الصحية للقلب بعد الجلطة جراء هذا التأثير المثبط للعصب السمبثاوي في القلب.
كما أن الأخير – تثبيط العصب السمبثاوي في القلب- قد ينتج أيضا مع هرمون الجوع عن طريق إنقاصه لكلاًّ من نسب الإيبينيفرين والنور ايبينيفرين في مجرى الدم والذي ينتج عنه تحسين وظيفة وكفاءة القلب.
الأثر الطبي لهرمون الجوع على صحة القلب في حالات الأزمات القلبية مازال قيد البحث لكن كافة الدراسات تشير إلى إيجابية هرمون الجوع على صحة القلب.
عندما لا يستطيع القلب أن يضخ الدم بصورة كافية لكافة أنحاء الجسم، يكون هذا فشل قلبي.
مرضى الفشل القلبي يبدأ علاجهم الأساسي بتغيير نظامهم الغذائي ونظامهم اليومي والتوقف عن ممارسة العادات الصحية السيئة كالتدخين مع العلاج الدوائي الذي يصفه الطبيب المختص.
قد يفيدك معرفة المزيد عن ريجيم البحر المتوسط لصحة القلب من هنا.
أما عن هرمون الجوع وعلاقته بالفشل القلبي، ففي دراسة أجريت في جامعة في السويد، نتجت ولأسباب لا تزال غير معروفة زيادة في معدلات ضخ الدم في مرضى الفشل القلبي الذين تم إعطاؤهم جرعات من هرمون الجريلين- هرمون الجوع.
تلك النتائج كانت خلال فترة زمنية صغيرة، أي أنه مازالت هناك حاجة ملحة لإجراء المزيد من الأبحاث لدراسة تأثير الهرمون على المدى الطويل.
وفي إطار الزيادة الناتجة في نسبة الدم الذي تم ضخه، يعزي الباحثون السبب في هذا الأثر إلى أن الهرمون يعمل على زيادة كفاءة العضلة نفسها وهذا ما تم اكتشافه جراء دراسة أجريت على عضلات القلب في حيوانات المعمل.
الأبحاث مبشرة لمرضى الفشل القلبي، ففي حين أن العلاج الحالي هو محاولة وقف تقدم المرض، لا يوجد علاج فعال ليشفي مريض الفشل القلبي.
وهرمون الجوع وصحة القلب قد يكون علاج محتمل لأنه بالإضافة إلى زيادته لكفاءة القلب، لا أثر جانبي له إثر تناوله.
وبعيدا عن دور هرمون الجوع السابق ذكره مع صحة القلب، لا يقتصر عمل الهرمون الذي اكتشفه الباحثون على هذا فحسب بل وجدوا له آثار مهمة أخرى وهي:
ومازالت الدراسات مستمرة لمعرفة كافة فوائد وآثار هرمون الجوع على الجسم الصحي وعلى بعض الأمراض والسرطانات.
الملخص
إن للدراسات العلمية دورًا مهما في إيضاح وتفسير دور هرمون الجوع في الجسم بأكمله والذي لا يقتصر فقط على تناولك للوجبات.
ومع البحث العلمي المستمر، أدركنا العلاقة بين هرمون الجوع وصحة القلب وصحة الجسم بصفة عامة وأنه قد يكون لهرمون الجوع دورًا مفيدًا وعلاجياً في الأمراض الآتية:
آملين أن يتوصل العلماء في القريب العاجل لكافة الحقائق وأن يتم تطوير علاج فعال من هرمون الجوع.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليس الغرض منها ان تكون بديل عن العلاج الطبي من قبل الطبيب المختص. بسبب اختلاف الاحتياجات الفردية لكل شخص يجب على القارئ استشارة طبيبه لتحديد مدى ملائمة المعلومات لكل قارئ.
كتبته
د/مروة رفعت
موضوعات قد تهمك
تناول السكر وعلاقته بامراض القلب والسكتة الدماغية
لماذا تعتبر ممارسة الرياضة مهمة وكيف يمكن أن تغير حياتك؟
المصادر
Ghrelin: much more than a hunger hormone